المقاومةُ تكشفُ سوءةَ العملاء وتسقِطُ أقنعتَهم
عبدالوهَّـاب سيف الحدي
لقد كشفت المقاومة الفلسطينية عن سَوْءة عملاء العدو في أوساط الأمة، من بينها المنظمات الإرهابية التي لطالما تغنت بالجهاد والشريعة الإسلامية ونصرة الإسلام وحربها على اليهود والنصارى.
نعم فهذا ما أظهرته داعش والقاعدة من خلال فيديو مصوَّر أظهر عملية إعدام (ذبح) لأحد من اتهمه التنظيم بأنه يقوم بالمساعدة في تهريب الأسلحة إلى حماس في سابقة لم تكن غريبة لمن يدرك أن هذه الجماعات جاءت لتحمي مصالح أمريكا وإسرائيل في المنطقة العربية والإسلامية، فمن كان يشكك بهذه الحقيقة قد أصبح اليوم يدركها جيِّدًا من خلال موقفهم الأخير المعارض للمقاومة والداعم للكيان ووالدتهم أمريكا، فقد أعلن هذا التنظيم الإرهابي الصهيوأمريكي في سيناء المصرية بأن حماس جماعة مرتدة.
فمن تغنى طيلة عقود بالإسلام والجهاد ضد الكفار قد أثبت لمن يشكك بانتمائه وميوله وعمالته بأنه يعمل لصالح أسياده اليهود، وهذا ما بات يتجلى للجميع ويصعب عليهم إخفاؤه أَو إنكاره.
أيضاً فقد كشفت حماس سوءة حكومات وحكام الدول العربية ومدى خنوعهم وخضوهم للكيان الغاشم، فقد كانت ردة الفعل للدول العربية أشبه بمن لا يريد أن يرى أَو يسمع أَو يعي ما يحدث من مجازر وتهجير وإبادة عرقية، واختاروا أن يرتدوا ثيابَ الخزي والعار، في الوقت الذي كشفت فيه عملية “طوفان الأقصى” مدى هوان وضعف الكيان الصهيوني ومنظومته العسكرية فقد كشفت أَيْـضاً واقع عمالة القادة العرب، في حين أن شعوب بعض هذه الدول حرة أبية تريد الاندفاع لتحرير الأراضي المحتلّة وحاولت هذه الشعوب الحرة أن تعمل ما كان يجب أن تعمله حكوماتها وحكامها، لكن هذه الحكومات أبت أن تطهر نفسها من دنس العمالة، ولم تسمح لهم بالعبور نحو فلسطين وشدّدت من حمايتها لحدودها مع العدوّ المحتلّ؛ مِن أجلِ تأمينه وحمايته من بركان غضب الشعوب العربية الحرة والتي رأيناها تملأ الساحات والميادين ساخطة من الجرائم الوحشية والإبادة العرقية التي يقوم بها العدوّ الصهيوني الغاشم ضد إخوانهم في قطاع غزة خَاصَّة وبقية الأراضي المحتلّة عامة.
لم تكتفِ هذه الدول بإغلاق حدودها إنما لم تستطع جميع الدول العربية ومعها الإسلامية بإدخَال المساعدات الغذائية وَالإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة.
وكالعادة يثبت حكام هذه الدول جبنهم وهوانهم وخنوعهم للعدو الصهيوني الغاشم، دون تحميل أنفسهم ولو جزء من المسؤولية العربية وَالدينية تجاه إخوانهم في أرض فلسطين.