“غزة” تضعُ الأُمَّــةَ على أعتاب تاريخ جديد
طارق أحمد السميري
جبهةُ العزة والكرامة: غزة، أثبتت للعالم أجمع مدى هشاشة الكيان الصهيوني الغاصب في مواجهة جند الله، ومدى الخذلان والتآمر الذي تعيشه الأنظمة العربية باستثناء من بادر للدخول في المواجهة.
اليوم العالم كله يرقب موسم الرباط في غزة العزة، وقريش تحتفل بافتتاح موسم الرياض، هذا الموسم الذي يدعو لتمييع القيم الإسلامية ويدعو للعهر الأخلاقي لدى شباب المسلمين، ضاربةً عرضَ الحائط ما تمُرُّ به الأُمَّــةُ الإسلامية من مِحَنٍ، ومتجاهلة للدماء التي تنزف بشكل يومي في أرض العزة غزة.
إننا نقف اليوم أمام حقائق لا يمكن تجاهلها ولا يمكن المزايدة عليها، اليوم كُـلّ يحدّد الطرف الذي يقف معه ويدعمه، إما أن تكون بصف المقاومة والمجاهدين وقضايا الأُمَّــة الإسلامية، أَو أن تكون بصف أعداء الأُمَّــة الإسلامية كأمريكا وإسرائيل وضمن قائمة العملاء والخونة.
سيشهد التأريخ ويشهد أحرار العالم أن شعب اليمن هو الشعب الوحيد الذي تتباين مواقفه دائماً وتتضح بوصلته بشكل مُستمرّ في الوقوف مع قضايا الأُمَّــة ذوداً ودفاعاً عنها، كيف لا وهم أنصار الحبيب محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- كيف لا وهم من قال فيهم الحبيب -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله- “إذا اشتدت بكم الفتن فعليكم بأهل اليمن”، هم الأنصار وهم الفاتحون وهم المجاهدون في سبيل الله على مر العصور.
اليوم شعب اليمن لم يترك غزة وحدها ولن يتركهم، وسنقف خلف قيادتنا السياسية في كافة الخيارات التي ستتخذها، والتي من شأنها مساندة ومؤازرة شعب فلسطين وبما يكفل الدفاع عن أرض فلسطين حتى تحرير كامل أراضيها واستعادة القدس الشريف من يد اليهود الغاصبين.
إنها مسؤولية إلهية يختبر بها الله الصادقين في إيمَـانهم ويميز بها الخبيث من الطيب، وقد اتضح للجميع بشكل صريح وواضح من يقف مع القضية الفلسطينية ومن باعها ويتاجر بها ويطعنها في الظهر.
“طُوفان الأقصى” المبارك أصاب العالم كله بالذهول وأعاد للمسلمين تموضعهم في كافة المحافل الدولية.
إننا أصحاب قضية ويجب أن يلتفت العالم لقضيتنا وعليهم أن يجدوا لها حلاً سريعاً، بعد أن كنا أُمَّـة مستهانة لا تعني للعالم شيئاً.
اليوم نحن على أعتاب تأريخٍ جديد يحفظ للأُمَّـة كرامتها ويحدّد موقعها بين شعوب العالم.