الحلُّ لمن يبحَثُ عن السلام لغزة
ياسين العسكري
من أعجب عجائب الدنيا؛ أنك ترى أُمَّـة تنتمي إلى دين اسمه (الإسلام)، ويعبدون إله من أسمائه الحسنى (السلام)، ويرون أقدس مقدساتهم تستباح، وحرماتهم تنتهك، ودماهم تسفك في فلسطين وغزة على أيدي الصهاينة وبدعم وتبرير من الغرب الكافر.
ثم تراهم يبحثون عن السلام من أعدائهم، الذين قد أخبرهم الله عنهم أنهم لا يرعون أيةَ اتّفاقيات ولا معاهدات، وأنهم لم يرعوا أيَّ حق حتى لأنبيائهم، (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أكثرهُمْ لَا يُؤْمِنُون)، (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أنفسكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُون).
وقد أثبت الواقعُ عنهم أنهم لا ينظرون إلى ما دونهم حتى كبشرٍ؛ وإنما أشبه بالحيوانات البشرية بالمصطلح السائد لديهم (جوييم) الذي يعني الجنس الأدنى الذي يجب استعباده وتسخيره لخدمة الشعب اليهودي.
وفي سفر التثنية الإصحاح ص16-20 يقولون في قواعد الحرب: (لا تسمح لأي شخص بالبقاء على قيد الحياة)، فمن يحمل هذه الثقافة، ومن بدل وحرف كلام الله ونقض العهود والمواثيق مع أنبيائه، أتراه يلتزم بالعهود والمواثيق للعرب؟!
فلتفهم يا من تبحث عن السلام من أعدائك، أنه لا يمكن أن يتحقّقَ لك السلام، إلا إذَا كنت في موقفِ عزة، وقوة، ومكانة، وأما بغيره لن تجدَه إلا بـ(أحلام اليقظة)؛ لأَنَّ العربَ والمسلمين قد رُبطوا بالدين، فلا يمكن أن يتحقّقَ لهم السلام بالمعنى القرآني الذي يعني أنك متى ما سرت على نهج هذا الدين، متى ما تمسكت بهذا الدين، متى ما اعتصمت بالله المشرِّعِ والهادي بهذا الدين ستكون قوياً، ستكون عزيزاً، ستكون الأعلى {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إلى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}، إلا إذَا عادوا إلى الدين في قيمه العظيمة التي منها:
(العزة والشدة في وجه أعدائه)، فإذا كان الناس يريدون سلاماً بما تعنيه الكلمة، وأمناً بما تعنيه الكلمة؟ فليعودوا إلى السلام المؤمنِ المهيمن، مَنْ كتابه مهيمن على الكتب، ومن سيجعلهم مهيمنين على بقية الأمم وحينها سيحظون بالسلام الحقيقي.
أما من يبحثُ عن الحَلِّ لغزة وفلسطين فباختصار أنه (لا حَـلَّ إلا برحيل المحتلّ الصهيوني)، فمن يريد أن يقف مع غزة في موقفها هذا، وفيما تعنيه، فليعلِنْ موقفَه، ويتبرأ من أعدائه، وممن يدعمهم، ويبرّر لهم، وأن يسعى في مقاطعة بضائعهم كأقل موقف يقدمه لغزة، ومن لم يقف حتى هذا الموقف، فهو بحق شريك في ما تعانيه غزة من عدوان وإبادة جماعية، وسيكتب التاريخ في جبينه أنه خائن لدينه وأمته.
أما العدوّ الصهيوني فَــإنَّ نهايتَه وزوالَ هيمنته وعدٌ من وعود الله، وحاشى الله أن يخلف ما وعد به سبحانَه.