أبو عبيدة يشمًّر عن ساعدَيه.. ونتنياهو جثةٌ سياسيةٌ تتحَرّك!
المسيرة | متابعات
تحبس الجماهير أنفاسها.. أبو عبيدة سيلقي كلمة، مواقع التواصل الاجتماعي من المشرق إلى المغرب في انتظار ما سيقوله الملثم.
ظهر أبو عبيدة ليقول إن “إسرائيل” لم تفلح إلا في قتل الأبرياء من النساء والأطفال، وبمنطق يطبعه التحدي، قال أبو عبيدة: “إن المقاومة في انتظار المعركة البرية “لنعلمهم البطولة” متوعداً بهزيمة الاحتلال وكنسه، ونافياً روايته بشأن المعارك في الميدان.
مقاومة واثقة بالنصر:
تحدث أبو عبيدة عن معركتين: الأولى خاضها مقاوم واحد ضد عدة جنود إسرائيليين هربوا منه، والثانية خاضها 3 مقاومين ضد فرقة عسكرية كاملة، وكبدوها خسائر كبيرة. رواية ضربت معنويات الجمهور “الإسرائيلي” المحتلّ.
وتهكم أبو عبيدة مشمَّرا عن ساعديه على سردية “الجيش الذي لا يقهر” وضعفه وهوانه مقابل بسالة وشراسة المقاومة، وبدا أبو عبيدة هادئا واثقا مطمئنا مستشهدا بقوله تعالى “ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ”.
ورفع أبو عبيدة معنويات الجمهور، مؤكّـداً أن المقاومة صنعت سلاحها بنفسها وقادرة على تحقيق أهدافها، موضحًا أن هدف المقاومة هو كنس الاحتلال وتحرير الأسرى الفلسطينيين. وعرض في ذلك صفقة “الكل بالكل” ولا خلاف على الطريقة كلية أَو جزئية.
بذلك، يكون أبو عبيدة قدم خطابا واثقا قويا وعرضا واقعيا ويمكن تطبيقه، ليسجل هدفا في مرمى حكومة الاحتلال، ويضعها في مواجهة مجتمعها الذي رفع لاحقا مطلب إتمام صفقة تبادل تفضي لتحرير جميع الأسرى من الطرفين.
محتلّ مهزوم نفسياً:
وفي الطرف الآخر، اتضح حجم الخلاف والخيبة المتصاعدة التي تدور في الأوساط الصهيونية الرسمية والجماهيرية من خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نتنياهو وغانتس وغالانت، وما سبقه ولحقه من تداعيات.
وطغى شخص نتنياهو كمحور للخلافات على المشهد “الإسرائيلي”، ولم يتضح مدى تطلع “الإسرائيليين” لسماع خطاب نتنياهو، خُصُوصاً أن شرائح واسعة منهم تطالب برحيله فورًا، ولا تثق بقيادته للحرب.
نتنياهو بحسب إجماع محللين وخبراء صهاينة وغربيين لا يتحدث عن هدف واقعي، وكرّر أكثر من مرة أنه لا بد من هزيمة حماس والقضاء عليها، حَيثُ يعلم الجميع أن هذا غير ممكن عمليًّا، ثم يتحدث بأن استعادة الأسرى هو الهدف الثاني، وعندما أراد التراجع عن التهوين من شأن الأسرى، أكّـد أنه أحس بألم عائلاتهم، وقال: “سنعمل كُـلّ ما نستطيع لاستعادتهم”، وهو تعبير لا يخلو من اليأس، ليس هذا فحسب، لقد ظهر نتنياهو في تعليقٍ على فيديو للأسيرات “الإسرائيليات” لدى حماس، ليقول: “هذه دعاية نفسية قاسية من قبل حماس”.
نتنياهو.. اللص النرجسي:
وسط هذه الخلافات، دعا الكاتب في صحيفة “معاريف” بن كسبيت إلى الإطاحة بنتنياهو فورًا، وقال: “لقد أحدث نتنياهو ما يكفي من الضرر، ويجب عزله من السلطة”، في حين يعتقد المحرّر في الموقع الإخباري “واللا” نير كيفنيس، أن مسيرة نتنياهو السياسية المثيرة للجدل ترافق “إسرائيل” في الحرب على غزة من خلال الخلافات وتباين المواقف حول شخصه ونهجه.
ورأى المحلل السياسي، عكيفا إلدار، أن هذا السجال “الإسرائيلي” خلال الحرب يعكس أصلاً الخلاف القائم بالمشهد السياسي حول شخص نتنياهو الذي يخوض، وفي خضم الحرب على غزة والتوتر على الجبهة الشمالية مع لبنان معركة على مستقبله السياسي.
تقول محرّرة الشؤون السياسية في صحيفة “هآرتس” رفيت هيخت: “إن ما يقوم به نتنياهو يؤدي إلى تآكل ثقة الجنود في قادتهم، وتضر بالأمن القومي”، فهو “مثل اللص في الليل نرجسي لا يتحكم في دوافعه، حتى في ظل الحرب والطوارئ، وبعد ساعات قليلة فقط من مؤتمر صحفي مع شركائه الذين يمتعضون ويشمئزون منه -غلانت وغانتس-، اختار نتنياهو مهاجمة الجيش والاستخبارات، لتحصين نفسه ونسج رواية تعفيه من أي مسؤولية”.
وأكّـدت أن كُـلّ الدلائل مجتمعة، وعلى رأسها تغريدة نتنياهو، تفيد أن جُلَّ تفكيره ليس بالحرب وتطوراتها وإنقاذ شعب إسرائيل، بل يتركز فقط في كيفية التهرب من المسؤولية والنفاذ بجلده. “ومع تفكير كهذا، سيكون من الصعب جِـدًّا على إسرائيل الفوز”.
جثة متحَرّكة!
وفي هذا السياق، أكّـد تقرير بصحيفة هآرتس العبرية أن “زوجة نتنياهو وابنه وموظفو مكتبه جميعهم منفصلون بجنون عن المجتمع “الإسرائيلي” وعما يحدث هذه الأيّام.. إنهم على يقين من أن الكارثة مُجَـرّد أزمة أُخرى سيتمكّنون من النجاة منها”.
وعلق أحد وزراء الليكود على تغريدة نتنياهو المحذوفة، قائلا: “إن بصمات العائلة الإمبراطورية (عائلة نتنياهو) ظهرت في تغريدة ليلة السبت، وأعتقد أنها كانت خطأ كَبيراً جعل سقوط نتنياهو أقرب”.
متابعا: “كنت على بعد خطوة من الوقوف ضده (نتنياهو) علنا، لكنهم قالوا لي: “لا تهتم، أنت تدوس على جثة”.
ومنذ 9 أُكتوبر الجاري، يترأس نتنياهو حكومة ائتلافية توصف في الإعلام العبري بأنها “أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل”.
وبقيادته لحكومات متعددة لنحو 16 عاماً، يعد نتنياهو أطول رؤساء وزراء “إسرائيل” بقاءً في السلطة، وهو أول مَن واجه محاكمة جنائية بتهم فساد أثناء وجوده في منصبه.