حدودُ غزة تبتلعُ حشودَ العدوّ الصهيوني وتضاعفُ حجمَ هزيمته التاريخية

ضرباتٌ فتَّاكة وكمائنُ قاتلة تكبِّدُ جيشَ الاحتلال خسائرَ فادحةً في مختلف المحاور

تصاعُدُ الهجمات على القواعد الأمريكية وترقُّبٌ عالمي لخطاب السيد “نصر الله”

 

المسيرة | خاص

لا يزالُ جيشُ العدوّ الصهيوني عاجزاً عن تحقيقِ أي تقدم نحو قطاع غزة بعد مرور أربعة أَيَّـام على بدء هجومه البري الذي ظل يتوعد به طيلة أسابيعَ ووضع له أهدافًا عاليةَ السقف كالقضاء على المقاومة وتحرير الأسرى، حَيثُ تحول خطابُه، الثلاثاء، بشكل فاضح إلى الحديث عن ضرورة “الصبر” وذلك على وَقْعِ ضربات وكمائنَ فتاكة تعرض لها عند حدود القطاع، وكبدته خسائر كبيرة.

ومع دخول اليوم الرابع بعد إعلان التوغل البري في قطاع غزة، صرَّح المتحدث باسم جيش الاحتلال أن “الحرب ستكون طويلة وستحتاج إلى الصمود والصبر” معترفًا بارتفاع عدد الضباط والجنود الصهاينة القتلى منذ بدء معركة “طُوفان الأقصى” إلى 315، وارتفاع عدد الأسرى إلى 240.

وترجمت هذه التصريحاتُ عجزًا واضحًا لجيش الاحتلال عن تحقيق أي تقدم على الأرض، وهو ما جدد التأكيد على استحالة تحقيق الأهداف التي وضعها لـ”الغزو البري” الذي بدا أنه ولد ميتًا، حَيثُ لجأ العدوّ إلى إحاطته بتكتم كبير، على الرغم من كُـلّ العنتريات التي كان قد روجها حول أهدافه.

وكانت صحيفةُ “نيويورك تايمز” الأمريكية قد كشفت في وقت سابق أن كيانَ الاحتلال لجأ إلى إلغاءِ خطط “الغزو” البري واستبدلها بـ”توغل محدود” بناءً على اقتراحات أمريكية؛ وذلكَ بسَببِ عدم وجود أهداف قابلة للتحقّق.

وقالت مجلةُ “فايننشال تايمز” البريطانية في السياق ذاته، إن العدوّ لجأ إلى التعتيم على تفاصيل هجومه البري خشيةَ أن تتدخل أطرافٌ أُخرى إقليمية في الصراع كحزب الله، مشيرة إلى أن ما يجري على حدود غزة يعكس “انخفاضَ طموحات” جيش الاحتلال.

وتشير هذه المعطيات بوضوح إلى أن “الغزو البري” الذي يعتبره العدوُّ الردَّ الوحيد على الهزيمة المدوية التي تعرض لها، قد تحول إلى امتدادٍ إضافي لتلك الهزيمة، وهذا ما تؤكّـده العمليات البطولية النوعية التي تواصل المقاومة الفلسطينية تنفيذها على حدود غزة، وَأَيْـضاً خلف خطوط العدوّ الذي لم تلفح توغلاته في سَدِّ الثغرات التي فتحها مجاهدو المقاومة نحو الأراضي المحتلّة.

وقد شهدت المواجهات يوم الثلاثاء، احتدامًا كَبيراً على عدة محاور عند حدود قطاع غزة، حَيثُ أعلنت فصائلُ المقاومة عن إيقاع العدوّ في كمائن أوقعت خسائرَ كبيرة في صفوفه، كما استهدفت عدداً من آلياته العسكرية المتنوعة ودمّـرتها.

وتشير إحصائياتٌ أولية إلى أن المقاومةَ دمّـرت قرابة 15 آليةً ودبابةً للعدو خلال أقل من 24 ساعة مضت من لحظة الكتابة.

وعلى عكس بيانات وتصريحات المقاومة التي تأتي مفصَّلة وتحدِّدُ أماكنَ الهجوم وطبيعة الضربات الموجهة للعدو، يلجأ الأخير إلى الغموض في محاولة بائسة للتغطية على العجز التام والفشل الذريع، وطمأنة المستوطنين بأن العملية لا تزال جارية.

وبرغم القصفِ المكثّـفِ الذي يشُنُّه العدوّ على القطاع وعلى المناطق التي يسعى للتوغُّل عبرَها، فَــإنَّ الرشقاتِ الصاروخيةَ للمقاومة تواصلُ دَكَّ مختلفِ المستوطنات والمدن المحتلّة، فيما يواصلُ المجاهدون التسلُّلَ إلى مناطق خلف خطوط العدوّ والعودة بسلام، في تأكيد واضح على أن الغارات الجوية لا تؤثر على قدرات وجاهزية المقاومة.

وإضافةً إلى كُـلّ هذه التفاصيل التي تؤكّـد بوضوح الفشل الذريع لجيش الاحتلال في تجاوز هزيمة “طُوفان الأقصى” أَو حتى إيقافها عند معين، تستمرُّ مؤشراتُ التدخل الإقليمي المساند للمقاومة بالتصاعد كاشفة عن ملامحَ معركة كبرى تتحضر ضد الكيان الصهيوني وضد التواجد الأمريكي الاستعماري في المنطقة، حَيثُ يترقب الجميع، وعلى رأسِهم كيان الاحتلال، خطابا مهما سيُلقيه سماحةُ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الجمعةِ القادم، وهو خطابٌ يأتي في قلب تسارُعٍ كبيرٍ لوتيرة العمليات النوعية التي ينفذها مجاهدو الحزب ضد العدوّ على الحدود الجنوبية للبنان.

وفي الوقت نفسِه تتزايد بشكل ملحوظ وتيرة الهجمات التي تشنها المقاومة الإسلامية في العراق على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، والتي تجاوز عددها 30 عمليةً، منذ بدء معركة “طُوفان الأقصى”.

ولا تزالُ صنعاءُ تؤكّـدُ بشكلٍ مُستمرٍّ على الاستعداد لاتِّخاذ الخطوات اللازمة لمساندة المقاومة الفلسطينية وفق ما أعلنه قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في بداية معركة “طُوفان الأقصى” برغم التهديدات الأمريكية بعودة الحرب.

كُــلُّ هذه التفاصيل تلتقي عند نقطةٍ واحدة هي أن “طُوفان الأقصى” قد كتب بالفعل مرحلة جديدة يهرول فيها كيان العدوّ نحو نهايته الحتمية التي لا مفرَّ منها، وحتى إن انتهت هذه الجولة قريبًا، فَــإنَّ نتائجها والمعادلات الفلسطينية والإقليمية الجديدة التي حضرت فيها، ستبقى ثابتة، وستكونُ أَسَاساً لانتصاراتٍ أُخرى قريبةٍ على طريق التحرير الكامل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com