انكشافُ دور المنظمات الإنسانية والدولية
الأمريكي شريكٌ في كُـلّ جرائم العدوّ الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والأمة، ونقول للإخوة المجاهدين في غزة وفلسطين بشكلٍ عام: لستم وحدَكم، شعبُنا وأحرارُ الأُمَّــة إلى جانبكم.
د. فؤاد عبد الوهَّـاب الشامي
كشفَ “طُوفان الأقصى” عن الدورِ الحقيقي للمنظمات الإنسانية والدولية والذي حدّدته لها الدول الكبرى، وعلى رأسها أمريكا، ولم يكن هذا الانكشاف أمام الناس فقط وإنما أمام العاملين في تلك المنظمات، فقد رأينا هذه المنظماتُ ترفعُ صوتَها عاليًا بعد أن ارتكب العدوُّ الصهيوني المجازرَ الكبيرة والعديدة والجرائم في حق الإنسانية في غزة، والتي تعتبر حرب إبادة، فقد نادت وناشدت المجتمع الدولي بوقف الحرب أَو حتى عمل هُدنة إنسانية وفتح ممرات آمنة لإدخَال المساعدات الإنسانية وإخراج الجرحى، ولم نجد من يجيب على صوت هذه المنظمات من الدول والمؤسّسات المعنية، ثم بدأ المسؤولون في هذه المنظمات يصدرون التصريحاتِ النارية المطالِبة بمنع الكيان الصهيوني من ارتكاب جرائم حرب، ودعت المدعيَّ العام الدولي لفتح تحقيق بحق المسؤولين الصهاينة المتورطين في هذه الجرائم، ولكن لم تحظَ هذه الدعواتُ بقبول لدى الدول الداعمة للكيان الصهيوني، ولسانُ حال هذه الدول يقولُ للمنظمات: إن قضية قتل الفلسطينيين ليس من اختصاصاتك، ولذلك فَــإنَّ ما يصدر عن هذه المنظمات في هذا الشأن ليس له أي وزن ولا يمكن أن يُبنى عليه أي تصرف أَو قرار دولي.
ولكن في القضايا التي لم تتمكّن أمريكا من السيطرة عليها أَو التأثير فيها، يتم إطلاقُ المنظمات عليها مثل قضية اليمن أَو سوريا وحتى أوكرانيا، وقد رأينا هذه المنظمات تسرعُ بالتدخل وإصدار الإدانات والتقارير وتكليف فِرَقٍ ميدانية للمتابعة، ويتم البناء على هذه الإدانات والتقارير لإصدار قرارات سريعة من مجلس الأمن والمجلس الدولي لحقوق الإنسان، ويبدأ الضغطُ على الدولة المعنية وإصدارُ العقوبات ومنعُ وصول السلاح وفرضُ الحصار وغيرها من الإجراءات التي تجعلُ الدولةَ المستهدَفةَ تخضعُ لرغبات المجتمع الدولي الذي تمثله أمريكا.
وما حدَثَ في غزةَ كشف للعالم أن صلاحياتِ المنظمات الإنسانية والدولية تُرسَمُ من أمريكا، ويتم توجيهُها نحو الدول التي تغرِّدُ خارجَ السرب الذي تقوده أمريكا، وَإذَا تدخلت المنظماتُ في القضايا التي لا ترغبُ أمريكا أن تتدخلَ فيها يصبحُ رأيُها غيرَ مسموع وليس له تأثير يذكر؛ ولذلك يجبُ أن نعيَ الدورَ الحقيقي المرسومَ لهذه المنظمات، وأَلَّا نركنَ إليها أَو نأمَنَ عليها في أية قضية تهمُّ الأُمَّــةَ والمجتمع.