خطاباتُ الرئيس المشَّاط تشكِّلُ المواقفَ الثورية الصحيحة
عبدالفتاح حيدرة
يؤكّـد التاريخ دوماً، أن تراكُمَ التناقضات في مرحلة زمنية معينة، تنتج عنهُ الشواهدُ التاريخية التي تحقّق المعجزات؛ لأَنَّ التناقضاتِ وبكل بساطة تصنعُ الوعيَ الشعبي المستقل وتشكل الصورة الصحيحة في ذهنية المجتمعات الحرة والشريفة التي تعمل على اختراق تلك اللحظة الفارقة في جوف الزمن، فيحدُثُ المستحيل أَو (المعجزة)، وهذا ما تؤكّـده خطابات فخامة الرئيس مهدي المشاط، حول عملية “طُوفان الأقصى” وَما يحدث في فلسطين المحتلّة عامة وما يحدث في قطاع غزة بشكل خاص، بعد أحداث السابع من أكتوبر التي قام بها أبطال المقاومة الإسلامية حماس كتائب القسام، إذ تعيش اليمن واليمنيون بعد هذا الانتصار العظيم.
كُـلُّ خطابات فخامة الرئيس تختلف عن مواقف المطبِّعين وَالمثبِّطين والمتخاذلين عن نُصرة فلسطين، إنها تناقُضاتُ العزة والكرامة والشرف، التي أنتجت كعواملَ متناقضة ما بين العدوان والصمود، والحصار والصبر، والهزائم والانتصارات، وَالانكسار والبطولة، والقهر والفرح، والقوة والضعف، والهيبة والذل، والصدق والكذب، والانحطاط والشرف، وموقف الحق وموقف والباطل، والجهاد وَالتطبيع، وكلّ هذه التناقضات ولا يزال هناك منا وفينا من لم يستطع بعد أن يفرق بين الخطأ والصواب أَو بين الحق والباطل أَو بين الكرامة والإذلال..
خطاباتُ فخامة الرئيس تؤكّـدُ أن اليمنَ -قيادةً وشعباً وجيشاً- يصنعون كُـلّ يوم معجزة، وكلّ يوم يبرزون تناقضاً مغايراً أمام العالم، تناقضاً مميزاً يعرّي ضعف وهوان الطغاة وَالمعتدين ومرتزِقتهم وأدواتهم، ويجعلُ كُـلّ يمني وعربي ومسلم حر وشريف ممتلئاً بالفخر والعزة والهيبة، وبالتالي إن أيَّ كلام لا يشارك بطولات المعجزات الفلسطينية مثلما تفعل المعجزات اليمنية في توعية الناس بهذه التناقضات، وكلّ حديث لا يساهم في تغيير واقعهم للأفضل (لا ولن يُعوّل عليه)؛ فبعد انتشار الوعي والقيم والمشروع اليمني الصامد والثابت والمجاهد، تبين لكافة اليمنيين أنه لن يعولَ على أي حديث آخر غير الحديث الثوري، الذي يمثله خطابُ القيادة الثورية وَالسياسية اليمنية، ومن لا يتحدث عن معجزات بطولات وتضحيات وصبر وصمود وذكاء وحنكة وعزة وكرامة الأُمَّــة؛ لذلك فَــإنَّ أكبر جريمة اليوم هي السماح بأن يستهدف أي حديث أَو كلام أَو كتابة عن المتناقضات، التي تبرز الوعي اليمني والقيم اليمنية والمشروع اليمني الثائر بوجه الطغيان الأمريكي والبريطاني والصهيوني؛ لأَنَّه استهدافٌ لوعي الشعب اليمني ووعي الأُمَّــة العربية والإسلامية، ويفرض عليهم التخلف والجهل القسري..
إن التمسك بالوعي في الموقف الثابت في خطابات فخامة الرئيس المشاط؛ لنُصرة ودعم وتأييد عملية “طُوفان الأقصى” هو الأَسَاس اليوم؛ لأَنَّ هناك هدفاً لدول العدوان والحصار وجيوش الغزو والاحتلال مرماه هو منع أَو إفشال حدوث المعجزات والانتصارات التي نشهدُها اليوم على الساحة اليمنية والعربية والإسلامية، فكلما تخلفت المجتمعات زاد نمو الطبقات الفاسدة التي تحكمه كما يحدث اليوم في الإمارات والسعودية ومصر والأردن والبحرين.
ولذلك فالمفارقة العجيبة تجدونها اليوم في مواقف مجتمعات الطبقات الاستملاكية التي تستحوذ على تعدد أدوار الملكية التي أصبحت أكثر غطرسةً واستعلاءً على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وهذا ما يعمل عليه العدوُّ الصهيوني، بشكل مباشر أَو غير مباشر، من خارج الوطن العربي والإسلامي أَو بعملائه في الداخل ليلاً ونهاراً، يسعون لنزع قداسةِ موقف الوعي الثوري وَالشعبي والسياسي والعسكري اليمني؛ ليتمكّنوا من تدنيس هذه الأُمَّــة مرة أُخرى، واتّهام الشعوب العربية والإسلامية بكل ما يفقدها الثقة في نفسها، وتضليل وعيها، وإضعاف كُـلّ عناصر قوتها، والاهتمام المبالغ فيه بكل ظواهر ومظاهر القيم السلبية، وإفشال مشروع وحدتها وسيادتها واستقلالها وشرفها وكرامتها، وها نحن اليمنيين اليوم وبظهور التناقض بالوعي والقيم والمشروع مع كيانات العدوّ الصهيوني ومرتزِقتهم وأدواتهم ومطبعيهم، أصبحنا نعيش في عصر معجزات ظهور الحق وأهله، ومرحلة زوال الباطل وأهله وموت أبناء الشعوذة والدجل والتضليل، فاللهم لا تبتلينا بعيبٍ كرهناه في غيرِنا، ولا تُغيِّرُ علينا حالًا إلا لأحسنه.