يا غزةُ العزةُ اصرخي
إبتهال محمد أبوطالب
مشـاهدُ المظلوميةِ في غزة بلغتْ مداها، مشـاهدٌ تأثرت بها القلوبُ حزنًا، مشاهدٌ لا تكفي لوصـفها مليـارات الصفحات، ولا تفي بسـرد قصصها ملايــين الأقلام، ففي كُـلّ قصـة أثــرٌ وتأثير، وفي كُـلّ مجـزرة من الألم الكثيـــر، مشـاهدُ الأشلاء المتـناثرةِ، والأجساد المتطايرة، والمنازلِ المدمّـرة، والطـرقات المهدمة، وأكثر تلك المشـاهد ألمًا مشــهدُ أبٍ يودّعُ ابنه، وطفلٌ مقطوع رأسه، وأخٌ على فراشِ الموت يلقِّنه أخوه الشهادتَين، وطفلةٌ لم يتجاوز عمرها شهورًا تتجرعُ الآلام، والكثيـرُ الكثيرُ من المشاهد الأليمة في العديد من الأسر المكلومة.
نقول لكم يا أهل غزة: نحن في اليمن الأكثر شعورًا بكم؛ فالمجرم في عدواننا وعدوانكم واحد، والمجازر هي ذاتها مع تفنن المجرم في وسيلة وَطريقة التنفيذ.
نؤكّـد لكم يا أهل غزة، بأننا في كُـلّ جـبهة من جـبهات قتالنا نصرخ، ونجد الأثر الكبير لهذه الصرخة، نجد النصر من الله، والخوف والرعب للأعداء.
فلمَ لا تصرخين يا غزة؟!! لمَ لا تصرخين؟! إننا في اليمن نشاهد تلك المجازر في أرضك والدمار في مبانيكِ، ونترقب إثر كُـلّ مجزرة، وإثر كُـلّ قصف صرخة من أبنائكِ، فيا ترى من هو أول من سيصرخ في غزة في وجه الصهاينة المعتدين؟! وإننا لمترقبون لمعرفته ولسماع صرخته، تلك الصرخة التي ستكون المُحفز لصرخة المئات من أهالي غزة.
إن الصرخة ليست بالكلمات اللا مؤثرة، بل على العكس من ذلك فلكلماتها التأثير الكبير، ولأصحابها التأييد العظيم.
يا أهلنا في غزة، صحيح أننا -في اليمن- نسمع منكم التكبير «الله أكبر»، وهذا شيء عظيم جِـدًّا، لكن لسان حالنا يقول: لمَ لا تواصلون قولكم:
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
ونحن متأكّـدون أنكم غير معارضين على معنى كُـلّ جملة في الصرخة، إذَا يا غزة العزةُ اصرخي.