أيها العرب المتخاذلون غزة تُذبحُ من الوريد إلى الوريد فماذا أنتم فاعلون؟!
الاعتزاز خالد الحاشدي
تعدت إسرائيل الخطوط الحمراء، وزادت في بغيها وإجرامها، قصف ودمار، تجويع وترهيب وترعيب، حصار شديد، وغارات لم ترحم كَبيراً أَو صغيراً، تدمير شامل، وقصف متواصل، وانقطاع كامل لكل سبل الحياة.
لم يجد سكان غزة ما يأكلون أَو يشربون، لا يجدون ضوءاً به يستضيئون، ولم يبقَ مكان فيه يستأمنون، فقط أصبح الموت يلاحقهم وهذا ما ينظرون.
فأين أنتم أيها العرب المتخاذلون، فغزة تذبح من الوريد إلى الوريد، فماذا أنتم فاعلون؟!
يا لقباحة موقفكم أيها العرب، يا للخزي والعار، ألم تكفيكم هذه الجرائم والمجازر، لتوقظ ضميركم، ألم تكتفوا بهذه المجازر حتى تصحوَ أدمغتكم، ما الذي تريدونه بعد هذا كله كي تفيق أذهانكم؟!
فغزة امتلأت بالدماء، ملأتها دماء أطفالها ونسائها ورجالها وجميع سكانها، وكلّ ذلك لم يُحرك فيكم ساكناً، أَو ترتعش قلوبكم من هول هذه الجرائم.
عجيب أمركم حقاً، هل أنتم من العرب فعلاً، بالطبع لا؛ لأَنَّه من سابع المستحيلات أن تُنزع النخوة والغيرة من قلوب العرب، فماذا تعدون أنتم، وبأي حقٍ تدعون أنكم عرب، فلو كانت العروبة تتمثل في السكوت والخنوع والجمود عن كُـلّ ما يحدث لإخواننا من سفك للدماء لتبرأنا من هذه العروبة، ولكننا نعلم أن العروبة، هي الغيرة، هي الحمية، هي النخوة، هي الفزعة في المواقف الشديدة، وهذا ما تربينا عليه ونشأنا نحن على مبدأ الدم بالدم والسن بالسن والجروح قصاص، فعلى ماذا تربيتم أنتم يا حثالة المجتمع حتى لم تعد تؤثر فيكم جرائم الكيان الصهيوني في غزة.
حكام العرب المطبعون، يا عملاء أمريكا وإسرائيل وأحذيتها، ألا تخجلون من مواقفكم المخزية أمام شعوبكم وشعوب العالم، ألا تخجلون من الله أولاً وقبل كُـلّ شيء، عبدالفتاح السيسي رئيس مصر كأكبر مثال لحكام العرب، فلتنظروا لمواقفه القذرة وما يقوله، كيف يبرّر جرائم الكيان الصهيوني بحق إخواننا الفلسطينيين، وفي تهجيرهم من بلادهم حتى تنتهي إسرائيل من مهمتها قائلاً وبكل وقاحة: (إذا كان هناك فكرة للتهجير، توجد صحراء النقب في إسرائيل، ممكن يتم نقل الفلسطينيين حتى تنتهي إسرائيل من مهمتها المعلنة في تصفية المقاومة، أَو الجماعات المسلحة؛ حماس والجهاد الإسلامي وغيرها في القطاع، ثم ترجعهم إذَا شاءت)، تصريح معلن بأُسلُـوبٍ مستفزٍ وقح، جرأة تامة وواضحة، وكأن الحق مع إسرائيل، وكأنها هي المظلومة من قبل الفلسطينيين، إنه رئيس لا يحمل ذرة من الحياء، أَو الخوف من الله جل وعلا.
أيضاً لنأخذ مثالاً آخر أقرب من السابق، كرئيس فلسطين “محمود عباس” الذي لا يشرفها أن يكون رئيساً عليها، فحينما تحَرّكت حماس وشنت هجومها على إسرائيل قال معلناً: إن (ما قامت به حركة حماس لا يمثلنا)، وعندما خرج أهالي الضفة الغربية لتأييد عملية “طُوفان الأقصى”، وعندما خرجوا تنديداً واستنكاراً لما يحدث في غرزة ما الذي فعله معهم شيء غير متوقع!
أمر جنوده بضربهم وإرجاعهم لبيوتهم، وعدم الخروج مرةً أُخرى، وكذلك بعض الدول كالأردن، وأما بالنسبة للإمارات فحدث ولا حرج، فما نقوله إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.
بأي وجه سيقابلون الله يوم القيامة، وكلّ قطرة دم تسيل في غزة هم سببها وهم مسؤولون عنها.
أما بالنسبة لنا نحن في اليمن كدولة في محور المقاومة، فموقفنا واضح وصريح تجاه القضية من الشمال إلى الجنوب، نحن مع إخوتنا الفلسطينيين، ولن نتركهم، سندعمهم بكل ما نملك وبكل ما نستطيع، ولن نخذلهم أَو نكون سبباً في خذلانهم، والله على ما نقول شهيد.