الأساطيلُ الأمريكية تَستهدِفُ أم تُستهدَف؟
عبدالخالق القاسمي
يتخوف بعض أبناء الشعب اليمني من الأخبار التي تتحدث عن أساطيل أمريكية في البحر الأحمر وصلت مستهدفة اليمن، خُصُوصاً بعد العمليات العسكرية اليمنية نصرة لفلسطين.
بينما تؤكّـد القيادة البحرية بأن أية بارجة تقترب سيتم استهدافها مباشرة، مما يعني بأن هذه القطع البحرية لم تدخل المياه الإقليمية اليمنية بالتأكيد، ويعزز هذا تصريح لنائب وزير الخارجية الأُستاذ حسين العزي، حَيثُ أكّـد بأن قوات البحرية تمشط البحر بحثاً عن أية قطعة دخلت كما تم الترويج في مواقع التواصل وبعض وسائل الإعلام، وهذا التصريح ينفي حقيقة دخول الأساطيل الأمريكية إلى مياهنا الإقليمية الحرة، بينما لو كان الحديث عن المستقبل وفكرة دخولها فحالها بالطبع لن يختلف عن سابقاتها، فقد تم تدمير عشرات البوارج الأمريكية السعوديّة الإماراتية خلال سنوات العدوان على اليمن، وأظهرت القوات البحرية قدرات عالية وإمْكَانيات هائلة وخبرة في التعامل مع هذا النوع من الحروب؛ نتيجة المعرفة الممتازة بالطبوغرافيا والإعداد المسبق والثقة بالله، إلى درجة السيطرة على بعض القطع البحرية واقتيادها مع طاقمها وما فيها من أسلحة إلى أماكن آمنة واغتنامها.
ولا يخفى على أحد بأن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت خلال السنوات الماضية عن إصابة بارجة أمريكية من قبل الحوثيين حسب وصفهم دون الإعلان عن هذه العملية من قبل القوات المسلحة اليمنية ربما لعدة أسباب لا يهم سردها الآن، والخلاصة بأن الأمريكي يدرك الاستعداد اليمني الجيد للتعامل مع الأساطيل، بل واللهفة اليمنية لتدميرها وإحراقها وإغراقها.
وكذلك الجبهة اللبنانية على استعداد تام للتعامل مع البحرية الأمريكية وهذا ما أكّـده الأمين العام لحزب الله في آخر خطاب له، حَيثُ أشار إلى الإعداد الجيد للتعامل مع البوارج الأمريكية، وقد يكشف المجاهدون في لبنان عن أسلحة بحرية جديدة بحسب ما يفهم الكثير من المحللين، وبالنسبة للخبرة فحزب الله قد دمّـر قطعاً بحرية صهيونية وأمريكية في البحر خلال الحروب السابقة، وإحداها تم استهدافها بإشراف مباشر من قبل السيد حسن نصر الله، وبتنفيذ عماد مغنية كما تحدث الشهيد الحاج قاسم سليماني، وأكّـدت ذلك مشاهد الإعلام الحربي.
فمن يجب أن يخاف هنا الأمريكي الذي يمتلك تجارب بحرية مريرة، ولأنه يتعامل مع قوات لديها الإمْكَانيات والشجاعة والشوق للقتال، وأعدت الخطة والعدة أَسَاساً لتدمير القطع البحرية المعادية.