الشعوبُ الصامتة ستشرَبُ من ذاتِ الكأس
شاهر أحمد عمير
الشعوبُ العربيةُ والإسلاميةُ التي رفضت اتِّخاذ مواقفَ قوية؛ مِن أجل فلسطين؛ حرصاً على استقرارها سترى استقرارَها يُذبَحُ بأيدي الاحتلال الصهيوني والهيمنة الأمريكية، ولن تعيشَ هذه الشعوبُ الأمنَ أبداً، وما سيحدُثُ لها سيدخُلُ في إطار العقوبة الإلهية للساكتين والخانعين، ولمن لا يبالون بقضاياهم ومقدساتهم الدينية الهامة ولا يعيرون أي اهتمام تجاه هذه القضية الجهادية.
لو نظرنا إلى القضية الفلسطينية بالمنظور الكوني والفكري للإسلام فَــإنَّ على الشعوب واجبات عامة، تجاه القضية الفلسطينية، سواءٌ أكان ذلك بصفتنا أُمَّـة إسلامية أَو بصفتنا دولًا وحكومات إسلامية وعربية، أَو على المستوى الفردي بصفتنا أشخاصاً مسلمين.
فإذا لم تكن الشعوب مهتمةً بالقضية المركزية للأمة وقضايا المقدسات الإسلامية، فلا بد أن تعلم بأن لكل منها مبنىً وأَسَاساً وسوف تتجرعُ الشعوب الصامتة ما يتجرعه الشعبُ الفلسطيني وربما أكثر.
سيسقى الجميع من ذات الكأس؛ لأَنَّهم خضعوا وتنازلوا؛ طمعاً في النجاة من مذاقه المر والمعاناة التي تعانيها الشعوب المناهضة لدول الاحتلال الصهيونية الإسرائيلي والأمريكي.
إن الأنظمة العميلة التي رفضت اتِّخاذَ الموقف تجاه القضية الفلسطينية وسارعت إلى التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني ستشهد يوماً تجتاحُها أمريكا و”إسرائيل” وأدواتها داعش والنصرة، ويتجرعون المُرَّ الذي تعرض له الشعب الفلسطيني.
كما أنَّ العمليات التي يقومُ بها الشعب الفلسطيني اليوم هي نتيجة طبيعية للقمع الممنهج والظلم الذي يتعرض له منذ عهود مضت على يد الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي.
اليوم علينا أن نبدأ من هنا بالتحَرّك الحقيقي ويكون لنا موقفٌ تجاه مجازر الاحتلال الصهيوني والأمريكي تجاه الشعب الفلسطيني.
إن المنظومة المعرفية لمنهجنا الإسلامي وواجباتنا المقدسة نستمد منها الخطوطَ الأصلية لمواجهة التحديات الإسرائيلية؛ لنعدوَ أمةً يكونُ لها تأثيرٌ بين سكان العالم، ما لم فالجميع -أفرادًا أكانوا أَو شعوبًا إسلامية أَو حكومات- سيُسقون من كأس الخضوع والتنازلات؛ طمعًا في النجاة من مذاقه المر والمعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني وما عاناه الشعب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي، وما تجرَّعه الشعبُ اليمني على أيدي عملاء الأمريكي والإسرائيلي خلال السنوات الماضية.