وبقيت مثلَ السيف فردا
عبدالرحمن مراد
ماذا أرى؟.. شَجَنًا ووَجْدًا ودمًا على الخدَّيْنِ يندى
أطفالُ غزة.. والسيوف نواهلٌ.. جزرًا ومَدَّا
يا أيها الناسُ الكبارُ أتى الكبيرُ بما استعدا
كيف السبيل..؟ ولا طريق إلى حِماك اليوم أهدى
يا طفلَ غزة لن ترى مَدَدًا هُنا يغشى وجُنْدًا
أنتَ الذي قَهَرَ الحياةَ مقاتلًا.. بَذْلًا وكَدًّا
(ذَهَبَ الذَّيْنَ نُحِبُّهُمْ وَبَقِيْتَ مِثْلَ السَّيْفِ فَرْدَا)
***
يا غزةَ الجرحِ المكابِرِ في ضُحاك نسجتِ عقدا
كيف السبيلُ إلى الوصول أنا المعذَّبُ فيك سُهدا
أنتِ التي بعذابِها صنعتْ لنا في الليلِ مجدا
أنتِ التي بدموعِها لطمت بكف النار خَدًّا
سقط الدعاةُ وليتَهم كانوا هم الحجرَ المفدَّى
وأنا هنالك لم أزَلْ أستلهمُ الأعرابَ رُشدا
بدموعِ أطفالٍ يتامى في العراءِ حفرتُ لحدا
(ذَهَبَ الذَّيْنَ نُحِبُّهُمْ وَبَقِيْت مِثْلَ السَّيْفِ فَرْدَا)
***
قومي إذَا عطش الوليد (تنمَّروا حلقا وقدّا)
عزفوا نشيدَ سلامِهم وتفيْهقوا شَجْبا ووَعْدَا
قِمَمُ الأشاوسِ قد ترى غيرَ الوَغَى حُلْمًا ووَرْدَا
قالوا وقد أَزِفَ الغروب تفرَّقوا رأيًا وقصدا
في كُـلِّ ثاكلةٍ نراهم يحتسون الدمعَ شُهدا
ألِفوا الهَوَانَ وربما كانوا مع العدوانِ زِندا
(ذَهَبَ الذَّيْنَ نُحِبُّهُمْ وَبَقِيْت مِثْلَ السَّيْفِ فَرْدَا)
***
“اليومَ خَمْرٌ”.. في غدٍ هل يبذُلُ الأعراب جُهدا؟
قِفْ حيثُ أنتَ مكابرًا لا.. لا.. (تغا..), أرجوك اهْدَا
تلكَ الدماءُ قنابلٌ ومدافعٌ يورثن حَمْدا
أرأيتَ (أمريكا) تقول سنزرَعُ الآمالَ وَرْدَا
صبرًا نرى العهدَ الجديدَ وما الذي يخفيه نَجْدَا
يا طفلَ غزة لم نَزَلْ رُغْمَ الجِرَاحِ نَرُوْمُ نَهْدَا
(ذَهَبَ الذَّيْنَ نُحِبُّهُمْ وَبَقِيْت مِثْلَ السَّيْفِ فَرْدَا)