صمتُ السيد نصر الله أكثرُ من حرب نفسية على العدوّ الإسرائيلي
عبدالحكيم عامر
صمتُ السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، قد يكون أقوى من أي خطاب يمكن أن يلقيَه، ففي ظل تطوُّرات المنطقة ومعركة “طوفان الأقصى” التي نفذتها كتائب القسام في غلاف غزة في السابع من أُكتوبر 2023م، يعتبر الصمت للسيد نصر الله وسيلة فعالة لخوض حرب نفسية على العدوّ الإسرائيلي.
وهنا سنستكشف أهميّة هذا الصمت وتأثيره على العدوّ وكيف يعد حربًا بحد ذاتها.
صمت السيد نصر الله يحمل رمزية كبيرة في الساحة السياسية والعسكرية، فهو ليس مُجَـرّد زعيم حزب سياسي، بل يعد زعيمًا لتنظيم جهادي قوي يهدّد أمن إسرائيل، لذلك عندما يختار الصمت، فَــإنَّه يرسل رسالة قوية إلى العدوّ بأنه يحضر لشيء كبير ومهم، يترقب العدوّ هذا الصمت بتوتر وقلق، مما يؤدي إلى إشعال حرب نفسية على العدوّ الإسرائيلي.
صمت السيد نصر الله يولد الحيرة والتوتر داخل إسرائيل، فالعدوّ يعلم جيِّدًا أنه خلف هذا الصمت يمكن أن يكون هناك تحضير لعملية عسكرية كبيرة تهدّد أمنها، هذا التوتر يؤثر على عمليات الاستخبارات والأمن في إسرائيل، ويجبر العدوّ الإسرائيلي على تكثيف جهوده في المراقبة والاستعداد لأي تهديد محتمل، وبالتالي، يمكن القول: إن صمتَ السيد نصر الله يشكِّلُ حربًا نفسية على العدوّ الإسرائيلي.
صمت السيد نصر الله يدفع العدوّ الإسرائيلي إلى تحليل الأوضاع المحيطة بعناية والاعتماد على التقارير الاستخباراتية لمحاولة فهم ما يجري وما قد يخطط له الحزب، يتم تحليل جميع الأدلة والمعلومات المتاحة، بما في ذلك المعلومات العامة والتقارير الاستخبارات السرية، للتوصل إلى تقدير أكثر دقة للتهديد المحتمل، يتمتع الصمت بقدرة كبيرة على زعزعة استقرار العدوّ وإرباكه، وهو ما يعتبر نوعًا من السلاح النفسي في يد السيد نصر الله.
تعتبر استراتيجيةُ الصمت أمرًا حَسَّاسًا يجب استخدامه بحذر، يجب أن يكون التوقيت السليم للصمت هو العامل الحاسم في تحقيق الأثر المطلوب، يجب أن يتم اختيار اللحظة المناسبة والمؤقت الملائم للصمت بناءً على الأهداف الاستراتيجية والظروف المحيطة، فإذا تم استخدامه بشكل صحيح، يمكن أن يكون للصمت تأثيرًا قويًّا في إشعال حرب نفسية على العدوّ الإسرائيلي.
تعتبر “إسرائيل” من الدول التي تتمتع بقوة استخباراتية كبيرة، وتحاول بشتى الطرق الكشف عن أي تهديد محتمل، ولكن مع صمت السيد نصر الله، يتعذر على إسرائيل تقدير النية الحقيقية والخطط المحتملة لحزب الله، قد تحاول إسرائيل الرد بنفس القدر من الغموض والتكتيكات النفسية، ولكنها تدرك تماماً أنها تواجه خصمًا خبيرًا في فنون الحرب النفسية.
في النهاية، يعد صمت السيد حسن نصر الله أكثر من مُجَـرّد صمت، إنها استراتيجية مدروسة يستخدمها لتحقيق أهدافه في مواجهة العدوّ الإسرائيلي، يولِّدُ هذا الصمتُ التوتُّرَ والحيرةَ في صفوف العدوّ، ويجبرُه على تكثيف جهوده في المراقبة والاستعداد؛ إذ يعتبر صمتُ السيد نصر الله حربًا نفسيةً فَعَّالةً تساهمُ في تعزيز الردع والتأثير على تصرفات العدوّ.