“طُوفان الأقصى”.. فرحةُ أُمَّـة ويومٌ لن ينسى
ربيع عنبر
كان الوضع عند الصهاينة طبيعيًّا؛ لأَنَّهم كانوا هم الجبابرة، والمستكبرين، ليفعلوا ما يريدون من قتل، وأسر، وتعذيب، وتهجير للمستضعفين، وانتهاك للحرمات، والمقدسات، فليس هناك من يوقفهم؛ لأَنَّها ربيبة أمريكا والغرب، فيفعلون هذا وأكثر؛ مِن أجل أن يعيشوا بحالة من الراحة، والاسترخاء، ويتمتعوا بالحياة الطيبة مع أُسرهم، وأحبائهم، فكانوا فرحين في هذه المعيشة، ولكنهم كانوا يتناسون، ولم يسألوا أنفسهم يوماً: في أرض مَن نحن نعيش؟! وعلى حساب من نحن مرتاحون، وفرحون؟ فتجاهلوا الشعب الفلسطيني، وتجاهلوا معاناته وآلامه، وحرموهم من حقوقهم، وقاموا بتهجيرهم، ولم يتوانوا يوماً عن قتلهم وأسرهم.
ظلَّ الشعبُ الفلسطيني صابراً، وهو يعاني، ويُداوي جراحَهُ بنفسه، وهوَ يرى المسلمين يتخلون عنه، وحكام العرب قد باعوه بأقل الأثمان، فكان من الضروري أن يكون هناك من يوقف المحتلّ عند حده، ومن يرسم الطريق نحو النصر، والتحرير، فبعث الله أبطالًا دخلوا عليهم الباب فجعلهم الله طُوفانًا يقتلُهم؛ لأَنَّهم ظالمون، ويأسرونهم وهم ذليلون، وانطلق الطوفان (بغتةً وهم لا يشعرون) فبُدل السبت عندهم من يومٍ للعبادة إلى يومٍ أسودَ كما يصفونه هم، وحقّق الطوفان نتائجه الكبيرة، وأعاد القضية الفلسطينية إلى قلب أحرار الأُمَّــة، ودمّـر أحلام المطبعين من الحكام والملوك المتصهينين، وقلب الطاولة على المخطّط الأمريكي، والغربي في إسرائيل، وكشف حقد وبشاعة الولايات المتحدة، والغرب المتشدقين بشعارات الإنسانية، والعناوين الزائفة -فلا قيمة للإنسانية في عالم الوحوش-، وأثبت “طُوفان الأقصى” من جديد أن الجيش الإسرائيلي الذي يُرعب الدول العربية هو أوهن من بيت العنكبوت، وأنه جيش جبان لا يبرز عضلاته إلّا على المدنيين من الأطفال والنساء والعزل.
وقالت غزة بأعلى الأصوات لن يكون ما بعد الطوفان كما كان قبله فلكل عازم على تحرير فلسطين، وسنرسل الصهاينة إلى الجحيم، فهَـا هي فرصة العرب والمسلمين إلى أن يتوحدوا، ويكونوا صفاً واحداً إلى جانب إخوانِهم المقاومين، وأن يكون لهم موقفٌ واضحٌ، وتحركٌ عمليٌّ من خلال الموقف، والكلمة، والمقاطعة، وبذل المال والنفس على طريق تحرير الأقصى، وفي جميع المجلات التي تُضعف العدوّ الصهيوني، وتعزز موقف إخواننا المجاهدين.
فيجب على الأُمَّــة ألا تُضيع هذه الفرصة فإسرائيل (غدة سرطانية في جسم الأُمَّــة يجب أن تُسْتأصَل).