ضرباتُ “حزب الله” الجديدةُ تضعُ العدوَّ أمام تحذيرات “التدحرُج” إلى مواجهةٍ أوسعَ
المسيرة: خاص
تعاظَمَ حجمُ قَلَقِ العدوِّ الصهيوني من تصاعُدِ وتيرةِ ضرباتِ المقاومةِ الإسلاميةِ في جنوبِ لبنان، وذلك عقبَ جريمةٍ بشعةٍ ارتكبها طيران العدوّ وأسفرت عن استشهاد ثلاث فتيات وجدتهن، الأمر الذي رد عليه مجاهدو “حزب الله” بقصف مستوطنات العدوّ بوابل من صواريخ غراد، في تأكيد عملي على تثبيت توازن الردع ومواجهة التصعيد بالتصعيد؛ وهو ما يضع العدوّ مجدّدًا أمام تحذيرات سماحة السيد حسن نصر الله وتأكيداته على أن “كل الخيارات مطروحة” وأن المعادلات قد تذهب إلى مستوى “المدني مقابل المستوطِن”.
وقالت وسائلُ إعلام عبرية، الاثنين: “إن سلطاتِ الاحتلال في مستوطنة “كريات شمونة” شمالي فلسطين المحتلّة، دعت من تبقى من المستوطنين فيها إلى مغادرتها بشكل فوري”.
وجاء ذلك بعد استهداف مجاهدي “حزب الله” للمستوطنة بصلية من صواريخ غراد “كاتيوشا”؛ ما أَدَّى إلى إحداث دمار كبير، فيما أعلن العدوّ عن مقتل مستوطن.
وقد جاء القصف رَدًّا على جريمة ارتكبها العدوّ الصهيوني في جنوب لنبان، حَيثُ استهدف سيارة تقل مدنيين وقتل ثلاث فتيات صغيرات وجَدَّتَهن، فيما أُصيبت الأم بجروح خطيرة، وهو ما أكّـد “حزب الله” أنه لن يسكت إزاءه وإزاء أي مس بالمدنيين.
ونقلت وكالة “رويترز” عن النائب اللبناني حسن فضل الله قولَه: إن “هذه الجريمة تطور خطير في العدوان الإسرائيلي على لبنان، وَلها تداعياتها، والعدوّ سيدفع ثمن جرائمه ضد المدنيين”.
ومَثَّلَ إطلاقُ صواريخ غراد رَدًّا فوريًّا أكّـد بشكل عملي للعدو الصهيوني على جهوزية المقاومة في جنوب لبنان لمواجهة التصعيد بالتصعيد، وهو ما أعاد إلى الواجهة بشكل سريع حديث سماحة السيد حسن نصر الله قبل أَيَّـام عن احتمالية “تدحرج” المواجهة مع العدوّ إلى مواجهة واسعة، وهي احتمالية مرعبة للكيان الصهيوني الذي لا يزال غارِقًا في مأزقه بقطاع غزة، ولا يستطيع تحمل توسع المواجهة مع حزب الله المستعد جيِّدًا.
وقد ترجمت دعوة الاحتلال للمستوطنين لمغادرة مستوطنة “كريات شمونة” قلق العدوّ من وقوع ما حذر به سماحة السيد حسن نصر الله.
وكانت ضربات حزب الله قد دفعت أكثر من 60 ألف مستوطن إلى مغادرة المستوطنات الشمالية القريبة من الحدود اللبنانية، بما في ذلك مستوطنة “كريات شمونة”.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الاثنين: إن “الأجواء متوترة جِـدًّا في المستوطنات الشمالية المحاذية للسياج الحدودي مع لبنان، وهناك مستوطنات غادرها جميع من فيها” وذلك بعد الضربات الجديدة التي وجهها حزب الله الليلة السابقة على “كريات شمونة”.
ويمثل نزوح وإخلاء المستوطنين من شمال فلسطين المحتلّة ضغطًا كَبيراً على كيان العدوّ الذي يواجه في الوقت نفسه ضغط نزوح المستوطنين من غلاف غزة، وفوق ذلك كله ضغط الفشل الذريع للعملية البرية في القطاع والخسائر المتزايدة لجيشه، واحتجاجات المستوطنين بخصوص الأسرى.
وأشَارَت وسائل الإعلام العبرية إلى أن جيش الاحتلال عمد إلى إقفال مفترقات طرق واسعة في الجليل الأعلى على الحدود مع لبنانَ؛ خشية إطلاق صواريخ مضادة للدروع من قبل حزب الله، وذلك على وقع مؤشرات التصعيد التي برزت بعد جريمة العدوّ الصهيوني ورد المقاومة.
وكان سماحة السيد حسن نصر الله قد حذر في خطابه الأخير من أن الاعتداءات على المدنيين في جنوب لبنان قد تدفع إلى معادلة “المدني مقابل المستوطِن؛ وهو ما يعني استهداف المستوطنات الصهيونية مباشرة إلى جانب استهداف مواقع جيش الاحتلال على الحدود، الأمر الذي يفتح احتمالات مرعبة على العدوّ من ناحية الخسائر ومن ناحية النزوح أَيْـضاً؛ لأَنَّ هذه المعادلة قد تتسبب بإخلاء مستوطنات أُخرى.
كما كان سماحة الأمين العام لحزب الله قد أكّـد بوضوح أن “كل الخيارات مفتوحة ومطروحة” مُشيراً إلى أن تطور مستوى القتال مرهون بالتطورات في غزة وَأَيْـضاً بسلوك العدوّ الصهيوني في لبنان، وهو ما يجعل الاعتداءات الصهيونية على جنوب لبنان بمثابة لعب بالنار قد يقود إلى تداعيات واسعة.
وكانت تقارير أمريكية قد كشفت خلال الأسابيع الماضية أن مسؤولين أمريكيين نصحوا كيان الاحتلال بعدم “جر حزب الله إلى حرب واسعة”؛ لأَنَّ الجيش الصهيوني لا يستطيع القتال على جبهتَيْنِ، خُصُوصاً وأنه يتكبَّدُ خسائرَ كبيرةً على ايدي مجاهدي المقاومة في غزة بدون تحقيق أي إنجازات على الأرض.