طوفانُ الإيمان في مواجهة الكفر
مرتضى الجرموزي
الخذلان العربي والإسلامي لأهل ومقاومة وشعب وأرض غزة ليس هو النهاية لغزة وقضية فلسطين.
بل نحن نؤكّـدها وثقتنا بالله كبيرة أنها بداية النهاية الحتمية للصهيونية وخروجهم من كامل أراضي فلسطين، وهي كذلك لعنة تاريخية ووصمة عار في جبين الأنظمة المطبعة والشعوب الخانعة.
الأمل الوحيد فيك يا الله، أنت الأمل والرجاء، ومنك ولك النصر والعزة والغلبة، ولكِ بعد الله شعوب ومحور المقاومة الواقف بحزم في كافة الميادين بما فيها الموقف الميداني العسكري المباشر.
لكن علينا أن نعترف لحد الآن وبكل أسف أن قطاع غزة الأرض والإنسان والعقيدة والهُــوِيَّة العربية والإسلامية قد خُذلت من قبل من يحسبون أنفسهم عرباً ومسلمين، خَاصَّة من قبل عرب ومحور التطبيع.
خُذلت غزة وتُركت تواجه أعتى وأطغى وأبغى جيوش وجحافل وقطعان ومرتزِقة العالم وسط صمت عربي مطبق!
لم يعُد هناك أمل لنصرتها من قبل هؤلاء الأقزام والمطبعين والصامتين والمتخاذلين أكانوا أنظمةً أَو شعوبًا.
ما عدا العمليات التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية كدعم وإسناد لغزة الجهاد والعطاء، وباستمرارية العدوان الصهيوني وجرائمه ستستمر العمليات اليمنية وستتوسع رقعة الاستهداف، وكذلك ما نراه في الجبهة الشمالية لفلسطين من عمليات هجومية وضربات حزب الله المسددة ضد مواقع ومستوطنات الاحتلال ما كبدته خسائر فادحة وقتلى بالعشرات.
وكان للمقاومة العراقية حضور قوي من خلال عمليات دك القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا بضربات مسددة وخيارات توسيع العمليات الهجومية مطروحة مرهونة باستمرار العدوان على غزة وارتكاب الجرائم بحق النساء والأطفال.
وبالنسبة لدويلات محور التطبيع والخيانة فمن لم ينتصر لنفسه لن ينتصر لغزة ولن ينتصر لفلسطين.
فقد خُذل الأقصى وخُذلت فلسطين وخُذلت غزة، وانتصرت العروبة!، أنظمة دنيئة انتصرت ليس لنفسها بل انتصرت ونصرت الصهيونية على حساب أبناء غزة وكلّ فلسطين.
فلا خير في عروبة مدعاةٍ وأُمة متأسلمة حصرت إسلامها في المساجد وقوقعته في مسائل فقهية وكيفية الوضوء والطهارة ليس أكثر، وإن زادوا فطاعة ولي الأمر واجبة وإن زنى وسرق وفسد ولاط وفجر وقتل.
وتمثل معركة “طُوفان الأقصى” معركة بين الخير والشر، بين الحق والباطل، وهي خروج وجهاد في سبيل الله، خروج الإيمَـان كله لمواجهة الكفر كله، وكبح جماحه بعون الله، غزة المقاومة والإنسان ومن خلفها محور الجهاد والمقاومة يحملون لواء الحق في مواجهة محور الشر بقيادة أمريكا والصهيونية ومن خلفهم الأدوات في الخليج ومحور التطبيع والخيانة.
ولهذا بعون الله ستكون معارك مفصلية وملاحمَ تاريخية وستُسجل بيارق الانتصارات من القطاع الصامد في وجه آلة الحرب الأمريكية العالمية، وسينتصر الله لمن ظُلموا وجاهدوا ورابطوا وآثروا المعاناة في سبيل الله على رغد العيش بخنوع وصغارٍ لأنظمة الاستكبار العالمي.