العروبةُ من اتّفاقيات “السلام” إلى مثواها الأخير.. واليمنُ يُحِييها بعد موتِها
شهاب الرميمة
الأحداث الدائرة في فلسطين وغزة بشكل خاص هي نتاج للاتّفاقيات ومبادرات السلام “الخيانة”مع الكيان الإسرائيلي منذ عقود
من” كامب ديفيد ١٩٧٩م ” بين مصر وإسرائيل إلى “أوسلو ١٩٩٣م لتلحق الأردن بنفس الخطوات في اتّفاقية “وادي عربة ١٩٩٤ م
وتدحرج الأعراب نحو التطبيع والخيانة بخطوات سريعة إلى المبادرات التي طرحتها السعوديّة في قمة فاس ١٩٨١ باسم
“مبادرة الملك فهد للسلام” والذي تم تجديد الدعوة نفسها في قمة بيروت عام ٢٠٠٢ تحت عنوان “المبادرة العربية للسلام” والتي نصت على الموافقة على التطبيع مع إسرائيل كانت هذه الخيوط الأولى لنسج المؤامرة التي أوصلت الأُمَّــة العربية إلى ما هي عليه اليوم
من تكالب محور الشر بقيادة رأس الإرهاب أمريكا على المستوى العسكري والسياسي والضغط على الحكومات العربية المتخاذلة أَو بمعنى أصح الدول الشريكة في تنفيذ المؤامرة والمخطّط الخبيث الذي يجري في أروقة تل أبيب وتنفيذا للتوجيه الصادر من داخل الكونجرس الأمريكي في هذه الحرب الدائرة في فلسطين والتي عرت العالم الصامت ودول الغرب المنافق والمتخاذل والخداع باتّفاقيات وقوانين ومعاهدات ترمى بعرض الحائط وفي سلة القمامة إن أراد محور الشر ذلك
وبروز الصورة الحقيقية وانكشاف القناع الذي تختبئ خلفه كُـلّ منظمات حقوق الإنسان بكل مسمياتها وأهدافها وأنها أسست لتكون الغطاء على كُـلّ الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية من قبل محور الشر وتنفيذا لسياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير في تقييمها للحياة البشرية وتشدقها الكاذب بقوانين صاغتها شكلا وتنكرت لها واقعا في خلاف الإطار والعناوين البراقة وانحيازها الواضح لفئات معينة تنفذ بها المهام الموكلة إليها هذا من جانب
من جانب آخر واستمرار لنفس الأجندة وخيوط المؤامرة وتسلسلها وتناغم مآربها المشتركة وما نراه في الساحة اليوم من صمت مخزي وتخاذل مريب وبشكل أعمق في حكومات الأعراب وجامعاتهم واتّحاداتها وموقفهم المهين وعجزهم القيام بواجبهم القومي والإنساني تجاه أبناء غزة أقله إدخَال المساعدات الإنسانية
والاحتياجات الضرورية والإغاثية من غذاء وماء ودواء في ظل تفاقم الأوضاع الكارثية الصعبة التي يعيشها سكان غزة مع استمرار الحصار الخانق واستهداف كُـلّ مقومات الحياة البسيطة
وارتكاب مجازر القتل اليومية بصورة وحشية بحق الأطفال والنساء مجازر تدمي القلب وَتستنهض الضمير الإنساني
“إذا لم تحَرّككم العروبة فلن تحَرّككم الإنسانية”
هذا الصمت الرهيب والتخاذل المخزي يكشف لنا خيوط المؤامرة التي بني على أَسَاسها التطبيع عبر الاتّفاقيات السابق ذكرها
الصمت والذل والسكوت والتنصل سيضل وصمة عار على جبين هؤلاء الحكام من الأعراب في ظل الموقف الآخر لمحور الشر من إرسال المساعدات العسكرية واللوجستية بل والمشاركة مع العدوّ وتصريحاته المعلنة بالدفاع عن إسرائيل بكل الوسائل الممكنة
وتبريرات بل لتشرعن لإسرائيل ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية تحت مصوغ قانوني أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد التنظيمات الإرهابية في غزة حَــدّ وصفهم وتصنيفهم لحركات المقاومة
في إهانة مباشرة للحكومات العربية المتخاذلة والتي لا تجرؤ عن اتِّخاذ مواقف شجاعة مواجهة لهذه التصريحات إلا عن بعض التصريحات الخجولة أمام شعوبهم
ومع كُـلّ هذا الخنوع والصمت والخزي المطبق والذي حطم آمال أبناء فلسطين في أمتهم العربية ليجدوا أنفسهم وحدهم يدافعون عما تبقى من العروبة من بين أشلاء الأطفال المتناثرة تحت الأنقاض وأنين الجرحى وصراخ الأُمهات الثكالى أضف إلى ذلك اليأس الذي جثم على صدور الشعوب العربية الحرة ليجدوا أنفسهم يشيعون العروبة إلى مثواها الأخير
كان هناك حدث بارز وموقف شجاع ومبدأ ثابت وصوت حر من اليمن سمع صداه في أرجاء المنطقة كلها غير المعادلة وقلب الطاولة على العدوّ وشتت قوته وصفعه وأفشل مراده للاستفراد بغزة
صوت أعاد للعروبة مجدها وللأُمَّـة مكانتا
التي سلبت منها أحياء الأمل الذي دفن في غزة مع دفن الضحايا بعد كُـلّ جريمة يرتكبها العدو
هذا الصوت كان صوت الوعد الصادق بصدق قيادة شعب الأنصار ووفائهم للأُمَّـة عُمُـومًا “وفلسطين القضية “بشكل خاص وأصالة عروبة أبنائها وتطلعاتهم لتكون هي أول دولة عربية تعلن المشاركة الرسمية في الدخول في المعركة على رأس محور المقاومة مع أبناء فلسطين كما كان الوعد يدا بيد وكتفا بكتف وتلبية ونصرة لنداء فلسطين وإكراما لكل دمعة ذرفتها الأُمهات وَامتزجت بدماء الشهداء
حدّدت الأهداف وأطلقت الصواريخ وحلقت المسيرات تضرب العدوّ وتألمه وتنذر وتحذره ومع وصولها، حَيثُ أرسلت سمع الصوت يدوي في غزة
“اليمن بجانبكم لستم وحدكم “