“الاجتياحُ البري”.. استخدامُه كعنوان بعد إعاقته كمشروع
نوح جلّاس
تهويل عنوان “اجتياح غزة بريّاً” بات سلاحاً نوعياً في يد الصهاينة وداعميهم الأمريكيين.. بعد فشل تنفيذِه؛ بسَببِ التهديدات المتصاعدة من المحيط المقاوم.. كيف تحول إلى عنوان يستغله العدو؟
الآن الإعلام الصهيوني ومن يدور في فلكه يروج لعنوان “اجتياح غزة بريّاً” ويحدّد مواعيد لذلك، ثم يعلن تأجيل المواعيد ويخلق دراما لدى المراقبين.. ويعلن الصهيوني بأن كُـلّ جهود المقاومة اللبنانية والعراقية ساهمت في تأجيل اجتياح غزة براً.. ويكرّر هذا العنوان ويهول له.. والمقاومة تكتفي بهذا الإنجاز وهو وقف الهجوم البري الذي لن يأتي مطلقاً بعد الإنذارات الشديدة من المحور.
وفي المقابل الجميع ينتظر موعد الهجوم البري (الذي لن يحصل)؛ لأَنَّه تحول من مشروع عملي (تمت إعاقته ببنادق المقاومة)، إلى عنوانٍ لتشتيت كُـلّ الأنظار عن المجازر والمذابح التي ترتكب على مدار الساعة، وقد استشهد قرابة 1000 فلسطيني خلال 48 ساعة فقط، وهذا العدد الكبير من الشهداء تم بالتقسيط (خمسة شهداء تلو خمسة تلو سبعة تلو عشرة تلو ثمانية.. وهكذا)، ونحن والجميع نترقب موعد اجتياح غزة بريّاً ونعتبره ذريعة تمكّن محور المقاومة من التدخل المباشر في المعركة “طوفان الأقصى”، والمشكلة أن الصهيوني نفسه استبعد اجتياح غزة بريّاً وبات فقط يستخدمه عنواناً للتغطية على المذابح، والشاهد هو تصريح وزير الدفاع الصهيوني، الذي أكّـد أن أمريكا منعت بدء الهجوم البري على الرغم من أن أمريكا أعلنت سابقًا ضرورة بدء الهجوم البري.
وقبل هذا كان يتم الإعلان عن بدء العملية ثم يأتي إعلان آخر يقول تم التأجيل، وهذا التناقض يؤكّـد عن الهجوم البري بات عنواناً مقصوداً وبروباغاندا إعلامية للتغطية على كُـلّ ما يمارسه الصهاينة بحق الفلسطينيين على مدار الساعة دون توقف، حتى أثناء كتابة هذا المنشور تم قصف منزلين والحصيلة الأولية أكثر من ١١ شهيداً، ونحن ما زلنا ننتظر موعد الهجوم البري الذي تحول إلى بروباغاندا، لذلك ينبغي الانتباه وتعزيز اليقظة.