غزة تغيب عن العالم.. والعالَمُ الإسلامي يقفُ متفرجاً
علي عبد الرحمن الموشكي
لا يهمنا لمن النصيب الأكبر في عملية “طُوفان الأقصى” التي نفذها المجاهدون العظماء انطلاقاً من غزة خلال منتصف شهر أكتوبر من هذا العام , ولكننا ندرك أن المقاومة الفلسطينية تعيش في ربعها الرابع والتي وصلت إلى مرحلة النضوج الجهادي بعد مسيرة من العطاء والنضال والكفاح والتضحية, والشعوب العربية تعيش وضعية المتفرج واللامبالي بما يحدث من قبل أنظمة الضلال في الدول العربية جميعها, طوال عقود من الزمن والإجرام الصهيوني الإبادي الذي يطال أبناء الشعب الفلسطيني, لو كانت هناك يقظة شعبيّة وتعبئة دينية حقيقة للشعوب العربية, لكانت هناك غيرة وحمية وإنسانية ونخوة عربية من مجزرة واحدة تكفي ليقظة الشعوب العربية وهبوا هبة رجل واحد لمواجهة الكيان الصهيوني.
وما نراه اليوم من صمت مخز وجمود للأنظمة العربية والإسلامية مذل ومخز يندى له جبين الإنسانية, هو نتيجة للابتعاد عن الله وعن منهجية الله وانعدام للثقة بالله ونصر الله وبأس الله, وهذا بدوره سبب الانهزام النفسي والمعنوي والذل والسير كقطيع من الأغنام بعد جائحة التطبيع العلني، بعد أن كان خفياً من تحت الطاولات, وهذا يعكس مدى أزمة الثقة بالله التي يعيشها النظام الإسلامي والعربي.
فطوبى لمن هم تحت ظلال محور المقاومة, التي استقت شجرتها من دماء الشهداء العظماء, أينعت ثماره التي بذرها عظماء وأطهر البشر في العالم الإسلامي, قيادات قدموا أرواحهم فداءً للمنهجية القرآنية العظيمة، التي ترفض الذل والانكسار وتعادي أعداء الله اليهود والنصارى, فها هو الإمام الخميني (رضوان الله عليه), يقول: “إسرائيل غدة سرطانية في الوطن العربي”، ويقول أَيْـضاً: أمريكا الشيطان الأكبر”، ويقول أَيْـضاً: “أمريكا رأس الش” , والشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) يقول: “أمريكا أم الإرهاب”, ولقد قدم مشروعاً قرآنياً عظيماً ورفض الطغاة والمستكبرين والجبابرة والمتكبرين, بشعار الصرخة في وجه المستكبرين والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.
هؤلاء النماذج العظماء الذي خلد موقفهم التاريخ وأسَّسوا مداميك متجذرة بدمائهم الزكية, النموذج الأرقى قرآنياً والأجدر بنصر الله “محور المقاومة”, فالمرحلة تتطلب من الدول العربية جميعاً مد يد العون جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف بالمال والرجال والعتاد العسكري؛ لتطهيرِ الأراضي العربية من دنس اليهود والنصارى وبتر يد رأس الشر أمريكا, والوقوف الإنساني أمام المجاز الإبادية بحق الشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال الصهيوني والأمريكي، والذي بلغ عدد الشهداء إلى اليوم منذ 7 أكتوبر (8306) شهداء إلى اليوم النصف منهم أطفال ونساء, وأمام صمت عربي وعالمي مخز, ولو حسبنا عدد الشهداء العالم العربي، وإجرام المخابرات الصهيونية وتجنيدها للأحزاب، واختراق الدين الإسلامي الإلهي, بدين يتوافق مع أهوائهم وطموحاتهم، يخالف تشريعات الله, لكانوا مئات الملايين من الشهداء.
إن الشعوب العربية تعاني من وهن مرض الغدة السرطانية, الذي طال واستفحل حتى أصاب الأُمَّــة العربية والإسلامية بشلل يعيق حركتها ويضيع مواقفها ويجعلها متفرقة ذليلة، لا تجتمع للأُمَّـة كلمة في ظل وجود الغدة السرطانية, وهذا مَـا هو حاصل الآن من ذلة أنظمة الشعوب العربية والإسلامية, وأملنا الكبير في شعوب الوطن العربي في الخروج الجماهيري والدعم بالمال والخروج بالمسيرات والعمل الإعلامي القوي في كافة الوسائل الإعلامية لاستنهاض إنسانية العالم, أمام جرائم الكيان الصهيوني بحق الأطفال والنساء في غزة, محارق جماعية وجرائم إبادية يستهدفون كُـلّ شيء.