المقاومةُ بجبهاتها الثلاث تضبُطُ إيقاعاتِ المعركة وصفاراتُ الإنذار تدوي في عموم الكيان المؤقَّت
المسيرة | متابعة خَاصَّة
دخلت معركة “طوفان الأقصى” البطولية يومها الـ21، وقد شهدت تطوراً نوعياً في أدائها “تكتيكياً وتكنيكيا”، قياساً إلى الحروب والعمليات السابقة ضد كيان العدوّ الغاصب، فعملية إطلاق الصواريخ والأسلحة الحربية الأُخرى، وطريقة استخدامها من جانب المقاومة في جبهاتها الثلاث المشتركة في تقاسيم خارطة المسرح العملياتي لـ”طوفان الأقصى”، جنوباً وتمثلها فصائل الجهاد والمقاومة في غزة وغلافها، وشمالاً تتمثل في المقاومة الإسلامية “حزب الله””، من رأس الناقورة إلى كفر شوبا بمزارع شبعا جنوب لبنان، وجبهة الوسط وتمثلها فصائل المقاومة في الضفة الغربية المحتلّة.
ميدانيًّا، وعلى مدى الأيّام الماضية، سيطرت المقاومة على وقع الأحداث والتحَرّكات، وفرضت تسلسلاً زمانياً ومكانياً لكل عملياتها السابقة واللاحقة، من خلال التحكم بضبط الإيقاع التكتيكي الميداني للمعركة، ما يفسر أنها من تسيطر على توجّـه وإدارة المعركة على أرض الواقع، وعكس أن من يقود العمل العسكري في هذه المعركة أصبح أكثر نضجاً مقارنة بالحروب السابقة، حَيثُ بات يوظف الإمْكَانات بالاتّجاه الصحيح، خَاصَّة بعد نجاح الهجمات في شل الحركة بمطار بن غوريون الدولي، وإمطار المغتصبات بالصواريخ والقذائف المختلفة، وتوزيع جيش العدوّ وتشتيت انتباهه.
تفاصيل إفشال محاولة إنزال بحري صهيوني على شاطئ رفح:
في السياق، أكّـدت كتائب القسّام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان لها أنّ “الاحتلال “الإسرائيلي”، حاول، فجر الجمعة، القيام بعملية إبرار “إنزال بحري” على شاطئ رفح جنوبي غزة، لكن المقاومين تمكّنوا من اكتشاف القوة والتصدي لها والاشتباك معها”، وتابع البيان، أنّ “الاشتباك دفع سلاح الجو الصهيوني إلى التدخل لإنقاذ القوة “الإسرائيلية”، ففرت باتّجاه البحر تاركةً خلفها كمية من الذخائر”.
كما أكّـدت القسّام، الجمعة، إطلاقها صواريخاً باتّجاه “تل أبيب” رداً على المجازر “الإسرائيلية” بحق المدنيين، بالتزامن مع دوي صفارات الإنذار في “تل أبيب” و”غوش دان” و”أسدود”، والسهل الداخلي، وأفَادت وسائل إعلام عبرية، بدوي صافرات الإنذار في وسط الكيان بأسره، وبإصابة مبنى في “تل أبيب” في صلية الصواريخ الأخيرة، ووقوع 3 إصابات في الهجمة الأولى و6 في الأُخرى.
من جهتها، استهدفت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الجمعة، الزوارق الحربية “الإسرائيلية” المتمركزة قبالة مدينة غزة برشقة صاروخية.
بدورها، أكّـدت كتائب الشهيد “أبو علي مصطفى”، الجناح العسكري للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، مواصلة عملياتها العسكرية ضد الاحتلال، ودك مستوطنة “مفلاسيم” برشقة صاروخية.
كتائب المجاهدين من جهتها استهدفت موقع “رعيم” العسكري برشقات صاروخية، وأكّـدت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ “صلية صواريخ ثقيلة استهدفت منطقة الوسط”.
ويذكر أنّ كتائب “القسّام” أعلنت قبل يومين أنّ “قوة من الضفادع البشرية، تابعة لها، تمكّنت من التسلل بحراً والابرار في شواطئ مستوطنة زيكيم، جنوبي عسقلان المحتلّة”، وأكّـدت أن القوة البحرية “اشتبكت مع جيش الاحتلال في تلك المنطقة”، وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، علقت الأربعاء، على عملية التسلل البحري التي نفذتها كتائب “القسام” في شواطئ مستوطنة “زيكيم”، مؤكّـدةً أنّ حادثة التسلل هي “الأهم منذ السبت، الأسود”.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية، الخميس، رشقة صاروخية جديدة باتّجاه الأراضي الفلسطينية المحتلّة، رداً على استهداف المدنيين في قطاع غزة، حَيثُ أعلنت كتائب القسام، قصف “تل أبيب” برشقة صاروخية.
وبالتزامن، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق صفارات الإنذار في “تل أبيب” و”غوش دان” ومنطقة الوسط، مؤكّـدة سقوط صواريخ في “ريشون لتسيون” و”شوهم” وفي “مشمار هشفعا” بمحيط “تل أبيب”، وأعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية، سماع دوي انفجارات شديدة في بتاح تكفا وسط “إسرائيل”.
وتواصل المقاومة الفلسطينية استهداف الأراضي الفلسطينية المحتلّة، بالرشقات الصاروخية وقذائف الهاون، لليوم الـ21 على التوالي منذ بدء ملحمة “طوفان الأقصى”.
الضفة المحتلّة تتناغم مع وقع الإيقاع لمعركة “طُوفان الأقصى”:
على وقع الإيقاع العام لمعركة “طُوفان الأقصى” تسير الفصائل الفلسطينية بمختلف المناطق في الضفة المحتلّة، بشكلٍ تصاعدي من خلال تنوع العمل الميداني، حَيثُ تصدى مقاومون لقوات الاحتلال واشتبكوا معها بالرصاص وتفجير عبوت ناسفة محلية الصنع، وقالت كتائب القسام في جنين، الجمعة: “إن مقاتليها خاضوا اشتباكات مسلحة عنيفة للتصدي لقوات الاحتلال المتوغلة لجنين”، على إثرها استشهد 3 مقاومين.
وأعلنت سرايا القدس – كتيبة جنين استهداف قوة لجيش الاحتلال وعدد من الآليات في محيط مستشفى ابن سينا بصليات مركزة ومباشرة من الرصاص، وفي قلقيلية، استشهد الأسير المحرّر قسام عبد الحافظ (26 عامًا)، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة قلقيلية وسط اندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة.
وهدمت جرافات الاحتلال محلاً تجارياً في قلقيلية؛ بسَببِ منشور على الفيس بوك وعلقت عليه يافطة مكتوب عليها “هذا المتجر يدعم الإرهاب”، في محاولةٍ لقمع أية تحَرّكات من الأهالي.
جيش الاحتلال يقرّ بمقتل 310 من عناصره وأسر 229 جندياً:
أفادت وسائلُ إعلام “إسرائيلية” بأن “الجيش الإسرائيلي” أبلغ 229 عائلة بأن أبناءهم أسرى لدى “حماس” في غزة، والرقم مرشح للارتفاع، وَأَضَـافَ، أنّ “الجيش” أبلغ 310 عوائلَ من عائلات الجنود أن أبناءهم قتلوا منذ بداية هجوم غزة في الـ7 من أُكتوبر الجاري.
وقبل أَيَّـام، نقلت وسائل إعلام “إسرائيلية” عن أهالي الأسرى الإسرائيليين تحذيرهم رئيس كيان الاحتلال إسحاق هرتسوغ وقولهم: “إذا لم يعد أبناؤنا، فسنزلزل “إسرائيل” إذَا تطلّب الأمر، ولن نقبل تركهم في غزة”.
في غضون ذلك، تحدّث الإعلام “الإسرائيلي” عن تزايد الغضب والإحباط وسط عائلات “غلاف غزة” وأهالي الأسرى “الإسرائيليين”، وأمس، كشفت وسائل إعلام العدوّ، أنّ “إسرائيل” ألمحت إلى الوسطاء بأنها مستعدة لمنح مقابل لقطاع غزة؛ مِن أجل التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الأسرى لدى حماس.
ومنذ انطلاق معركة “طُوفان الأقصى” في 7 أُكتوبر الجاري، سقط 2000 صهيوني (جنود ومستوطنين) ما بين قتيل وأسير ومفقود، وأكثر من 5600 جريح، منهم 1200 جندي معاق، وعشرات الحالات الميؤوس منها، ومئات الحالات الخطرة.