أمريكا عاجزةٌ عن إسكاتِ الأصواتِ الحرة المناصِرة للمقاومة الفلسطينية
محمد علي الحريشي
من ضمن وسائل التدابير التي تلجأ إليها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وتحالفها الغربي، عقب انطلاق عملية “طوفان الأقصى” التي قام بها مجاهدو المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، هو الاتّجاه لإسكات الأصوات الحرة التي تناصر المقاومة الفلسطينية، وتكميم الأفواه وحجب الجرائم التي تحدث في غزة من قبل الجيش الصهيوني، التي تُسبب قتل الأطفال والنساء وقصف الأحياء السكنية على رؤوس ساكنيها، أمريكا ومعها الكيان الصهيوني المحتلّ، وأنظمة الذل والخيانة في المنطقة، يضيقون ذرعاً بالإعلام الحر الذي ينقل الحقيقة ويعكس الواقع ويناصر المظلوم، اتجهت شركة واتس أب وبتوجيه من الإدارة الأمريكية مع تدشين العدوّ الصهيوني حرب الإبادة في فلسطين، بحضر تطبيق الواتس أب لعدد كبير من إعلاميي وكتاب محور المقاومة وأحرار العالم، الذين يسخرون أقلامهم لمناصرة الحق الفلسطيني، يتم الحضر بدواعي إثارة الكراهية والحض على العنف، قصدهم من ذلك، كراهية اليهود ومعادات السامية، كما يدعون، كأن الكيان المحتلّ وجيشه المجرم حمل وديع، هكذا يقلبون الحقائق ويزيفون الوعي، هذه السياسة الصهيونية الإمبريالية التي تتبناها أمريكا وتحالفها الغربي ضد الشعب الفلسطيني والشعوب الإسلامية، ليست بجديدة، بل هو إرث استعماري حاقد متوارث في نفوسهم، نعم للأسف شركات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر والواتس أب هي شركات أمريكية يهودية تخدم الصهيونية وتخدم مصالح الإدارة الأمريكية، هي موجة جاءت مع بداية ما يعرف بعصر العولمة، بمعنى عصر الهيمنة الأمريكية والصهيونية، ظلت تلك الوسائط تحمل في طياتها أكبر عملية استخباراتية أمريكية صهيونية؛ لأَنَّها تحمل في مراكز تلك الشركات داخل أمريكا أكبر مخزون استخباراتي الذي يحتوي على البيانات الشخصية لكل من استخدم ويشترك في خدمات تلك الوسائط، لا يقف الحد عند البيانات الشخصية بل يتعدى ذلك إلى رصد يومي دقيق وتسجيل كُـلّ ما تصدره من تواصل وتراسل فردي وجماعي لجميع المشتركين، هم يكذبون عندما يعلنون أن بيانات الشخص المشترك تظل مشفرة وذات خصوصية، رغم ذلك ضاقوا ذرعاً بالأصوات الحرة التي تخالفهم الرأي وتعبر عن رأيها، لجأوا إلى عملية الحضر وهذا مخالف للقواعد التي يدعون أنهم ينادون بها ويحترمونها، وهي قواعد حرية التعبير والراي والديمقراطية وما إلى ذلك من دعايات فارغة، تظهر حقيقتها عند أول محطة اختبار كما هو الحال اليوم في الوقوف مع جرائم الكيان الصهيوني المحتلّ، هكذا تدير أمريكا عملية حجب الأصوات الحرة عندما تشعر بفشل مشاريعها وهزيمة مخطّطاتها، نتذكر قبل عدة أسابيع حملة حجب المواقع الإعلامية في اليمن للعديد من المواقع الإعلامية اليمنية، سواءً المؤسّسات الإعلامية أَو حتى الحسابات الشخصية من قبل شركات إكس وفيس بوك وواتس أب، على ماذا يدل ذلك، غير الهزيمة والفشل في مشاريعها!، هذا فخر لنا عندما تلجأ شركات التواصل والوسائط الأمريكية لحجب وحظر الحسابات الشخصية والمواقع الإعلامية؛ لأَنَّ أصواتنا ضاقوا منها ذرعاً وسببت لهم الغثيان والصرع، هذه مؤشرات كبيرة على أن أصواتنا الحرة وما يسطره أبطال المقاومة الفلسطينية وقوى محور المقاومة، كُـلّ ذلك يشكل جبهة وعي متقدمة تصدت لمخطّطات الأعداء؛ لأَنَّ قوتهم لا تكمن في مقدار ما يمتلكونه من قوة وشجاعة وقضايا عادلة يدافعون عنها، بل تكمن قوتهم في التضليل والخداع الذي يمارسونه، وتكمن قوتهم في تفرقنا واختلافاتنا، وتكمن قوتهم في مقدار الولاء والإخلاص والتبعية التي زرعوها في أنظمة الذل والعمالة والتبعية التي يوالونها، فمتى ما تحرّرت الأُمَّــة في وعيها وواجهت حروب التضليل والأباطيل بروح الثقة والإيمان وعدالة القضايا وواجهت مشاريع الهيمنة والاستكبار، فَــإنَّها تتسلح بالسلاح الذي يقهر كُـلّ طواغيت الأرض عبر التاريخ وهو سلاح الوعي وسلاح الإيمان وسلاح روح المبادئ العادلة التي تُكون روابط قوية لا يمكن تفكيكها، هذا هو السلاح الذي تواجه به قوى المقاومة اليوم قوى الطاغوت والهيمنة والصلف والعنصرية، التي أصبحت أهم ما يتميز به الأعداء.
جرائم العدوّ الأمريكي الصهيوني اليوم بحق الشعب الفلسطيني هي جرائم أَسَاسها عنصري، سوف تظل أصواتنا حرة، ولن نتوقف عند حدود رسمها لنا العدوّ، بل سوف نتجاوزها لتواكب ما يسطره أبطال المقاومة في فلسطين من بطولات وملاحم أبهرت أحرار العالم، اليوم غزة ذات الشريط الجغرافي الضيق رغم حصارها وفرض الرقابة التجسُّسية عليها وحصارها براً وبحراً وجواً أصبحت الصخرة التي تحطمت عليها أقوى قوى الطاغوت والهيمنة، أصبحت غزة الخوف والهاجس والرعب الذي توزع على حكومات الغرب، الذين انتفضوا مذعورين لنجدة اليهود في فلسطين.
عاشت فلسطين حرة أبية مستقلة.