آفاقُ وتوقُّعاتٌ في مسار التصعيد للحرب الإقليمية
فضل فارس
الإصرارُ الأمريكي على مواصلة العدوان الصهيوني على أبناء فلسطين، وقولهم في ذلك عبر تصريحات رسمية إن الوقت لا يزال مبكراً على توقف تلك الجرائم والوحشية التي ليس لها شبيهٌ في المعمورة؛ هي دعوةٌ صريحةٌ من الإدارة الأمريكية النازية، والتي هي -في كُـلّ المجالات في الدفاع والتمويل والمساندة والإجرام- المسؤولة الرئيسية عن هذا العدوان الغاشم على قطاع غزة.
أمريكا -عبر تصرفها الأحمق هذا، أَيْـضاً تهديداتها المتكرّرة لقوى محور المقاومة، والتي هي كذلك لا تهز فيهم شعرة، بل تزيدهم إصرارًا وعزيمة- توجهُ دعوةً معلنةً قد تؤدي إلى توسيع دائرة الصراع الإقليمي وتدحرج آفاق المعركة المصيرية والحاسمة، وذلك ما يخشاه الأمريكي في المنطقة.
ذلك ما عليهم إدراكه كون شعوبِ المنطقة ودول محور المقاومة على وجه الخصوص وبما في أنفسهم من سخط وشوق للقاء لن تسكُتَ أَو تقف مكتوفة الأيدي بعد اليوم عن هذا الصلف الصهيوني، وما يرتكبه من مجازرَ وحشية بحق أبناء فلسطين؛ لذلك على الإدارة الأمريكية سرعة توقيف العدوان على غزة بما في ذلك من هزيمة للكيان وذلك من مصلحتها، أَمَّا إن استمرت في عدوانها وذلك ما لا تدرك تبعاته فَــإنَّها وكونها في الواجهة الرئيسية ورأس الحربة في هذا العدوان ستكون الأكثرَ خسارة وألمًا.
وما تلك العمليات الباليستية اليمانية التي قد أربكت في شدتها الصلفَ الأمريكي وَالعبري في مواقعه المحتلّة، كذا التحَرّكات المباركة من قبل الحشد الشعبي العراقي في استهداف وتطهير أرض العراق من قواعد ومستعمرات الأمريكي وَالذي يمثل الواجهة الرئيسية في هذا العدوان على أبناء فلسطين.
أيضاً اللبناني كذلك حزباً وقيادةً في الاستهداف المتواصل ومن البداية في معركة “فقء العيون” لمواقع وثكنات الصهيوني والأمريكي في الحدود، ما هي إلا رسالة واضحة عن مدى إصرار وعزيمة محور المقاومة الساعد الأقوى والمتمكّن في الشرق الأوسط على إزالة التواجد الأمريكي والصهيوني من المنطقة وبشكلٍ عام، كذا تعطي في مضمونها الشاهد على تمسك هذا المحور بهذه القضية المركزية، التي سَتؤدي بحماقة الأمريكي المتغطرس إلى تعجيلِ تلك الحرب المصيرية التي هي مرتقبة في الأيّام المقبلة إن لم تندحر الصهيونية وتتوقف تلك الوحشية.
أيضاً فيما يتعلق بالتوعد اللبناني من حزب الله على لسان الأمين العام، فيما فيه من إشارات محورية وَتحديد لمعايير وقواعد مهمة تتمثل في تحديد وقائع الصراع المرتقب وهو الوعد العام لكل قوى المحور، وكلّ ذلك وبلا شك سوف يضع الأمريكي بين خيارَينِ لا ثالث لهما:-
إما أن يذْعِنَ بوقف العدوان على غزة، وفي ذلك انتصارٌ معلَنٌ لفصائل المقاومة، كذلك تحطيم ساحق لغروره وإدارته النازية المستكبرة، وبالتالي وهو ختام ذلك خسارة ساحقة ورهيبة للصلف اليهودي والمخطّط الصهيوني الغاصب والمستكبر في المنطقة، أو أن يجر الحرب؛ مِن أجل الإسرائيلي -وتلك ستكون أبشع الحماقات في حياته- إلى أفق أوسع تتخللها الكثير من المخاطر على مصالحه وقواعده ومستعمراته وأساطيله البحرية في المنطقة.