جرائمُ وحشية وأعرابٌ ساكتة
بشائر القطيب
تتوالى الجرائم الوحشية من الأحداث الأخيرة في فلسطين أمام مرأى ومسمع العالم الساكت، فمن اليوم والتالي تزداد الجرائم والمجازر، وترتفع عدد الضحايا من الأطفال والنساء الذين لا حول لهم ولا قوة، والعجب كُـلّ العجب والعار على العرب الصامتين الذين ينظرون إلى مثل هذه الجرائم بكل عين ساكنة وقلب بارد، بكل راحة؛ بل والأعجب من ذلك أنهم يُمارسون التطبيع مع إسرائيل ضد فلسطين، فهذا عار كبير في جبين المنافقين، فماذا سيقولون لفلسطين عندما تتحرّر وتطرد الغازي المحتلّ أمام هذه الفضيحة المُخزية؟!
ولكن فلسطين ستبقى هي تلك الحُرة الأبية الشامخة العربية، أمام كُـلّ الغزاة والمحتلّين مهما كانت الجرائم والإبادات والمجازر، ستظل هي فلسطين أم العرب ورئيسة العالم وعروسة الإسلام، وستظل صامدة وقوية وسيشاهد العدوّ الإسرائيلي ما لم يشاهده في السابق؛ لأَنَّ حال فلسطين قبل سبعين عامًا لن يكون كحالها اليوم؛ بل أصبحت ذات قوة رادعة للعدو الإسرائيلي، وستصنع من احتلاله لها ندامة مؤلمة لن يتوقعها في تاريخه المعاصر.
ومهما تواصلت المجازر البشعة غير المسبوقة للمدنيين وقصف المباني، ومهما زاد الحصار على غزة؛ ستقلب كُـلّ ذلك غضباً على العدوّ الإسرائيلي، وسيرى رداً قاسياً يكوي القلوب ويُبهر الأبصار، وستتبخر جميع أحلامه وأوهامه في احتلاله لغزة، وسينظر العرب الساكت انتصاراتٍ غير مسبوقة في تاريخ فلسطين، وستبقى فلسطين هي التاريخ والتاريخ لا ينتهي؛ بل يتخلد قرناً بعد قرن.
وسيبقى الشعب اليمني رغم الحصار والوضع الراهن مستعداً، ويده على الزناد بجانب إخوتنا في فلسطين، ومُتمسكاً بالقضية الفلسطينية، ولن يترك الشعب الفلسطيني؛ لأَنَّ العدوّ واحد والمعاناة واحدة؛ فما يحدث في فلسطين من حصار ودمار وقتل الأبرياء! يحدث في اليمن تماماً، لهذا سيبقى طريق الجهاد واحد في “غزة وصنعاء”، حتى القضاء على العدوّ الأمريكي الإسرائيلي من جميع الشعوب العربية والإسلامية.