لمحور الجهاد يَدَان: يدٌ لضربِ العدوّ.. ويدٌ لضربِ عُملائه
أمة الملك قوارة
من بدايةِ السطر، وكعنوانٍ واضح الصهيونية تعتزمُ اقترافِ الإبادة بحق الفلسطينيين، وما نراهُ كُـلّ يومٍ والتمادي في إجرامها يؤكّـد ذلك، والغطاء الأمريكي والغربي وحتى غطاء الأنظمة العربية يظلِلانها؛ كي لا تلفحَها أشعة الشمس، إذن هي متحَرّكةٌ في صُلبِ قرارها، متكئةٌ على أنظمة عالميةٍ وعربية.
هل يخافُ العدوّ الإسرائيلي من أية تحَرّكاتٍ وردود عملية فعلية واسعة لمحور المقاومة؟ نعم، وجدًّا، تخاف من جبهة الجولان السورية وجبهة جنوب لبنان التي قد فُتحت بالفعلِ واحتمالات التحَرّك في العراق واليمن، وانبثاق مقاومة ليست قوية وحسب بل أقوى مما تتصور من بين الركام في فلسطين!
ومن زاويةٍ أُخرى:- هل أمريكا لديها احتمالات واردة بتوسع نطاق المعركة لتصبح حربا إقليمية وليس بما يخص القضية الفلسطينية بل بما يشملُ ويؤثرُ على مصالحها وقواعدها في الوطن العربي والشرق الأوسط؟
بالفعل لدى أمريكا تلك الاحتمالات وأكثر؛ لذا نراها تفرز حليبَ الحنية وتكثّـف من رعاية أدواتها تارة بالاستقطاب الواسع والاستضافة! وتارة بزيارتهم وتفقد أحوالهم وتلمسُ احتياجاتهم!
وَإذَا ما تساءلنا: ما الذي يفعلهُ مرتزِقة اليمن مثل ابن عزيز وأضرابه في أمريكا؟ وما سر تلك المؤتمرات العسكرية التي دعت أمريكا إليها مرتزِقتها وأدواتها على اختلافهم؟! بينما ربيبتها إسرائيل تخوضُ حربَ تحديد المصير في فلسطين، وعن صنعاء وقيادتنا وتصريحاتها الجادة في أنها ستكون ضمن المعركة في حال استمر العدوّ الإسرائيلي في إجرامه وحرب الإبادة تلك، ومن هنا يُمكننا القول: إن أمريكا تقوم بخطوات استباقية وملامح تحَرّكاتها واضحة في أنها تنوي توظيف أدواتها لتخوض حرب بالنيابة في حين تحَرّكت القيادة في صنعاء والشعب لخوضِ المعركة مع فلسطين.
عملَت أمريكا على توظيف الصراعات بما يخدمُ مصالحها منذ القدم وحتى الآن، وتحَرّكتْ بنفسها في حروب عديدة، ولكنها الآن تقفُ كداعمةٍ كبيرة ومؤيدة لكن هل من الممكن أن تتدخل بشكل مباشر مع إسرائيل في القضاء على فصائل المقاومة كما يزعمون؟ وحول هذا هناك احتمالين: الاحتمال الأول أن أمريكا لن تخوضَ الحرب مع إسرائيل مباشرةً رغم رغبتها القوية لكنها تظل الداعم الكبير والممول الأَسَاسي لها، فحربها مع روسيا في أوكرانيا يكبحُ جماحها في الخوض ضمن خيارات كثيرة واقعة بين يديها؛ لأَنَّ ذلك سيكلفها الكثير، وهي الآن تتحَرّك باتّجاه أدواتها في المنطقة سواء جماعات عسكرية أَو أحزاب أَو أنظمة عميلة ليتم من خلالهم الوقوف أمام أية مقاومة من شأنها أن تدخل ضمن خطوط المعركة مع العدوّ الإسرائيلي في فلسطين، بحيث يمكن من خلالهم اشغال المقاومة بحروبٍ داخلية وفتح جبهات جديدة وربما إغلاق قنوات وطرق والتحَرّك العسكري من قبل أنظمة عربية عميلة؛ لتعرقل المقاومة وتقف دون اتِّخاذ موقف تجاه إسرائيل، وتلك التحَرّكات قد تكون بدعوى الحفاظ على السلام وتنفيذ لبنود التطبيع، وبالتالي في حين نجحت لن يتمكّن بعدها أي طرف في المحور من التفكير في القضية الفلسطينية ناهيك عن التدخل المباشر؛ مما يتيحُ للصهيونية إبادة الفلسطينيين في ظل إنهاك أطراف المقاومة وعدم قدرتهم على الرد وهذا الاحتمال الأرجح الذي تفكر فيه كُلٌّ من أمريكا وإسرائيل.
الاحتمال الثاني: قد تتحَرّك أمريكا في حين تحَرّك محور المقاومة وهي تعرف ذلك حين أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل للحرب والإبادة وأشعرتها بالوقوف معها قلباً وقالباً، وَحين يطفح الكيل بمحور المقاومة ودخل قلب المعركة عمليًّا بثقله عندها ستتدخل أمريكا بمبرّر الدفاع عن إسرائيل، وهنا ستكون الحرب إقليمية.
وفي كلا الاحتمالين ستتحَرّك الأدوات والأنظمة العميلة وعلى النقيض ستتحَرّك الشعوب وستكون الحرب بين طرفين أمريكا وإسرائيل وأنظمة عربية عميلة ومرتزِقة! والطرف الآخر فلسطين ومحور المقاومة والشعوب، وكلمة الشعوب لها دلالتها ومضمونها ونتائجها أَيْـضاً، ويكفي الآن التلميح فقط بأن الشعوب ضغطت على أنظمتها وجعلتهم يقيمون قمة وهمية مرتدون فيها خمار الحياء من إسرائيل!
الجديرُ بالذكر أن الحتميات الثلاث ستتحقّق لا محالة وسيظهر للحق مناصرين لم يكونوا بالحسبان، وستحصل هناك متغيرات كثيرة لصالح الحق وما تلك الدماء في فلسطين إلا ثمن النصر وعن محور المقاومة لا شك في أنه سيخوض حربين حرب ضد العدوّ ومن أجل القضية وحرب ضد المنافقين ومن أجل القضية أيضا! وستكون له يَدَان يد تضرب العدوّ ويد أُخرى تُنكل بالمنافقين العملاء، لقد باتت القرارات المصيرية قريبة وفيها سيقرّر المنافقون أنهم منافقون صريحون وسيقفون في صف الباطل ويظهرون الولاء للأعداء جهاراً نهاراً وسيظهر المؤمنون واقفون في صف الحق ومناصرون له، وإن ما عاشته دول المحور من أحداثٍ مسبقة كُـلّ ذلك يؤهلها لخوض غمار المعركة الحالية متوكلة على الذي وعد بالنصر عباده المؤمنين وَاعتمادها على كمٍ هائلٍ من التجارب التي ستجعلها تتصرف في خضم وطأة الحرب بحكمةٍ وحنكةٍ كبيرتين؛ لضمان النصرِ والاستفادة من كُـلّ المتغيرات والمُهَيِّئات الإلهية.
إنها مرحلة الفصل التي ليست بالهزل مطلقاً وستتغير خلالها موازين القوى.