فشلُ الحرب الإعلامية الأمريكية الصهيونية في معركة “طوفان الأقصى”
محمد علي الحريشي
من الملاحظ مع اشتداد الحملة الإجرامية العسكرية الأمريكية الصهيونية على سكان قطاع غزة، أن هناك حملةً إعلاميةً موازية لا تقل خطورة عن المجازر التي ترتكبها آلة الحرب الأمريكية في سكان غزة، وهي حرب إعلامية أمريكية صهيونية دشّـنها الرئيس الأمريكي وكبار قيادات إدارته بزياراتهم إلى كيان العدوّ المحتلّ بعد اندلاع عملية “طُوفان الأقصى”، تبعه بعد ذلك عدد من رؤساء ورؤساء وزراء عدد من دول أُورُوبا الغربية، كُـلّ ذلك مَـا هو إلَّا حرب إعلامية، تهدف بالمقام الأول تثبيط همة أبطال المقاومة الفلسطينية، وخلق عوامل الإحباط في نفوس الحاضنة الشعبيّة للمقاومة في قطاع غزة.
ليلة الجمعة، شنت المطابخ الإعلامية الغربية والصهيونية حملة إعلامية مركزة، تزامناً مع أعنف قصف جوي وبحري وبري تعرضت له غزة، كان الهدف من الحملة خلق حالة الخوف في نفوس رجال المقاومة على خطوط التماس في قطاع غزة، وخلق عوامل الإحباط والتذمر في النفوس، تزامن ذلك مع استخدام العدوّ قطع خدمات النت عن قطاع غزة، لا ننسى التصريحاتِ التي تواردت في نفس الوقت من قيادات أمريكية التي تقول: إن الجيش «الإسرائيلي» بدأ في تنفيذ مرحلة جديدة من الحرب، وهم ينفذون الدخول البري، وكما هو معهود عن السياسة الأمريكية الصهيونية استخدام الخداع والتضليل صرحوا هكذا بأن «الصواريخ الحوثية والطيران المسيَّر أخطأوا طريقهم وأصابوا أهدافاً مدنية في مصر»، هذه التصريحات تحمل في جانبٍ منها دعاية إعلامية مضللة وجانب منها إثارة مصر ضد اليمن، وفي وسط اشتداد القصف على غزة كانت أنظار المراقبين الأمريكيين والغربيين والصهاينة، يترقبون نتائج وثمار حملاتهم الإعلامية على أمل تحقيق تقدم للجيش الصهيوني في غزة.
كانت التوقُّعاتُ الصهيونية والأمريكية أنه لا يأتي صباح اليوم التالي للحملة إلَّا وقد بسط الجيش الصهيوني يدَه على كامل القطاع وتم اختراق وتقطيع أوصال الشريط الساحلي الضيق، لكن الحرب الإعلامية فشلت، وبدل خلق الإحباط في نفوس رجال المقاومة، انقلب السحر على الساحر، هناك اليوم إحباط كبير داخل ما يسمى بسكان «إسرائيل» عبرت عنه مظاهرات عديدة شهدتها تل أبيب وعدد من المستوطنات تطالب برحيل رئيس وزراء كيان العدو« بنيامين نتنياهو»، وتطالب بسرعة إطلاق أسرى العدوّ، أَيْـضاً عبر عدد من ساسة الكيان المحتلّ عن مطالبتهم برحيل نتنياهو.
من ضمن من صرح بذلك رئيس وزراء العدوّ الأسبق «أيهود المرت»، هناك اليوم تصريحات خجولة من عدد من الساسة الغربيين تطالب حكومة الكيان الصهيوني بتجنب قصف المدنيين في غزة، كُـلّ هذه التصريحات التي صدرت؛ هي تعبر عن خيبة الأمل والفشل في حملتهم الإعلامية.
اليوم هناك تصريحات من عدد من قيادات المقاومة تؤكّـد ثبات الموقف في غزة واستعداد الأبطال لتلقين من يدخل غزة من قوات الاحتلال الهزائم التي لم يتوقعوها، هناك قيادات التقطت فشل الحملة الإعلامية الأمريكية الصهيونية وبدأت تتخذ مواقف مندّدة بمجازر الكيان الغاصب، أين الرؤساء العرب الذين دسوا رؤوسهم في الرمال؟! لِــمَ لم يلتقطوا اللحظة ويسجلوا مواقفَ تندّد بالجرائم والمجازر الصهيونية في غزة، كُـلّ يوم يمر من العدوان؟، مهما كان هناك من مجازر وقتل في الشعب الفلسطيني، فَــإنَّه يشكل هزيمة لحكومة الكيان المحتلّ، العدوّ الإسرائيلي لم يتعود على حروب متوسطة أَو حروب طويلة الأجل، كان معتاداً على حروب قصيرة خاطفة كما حدث في حرب الأيّام الستة في حزيران عام 1967م.
اليوم ما يسمى بالشعب اليهودي يعيش في أقبية الملاجئ، الحياة العامة داخل الكيان الغاصب معطلة، الخوف والذعر يدب في نفوس المستوطنين، كُـلّ يوم تصدر حكومة الاحتلال بلاغات بإخلاء مستوطنات أَو بالهروب إلى الملاجئ، أبطال المقاومة لم يفجروا الحرب إلا وقد عملوا لها الحسابات الدقيقة، هم توقعوا أسوأ الاحتمالات، عملوا لها حسابها، سياسة النفس الطويل هي التي هزمت تحالفَ العدوان الدولي على اليمن وهي من ستهزم تحالف الشر الأمريكي والصهيوني في أبواب غزة.