الطوفانُ يدحَضُ الشيطان
علي رقبان
– فإن “لو” تفتح عمل الشيطان..
كان أبناء الشعب اليمني المجاهد في بداية العدوان الصهيوني على غزة بعد 7 أُكتوبر يشاهدون ويمنون أنفسهم لو كانوا على حدود غزةَ؛ لِيرى العدوُّ المحتلُّ بأسَهم وينصروا إخوانهم، ولكن بما أن باب التمني من أبواب الشيطان فقد جعل هذا أبناء الشعب ينبذون التمني وكثرة القول والجد في الفعل، من خلال اتِّخاذ خطواتٍ: من أهمها مطالبةُ القيادة بالتدخل وبشكل مباشر في هذه الحرب، وذلك من منطلق ديني يرتكز على مشروعية الجهاد ونصرة المسلم، وكان الرد من القيادة بأن كانت هي والشعب في خندق واحد والقيام بعمل هجمات صاروخية مباشرة إلى الأراضي المحتلّة لأكثر من مرة، وبهذا تحقّق للشعب إزالة عائق البعد الجغرافي والحدود الوهمية الفاصلة، ووضع الشعب اليمني نفسه كأول شعب وأول دولة دخلت الحرب بشكل رسمي ضد العدوّ المحتلّ منذ 50 عامًا، وعلى الرغم أن بالإمْكَان استهداف مواقع للعدو خارج الأراضي المحتلّة واستهداف مواقع استراتيجية في محيط البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب، بل وحتى قواعد الأمريكان في دول العدوان والتي ما زالت أهدافًا مشروعة إذَا ما استمر الاعتداء على الشعب الفلسطيني من قبل العدوّ الصهيوني المحتلّ.
– أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ..
عندما ترى التخاذل العربي خلال هذا الاعتداء على الإنسان والأرض والمقدسات ولا يحرك للأنظمة العربية أي ساكن، لا والأفظع تجد بعض الدول تعزل نفسها عن هذه القضية المقدسة بقضايا فاسدة كالانفتاح والترفيه وهم يحسبون علينا كمسلمين، لا بل يطلق عليهم خدام المقدسات، وهم لم يجعلوا حرمة إلَّا وأحلوها، ومثل هؤلاء قد وصفهم الله بأنهم حزب الشيطان وأبان صفاتهم في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا، إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ، لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا، أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ، هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ، يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ، وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ، أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ، اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ، أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ، أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) صدق الله العظيم.
فنرى أن مَن صفاتهم تولِّي المجرمين، ومجرمو هذا العصر هم الأمريكان والصهاينة والغرب المتوحش الذي لا مبدأ له سوى تدمير أخلاق البشر واحتلالهم، ومن صفاتهم الكذب، كما أنهم من أصحاب الأموال والأولاد والغنى والبذخ الشديد، ولقد باعوا أنفسهم للشيطان ومتاعه حتى نسوا كونهم من ملة الإسلام وعبيدًا للرحمن؛ ولهذا استحقوا أن يكونوا من حزب الشيطان.