بمشاركة الرئيس المشاط وقيادات الدولة وعشرات الآلاف من المواطنين: الشعبُ اليمني يحتشد في ميدان السبعين ويؤدي صلاةَ الغائب على أرواح شهداء فلسطين
المصلون ينظّمون مسيرةً كبرى أكّـدت الجهوزيةَ التامة لردع الكيان الصهيوني ويجددون الدعوةَ لشعوب العرب والمسلمين للالتفاف حول القضية الفلسطينية
المسيرة: صنعاء:
تواصلُ صنعاءُ الصمود التأكيدَ على تمسُّكِها المتصاعِدِ بفلسطين أرضاً وشعباً، وفي الأيّام التي تهطل فيها غيوثُ البركة على العاصمة وضواحيها، كان الشعبُ حريصاً على الاستجابة للدعوات الفلسطينية المطالبة بالخروج الجماهيري الكبير لتأكيد حق المقاومة، حَيثُ خرج عشراتُ الآلاف من أحرار الشعب اليمني، أمس، لأداء صلاة الجمعة، في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في مواجهة الكيان الصهيوني.
وبعد خطبتَي الجمعة، وأداء الصلاة، رفع التجمع الشعبي الكبير المتضامن مع الشعب الفلسطيني بمشاركة الرئيس مهدي المشاط، وعدد من قيادات الدولة، رايات فلسطين، في حين أَدَّت الحشود صلاة الغائب على أرواح شهداء فلسطين، قبل أن ينظموا مسيرة حاشدةً؛ تأكيداً على جاهزية الشعب اليمني بمستوييه الشعبي والرسمي لخوض الدور اللازمِ؛ نُصرةً للأقصى وردعاً للكيان الصهيوني الغاصب.
وكان رئيسُ اللجنة العليا للحملة الوطنية لدعم الأقصى، العلامة محمد مفتاح، قد دعا في خطبة الجمعة، أبناء الأُمَّــة والأطباء والصيادلة، إلى جمع الأدوية والتبرعات والضغط على النظام المصري لإدخَالها إلى غزة عبر معبر رفح.
وخاطب مفتاح المتخاذلين والمقصرين بالقول: “لا تقبلوا بعار التقصير في ظل ما يرتكبه العدوّ الصهيوني من جرائمَ وفظائعَ بحق أهل غزة”، مؤكّـداً أن عملية “طُوفان الأقصى” هي معركة الحق ضد الباطل، وكلّ من يسعى إعلامياً للتشويش عليها أَو تشويهها فَـإنَّما يقف في صف العدوّ وإلى جانبه.
وأكّـد أن “واجبَ الجميع أمام كُـلّ هذا الإجرام هو التسلُّح بالصبر”، مُشيراً إلى أن “هذه المعركة فضحت إجرام الصهاينة وعرت الأنظمة المطبعة والدول الغربية التي تتشدق بحقوق الإنسان”.
وعقب صلاة الجمعة، رفع المحتشدون في المسيرة، الأعلامَ الفلسطينية، مردّدين شعاراتِ الحرية، ومندّدين بحرب الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين في غزة، فيما أَدَّى الحشود التي اكتظَّ بها ميدانُ السبعين صلاةَ الغائب على أرواح الشهداء الفلسطينيين، الذين ارتقوا خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة خلال الثلاثة الأسابيع الفائتة.
وأكّـدت هتافاتُ المحتشدين أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية الأولى والمركزية للشعب اليمني، مندّدين بمواقف المجتمع الدولي والأنظمة العملية إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة من قبل العدوّ الصهيوني.
وعبّرت الحشود عن الاستعداد للمشاركة في معركة تحرير فلسطين وتقديم الغالي والنفيس حتى تحرير الأراضي المحتلّة وتطهير المقدسات من دنس الصهاينة.
إلى ذلكَ، أكّـد أحرارُ اليمن المحتشدون في ميدان السبعين -عبرَ بيان صادر عن المسيرة- الدعمَ الكاملَ للقضية وللشعب الفلسطيني ولحركات الجهاد والمقاومة.
واستنكر البيانُ جرائمَ الإبادة الجماعية والحصار التي يرتكبها العدوُّ الصهيوني في غزةَ وغيرِها، والتي يتحمل مسؤوليتها أمريكا والغرب.
وأدان أحرار اليمن كُـلّ أشكال الدعم الذي تقوم به أمريكا والغرب للكيان الصهيوني الذي زرعوه ليشكِّلَ رأسَ حربة لهم في استهداف الأُمَّــة ومقدساتها، مؤكّـدين الدعم الكامل ومساندة القضية والشعب الفلسطيني وحركات الجهاد والمقاومة، والإيمان بحقهم في التصدي لجرائم العدوّ ومن يقف وراءه.
كما استنكر البيان الواقعَ الذي وصل إليه الحكام العرب والأنظمة المطبعة العميلة ودورهم المخزي في خلخلة الأُمَّــة وتهيئة الساحة لأعدائها المستكبرين.
وجدَّد أحرار الشعب اليمني دعوتَهم لشعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية وعلمائها ومفكريها ونُخَبِها ومختلفِ شرائحها إلى النهوض بمسؤوليتهم الدينية والأخلاقية والإنسانية، والاستمرار في التحَرّك الواعي للتعبير عن السخط والرفض لجرائم أعداء البشرية وقتلة الأنبياء ومن يقف وراءهم.
ودعت مسيرةُ السبعين شعوبَ الأُمَّــة للإعداد والجهوزية الكاملة للمواجهة بكل أشكالها ومنها مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية والتي لها الأثرُ الكبيرُ على الأعداء، مؤكّـدة أهميّة التفاعل الجاد مع الحملة الوطنية لنصرة الأقصى وبما يعبِّرُ عن عظمة هذا الشعب ووعيه وأصالته وعن الإيمان والحكمة اليمانية.