التداعيات السلبية لـ “طوفان الأقصى” على الكيان الصهيوني لا تزال وحتى يومنا هذا تتكشف وتظهر لنا

 

محمود المغربي

لقد حسمت عملية “طوفان الأقصى” المباركة المعركة، وحدّدت بشكل مسبق الإطار الزمني لسقوط وزوال الكيان الصهيوني، الذي يترنح الآن بفعل الضربة القاضية التي تلقاها يوم السابع من أُكتوبر الجاري، وكلّ ما يحدث الآن ما هو إلا نتائج وتداعيات لذلك الترنح والتخبط الصهيوني الذي يسقط ويحاول إسقاط معه أكبر عدد من الشهداء الفلسطينيين، وكل شيء في طريق سقوطه، وتدمير غزة بتلك الجرائم والمجازر البشعة التي يرتكبها بمساعدة أمريكا التي هي الأُخرى تحاول جاهدة وبكل الوسائل إنقاذ طفلتها المدللة التي تنازع الموت وترميم وجهها الذي تمزق ولم يعد يصلح لوضعه حتى في تابوت الموتى، على أيادي عباد لله، ذكرهم الله في سورة الإسراء بقوله: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا).

في عملية “طوفان الأقصى” التي أذهلت العالم وحيرت مركز الأبحاث والدراسات بعظمة ودقة من خطط لها ومن نفذها وزمن ووقت تنفيذها وأهدافها التي لا تحصى ولا تعد، حتى أننا وبعد أسابيع من تنفيذ عملية “طوفان الأقصى” لا نزال نشاهد كُـلّ يوم أهدافًا جديدة تتحقّق، ونشاهد تداعياتها السلبية على الكيان تظهر وتبرز وتكشف عن نفسها لنا في كُـلّ دقيقة.

وهذا يجعلنا نعيد التساؤل من خطط ومن نفذ عملية “طوفان الأقصى” بهذا الشكل المتقن، وأية عقلية تقف خلف ذلك العمل الذي استخدم أقل الإمْكَانيات والموارد البشرية والمادية والعسكرية والجغرافية والظرف الزماني والمكاني المحدود للقيام بمثل هكذا عمل، وتحقيق كُـلّ تلك الانتصارات والإنجازات التي يستحيل تحقيقها بكل ما لدى العرب من قوة عسكرية وإمْكَانيات مادية وتوجيه ضربة قاضية وإسقاط الكيان الصهيوني أُسطورة 67 والجيش الذي لا يقهر بهذا الشكل المخزي وبظرف ساعات، والأكثر من ذلك هو معرفة قادة عملية “طوفان الأقصى” لما بعد العملية، وما هي الخطوة التالية، وهذا شيء لا يتوفر في العقلية العربية التي ترتجل في كُـلّ شيء ولا تحسب حسابًا لما هو أبعد من أنفها، ولم يسبق لنا مشاهدة أَو سماع أن عربيًّا قد نفذ عملية ضد اليهود منذ غزوة خيبر وحتى اليوم إلا حزب الله في معركته مع الكيان الإسرائيلي وأنصار الله في مواجهة تحالف العدوان، وهذه المرة الثالثة.

وبالطبع هذا الأمر لم يغِب عن أذهان أمريكا والكيان الصهيوني، وكل العالم الذي بات يدرك أن هناك عقلية جديدة ومختلفة تماماً تدير المعركة والصراع، وهي لا تشبه تلك العقلية العربية التي تعود الغرب على التعامل معها، وأصبحوا قادرين على ترويضها وتوقع ما سوف يصدر منها وكيف تفكر وكيف تتصرف، حتى أنهم باتوا يعلموا ما لا نعلم نحن العرب عن أنفسنا، لكنهم اليوم أمام شيء آخر من العقول التي ظنوا بأنها قد انقرضت بعد أن تم القضاء على آخر من يحمل تلك العقلية الحيدرية في القرن الأول الهجري، وبعد أن أوجدوا نسخة معدلة وراثياً كتلك المجودة اليوم في الأردن والمغربي، ولم يكونوا يعلموا أن البذرة الحيدرية الطاهرة والنقية موجودة ويستحيل القضاء عليها وسوف تبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذا ما جعل العجوز بايدن ونتن ياهو يظهرون بذلك المظهر المرتبك والمتخبط، وجعل من أصحاب القرار في واشنطن يجمدون المعركة في أوكرانيا، ويرسلون ما لديهم من أساطيل إلى البحر المتوسط والأحمر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com