القواتُ المسلحة تعلنُ عن ثلاث هجمات واسعة: اليمنُ يقصفُ “إسرائيل”
للمرة الأولى في تأريخ الصراع العربي الإسرائيلي..
عددٌ كبيرٌ من الصواريخ والطائرات المسيَّرة اليمنية تستهدفُ كيان العدو
المسيرة | خاص
في حَدَثٍ تأريخيٍّ فريدٍ من نوعه، أعلنت القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ، الثلاثاء، عن تنفيذ هجمات صاروخية وجوية واسعة استهدفت كيانَ العدوّ الصهيوني؛ إسنادًا للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في معركة “طُوفان الأقصى”، وتنفيذًا للواجب الديني والإنساني والأخلاقي الذي يفرض نُصرة القضية المركزية للأُمَّـة، الأمر الذي يشكل تطورًا غير مسبوق يبرز بشكل عملي الدور الإقليمي المؤثر الذي بات يلعبُه اليمن بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
بيانُ العملية:
جاء في نَصِّ البيان التأريخي الذي أعلنه المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع حول العملية:
“لليومِ الخامسِ والعشرينَ يشهدُ العالمُ ما يجري في فلسطينَ المحتلّةِ وما يتعرضُ له قطاعُ غزةَ من عدوانٍ إسرائيليٍ أمريكيٍ غاشمٍ، حَيثُ المجازرُ اليوميةُ والإبادة الجماعيةُ والدمارُ الشاملُ، والحصارُ الخانقُ، كُـلّ ذلكَ أمامَ مرأى ومسمَعِ العالمِ وبدعمٍ أمريكيٍّ غربيٍ لا محدودَ للكيانِ المجرمِ، ثم ما يلاقيهِ قطاعُ غزةَ من ضعفِ النظامِ الرسميِ العربيِّ وتواطؤِ البعضِ مع العدوّ الإسرائيليِّ..
وأمامَ كُـلّ ذلك كان لا بدَّ للشعوبِ العربيةِ والإسلاميةِ أن تقولَ كلمتَها وأن تنتصرَ لغزةَ ولأطفالها ونسائِها، ونحنُ ومن واقعِ الشعورِ بالمسؤوليةِ الدينيةِ والأخلاقيةِ والإنسانيةِ والوطنيةِ واستجابة لمطالبِ شعبِنا اليمنيِّ ومطالبِ الشعوبِ الحرةِ ونجدةً لأهلنِا المظلومينَ في غزةَ، كان لا بدَّ للقواتِ المسلحةِ اليمنيةِ أن تقومَ بواجبِها بالتوكلِ على اللهِ وانتصاراً للمظلوميةِ التاريخيةِ للشعبِ الفلسطينيِّ العزيز.
وعليهِ وبعونِ اللهِ تعالى قامت قواتُنا المسلحةُ بإطلاق دفعةٍ كبيرةٍ من الصواريخِ البالستيةِ والمجنحةِ وعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيرةِ على أهداف مختلفةٍ للعدوِّ الإسرائيليِّ في الأراضي المحتلّةِ.
إن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكّـد أن هذه العمليةَ هي العمليةُ الثالثةُ نصرةً لإخوانِنا المظلومينَ في فلسطينَ، وتؤكّـد استمرارها في تنفيذِ المزيدَ من الضرباتِ النوعيةِ بالصواريخِ والطائراتِ المسيرةِ حتى يتوقفَ العدوانُ الإسرائيلي.
ونؤكّـدُ أن موقفَ شعبِنا اليمنيِّ تجاهَ القضيةِ الفلسطينيةِ ثابتٌ ومبدئيٌّ، وأنَّ للشعبِ الفلسطينيِّ الحقَ الكاملَ في الدفاعِ عن النفسِ ونيلِ حقوقِهِ المشروعةِ كاملةً، وأن ما يُزعزعُ المنطقةَ ويوسعُ من دائرةِ الصراعِ هو استمرار كيانِ العدوّ الصهيونيِّ في ارتكاب الجرائمِ والمجازرِ بحقِ أهالي قطاعِ غزةَ وكلِّ فلسطينَ المحتلّة. وما النصرُ إلا من عندِ الله”.
اليمنُ المشتبِكُ مع “إسرائيل”:
وتأتي هذه العملياتُ التي أعلنت عنها القواتُ المسلحة تجسيدًا وتنفيذًا لما أعلنه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في بداية معركة “طُوفان الأقصى”، حَيثُ أكّـد أن اليمن جاهزٌ للمشاركة بالصواريخ والطائرات المسيرة في حال تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر في فلسطين أَو تجاوز العدوّ الخطوط الحمراء في قطاع غزة.
وكان المجلسُ السياسي الأعلى أعلن في وقت سابق أن تجاوُزَ العدوّ للخطوط الحمراء يحتِّمُ على اليمن القيام بواجبه تجاه القضية الفلسطينية، مؤكّـداً أن “صنعاء لن تقف مكتوفة اليدين إزاء جرائم الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة”.
وتمثل هذه العمليات حدثًا تاريخيًّا فريدًا من نوعه في سياق الصراع العربي الإسرائيلي، وهو يعكس تغيرًا كَبيراً في موازين القوى على مستوى المنطقة، ويؤكّـد بشكل جلي دخولَ مرحلة جديدة يلعب فيها اليمن دورًا قياديًّا ذا تأثيرات إقليمية ودولية مباشرة.
وتبرهنُ هذه العملياتُ التاريخية بشكل واضح وعملي التحولَ الكبير الذي شهده اليمن تحت قيادة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حَيثُ تحوَّل بسرعة قياسية إلى طرف إقليمي فاعل على مستوى الصراع الأشمل مع الاستكبار الصهيوني الأمريكي.
كما تؤكّـدُ هذه العملياتُ على فاعليةِ المشروع التحرّري الذي يمضي فيه اليمن تحت راية القيادة الثورية، وتثبتُ زيفَ كُـلّ العناوين والدعايات التي حاول الأعداءُ من خلالها إعاقة هذا المشروع وتشويهه.
ويجمعُ الخبراءُ والمراقبون على أن المعادلةَ التي فرضها اليمن باستهدافه للكيان الصهيوني هي معادلةٌ أَسَاسية في إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة، لصالح شعوبها المظلومة.
تخبُّطٌ إسرائيلي:
وجاء إعلانُ القوات المسلحة بعد حديث جيش الاحتلال عن رصد “هدف مُعادٍ” في سماء إيلات المحتلّة جنوب الأراضي المحتلّة، وحديثُ وسائل الإعلام الصهيونية عن وصول صاروخ أرض أرض وصاروخَين جوالين وصلا إلى سماء كيان الاحتلال من اليمن.
وأبدى العدوُّ الصهيوني تخبطًا كَبيراً في التعاطي مع الضربات اليمنية، حَيثُ تناقضت رواياتُه بين “الاعتراض” وعدم تأكيد الاعتراض.
وكان وزارة الخارجية الصهيونية قد زعمت قبل أَيَّـامٍ أن صواريخَ وطائرات مسيَّرة وصلت من اليمن إلى حدود الكيان الصهيوني مع مصر، وهو ما يبدو أنه إشارةُ العملية الثانية التي لفت إليها ناطقُ القوات المسلحة.
وكانت وزارةُ الدفاع الأمريكية قد كشفت عن الهجومِ الأول عندما زعمت قبل أكثرَ من أسبوع اعتراض سفينة حربية أمريكية لعدة صواريخ وطائرات مسيَّرة انطلقت من اليمن باتّجاه الكيان الصهيوني، غير أن وسائلَ إعلام أمريكية قالت عقب ذلك إن الهجومَ اليمني كان أكبرَ مما تحدَّث عنه البنتاغون.
وبدا من خلال تخبط الروايات الأمريكية والإسرائيلية أن العدوّ يحاولُ التقليلَ من فاعلية الجبهة اليمنية؛ مِن أجلِ طمأنة مستوطنيه.
لكن الآن وبعد الإعلان الرسمي يؤكّـد المراقبون أن الصراعَ سيدخُلُ مرحلةً جديدةً، وأن اليمن قد أصبح بالفعل جبهة مؤثِّرة ومزعجة ستضغط بشكل كبير على الكيان الصهيوني وستؤثر على مسار المواجهة معه، وُصُـولاً إلى تحقيق الهدف الأقدس المتمثل بتحرير فلسطين.