نصرُ الله يؤكّـدُ حتميةَ النصر
محمد علي الحريشي
حالةٌ من الهلع والترقب انتابت الكيان المحتلّ ورأس الشر أمريكا منذ أَيَّـام بعد إعلان قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله، إلقاء خطاب يتناول فيه العدوان الأمريكي الصهيوني على الشعب الفلسطيني، كان هناك حالة استنفار غير مسبوقة في عدد من عواصم الدول المعادية؛ خوفاً من دخول قوات حزب الله ومعها قوى محور المقاومة في قلب المعركة، التي حتماً سوف تغير مجرى الصراع وتتغير المعادلات التي فرضت على المنطقة من قبل الغرب منذ تاريخ اغتصاب فلسطين.
أعلنها السيد نصر الله عن مشاركة قوى محور المقاومة في المعركة من أول يوم بعد السابع من أُكتوبر/تشرين الأول الماضي، السيد حسن نصر الله حذر في خطابه رأس الشر والطغيان أمريكا من التمادي في غيها، من أنها هي الخاسرة، بوارجها وقواعدها العسكرية ليست بمنأى عن صواريخ المقاومة.
أهم النقاط التي وردت في خطاب السيد نصر الله، هي تأكيد دخول قوى المقاومة في معركة “طُوفان الأقصى”، وأن المقاومة الفلسطينية سوف تنتصر في المعركة، وأن الوضع الداخلي لحكومة الاحتلال وتفكك جبهته الداخلية لا يؤهلها لخوض معركة شاملة على حدود فلسطين المحتلّة.
تأكيد السيد حسن نصر الله، أن الجرائم والمجازر الصهيونية الأمريكية في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية لا يمكن أن تحقّق الأهداف الصهيونية التي ارتكزت عليها في حروبها الماضية، في خلق حالة الرهبة والخوف؛ لأَنَّ ذلك تم تجاوزه على أيدي المقاومة في المعارك الصهيونية في لبنان وغزة، المجازر لا تحقّق نصراً.
تحذير السيد نصر الله، لأمريكا من التهور في العدوان؛ لأَنَّ ذلك سَيجر قوى محور المقاومة إلى ردود أفعال عسكرية لن تقف عند حدود المنطقة، بل سوف تعم آثارها المدمّـرة العالم أجمع، من الأهميّة في هذه المعركة أنها تعتبر المعركة الثانية بعد حرب الجيش المصري والسوري التي اندلعت ضد الكيان المحتلّ عام 1973م، بقية المعارك كان يبدأ بشنها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي، تغيرت المعادلات، إذَا كان جيش الاحتلال الصهيوني في مقدوره احتلال أجزاء واسعة من الأرض العربية، في فلسطين ومصر وسوريا ولبنان في ستة أَيَّـام فقط كما حدث في حرب حزيران عام 1967م، فَـإنَّه اليوم أعجز من أن يدخل بضع كيلو مترات في قطاع غزة رغم امتلاكه أحدث الأسلحة الجوية والبرية والبحرية، ورغم تسخير كُـلّ أجهزة التجسس والمخابرات الأمريكية والبريطانية ومشاركة قواتها في العملية، وتعاون بعض أنظمة الدول العربية العميلة وتدخلها عسكريًّا لصالح العدوّ المحتلّ، لكنهم عجزوا جميعاً عن تحقيق كسر شوكة المقاومة الذين سطروا ملاحم بطولية على مدى شهر مضى أذهلت العالم.
جاءت كلمة السيد نصر الله، لتعطي أكثر من رسالة إلى جهات العدوان ضد الشعب الفلسطيني، لتؤكّـد أن زمن وجود الكيان الصهيوني في فلسطين باتت معدودة بعد امتلاك أبطال المقاومة الفلسطينية زمام المبادرة.
التهور والإفراط في استخدام القوة ضد سكان غزة هو دليل ضعف وهزيمة وفشل حَـلّ بدولة وحكومة وجيش الاحتلال الصهيوني، هذه الجرائم لن تزيد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة إلا ثباتاً وإصراراً وتصميماً لمواصلة عملية “طُوفان الأقصى” حتى تحقّق أهدافها وتحرّر الأقصى والمقدسات من دنس الاحتلال، دخول أمريكا بذلك الأُسلُـوب السريع مع دولة الاحتلال هو دليل خوف وضعف وعجز يعصف بالاحتلال منذ عملية سيف القدس.