بيانُ قمة الرياض وبيانُ قواتنا المسلحة.. أين الثرى من الثريا؟!
أحمد عبدالله الرازحي
لأكثرَ من شهرٍ وغزةُ فلسطين تحت العدوان والنازية الإسرائيلية تصمدُ وتقاومُ رغم الدماء وشدة العدوان، تأبى الانكسارُ وتقاوم بكل عنفوان وإرادَة لا تقهرها الفسفور والعنقوديات، وعلى غرار العدوان الإسرائيلي ومظلومية غزة تتجلى مواقف الشعوب والأنظمة دون السعوديّة التي ترقص في موسم الرياض وتتفسخ عن القيم والمبادئ العربية والإسلامية دعت لعقد قمة عربية وإسلامية بشأن غزة التي تُباد منذُ 36 يوماً من العدوان الإسرائيلي على غزة!!
محاولةً منها لتغطية الوجه القبيح تدعو الرياض للقمة العربية الإسلامية في الرياض، صحيحٌ أن الرياض بهذه الدعوة ستتصدر المشهد الذي رسمتهُ الأنظمة العربية المُطبعة والخانعة للمشروع الصهيوني الأمريكي، والذي أصبحت الشعوب العربية والإسلامية لا ترى فيهم إلا أنظمة جلبت العار والخزي لذاتها ولأُمتها الإسلامية، خُصُوصاً في فلسطين وغزة، حقيقة واضحة وجلية رغم اختفاءها لعقود من الزمن، وللحقيقة يوم تظهر فيه.
وبالمقابل ننظر إلى اليمن وإلى أنصار الله بالذاتِ، الذين أعلن القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي، في خطابه حول أحداث غزة وأعلن أن اليمن مُحاصَرٌ ومعتدىً عليه، ولكنه سيشاركُ بضرب أهدافٍ حسّاسة في فلسطين المحتلّة لكيان العدوّ الإسرائيلي، ومنذُ ذلك اليوم والعالم يرقُبُ: هل سيفي القائد الحوثي بالوعد لفلسطين، حتى بدء الغزو البري لغزة ليظهر متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، في بيانٍ عسكري يعلن فيه عن مشاركة القوات المسلحة اليمنية بضربات صاروخية وإرسال الطائرات المُسيّرة إلى أهداف في كيان العدوّ الإسرائيلي بشكل رسمي.
وسبق الإعلانَ عملياتٌ عسكريةٌ تم الإفصاح عنها من المصدر الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد/ يحيى سريع، وبهذا مصداقاً لقول السيد القائد والوفاء بالوعد لفلسطين دخل اليمنيون معركة “طُوفان الأقصى” رغم الحصار ومخاطر هذه المشاركة ضد الكيان الإسرائيلي، التي لم تجرؤ الأنظمة على تهديده ولو كلامياً فما بالكم باليمن الذي ضرب بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المُسيّرة إلى إسرائيل!!
لقد أثبت السيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي، بالفعل أنهُ القائد القادم والمستقبلي للجزيرة العربية، وأنه لم ينسَ فلسطين وغزة مهما كانت الظروف التي تعيشها اليمن، وستبقى فلسطين هي بوصلة الأحرار والقدس قضية الشرفاء في كُـلّ مكان.
بياناتُ المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد/ يحيى سريع، مصداقاً لقول السيد القائد واستجابةً لنداء الشعب اليمني والشعوب الإسلامية، وبالفعل تم دَكُّ إسرائيل بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المُسيَّرة اليمنية وستستمر حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وبهذا القرار اليمني الذي رفع رأس اليمن عاليًا بين الشعوب، والذي اتخذه السيد القائد/ عبدالملك الحوثي القرار الشجاع والقائد الحُر الذي أدهش العالم بمدى ارتباطه بغزة والأقصى الشريف، وأذهل العالم بالقدرات العسكرية اليمنية التي أصبحت اليوم تصل إلى إيلات ومطارات في فلسطين المحتلّة التي تبعد عن اليمن أكثر من 2000 كيلو متر!
أصبح اسم اليمن يتردّد في فلسطين وغزة وهتافات تردّد بالتقدير للحوثي ولليمنيين؛ وهذا لما لمسوه من ضربات يمنية أرعبت الكيان الإسرائيلي المعتدي والمحتلّ.
من رام الله وفلسطين يُشكَرُ الحوثي واليمنيون الذين أثبتوا أن المعركة الفلسطينية هي معركة يمنية..
وفي الأخير أجزم وأؤكّـد لكم أن مخرجاتِ القمة العربية والإسلامية في الرياض بشأن غزة لن تؤثرَ في الإسرائيلي كما فعل الحرفُ الواحدُ من خطاب السيد/ عبدالملك الحوثي وترك الأثر في معركة “طُوفان الأقصى”، وأن خطابات الزعماء لن تساوي عبارة واحدة تحدث بها المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، الذي يقف بكل شموخٍ يماني وبكل ثقةٍ عالية ويعلن عن تنفيذ القوات المسلحة اليمنية لضربات في عمق الكيان الإسرائيلي.
لن يكون هناك حتى مقارنة بين قرارات صنعاء العسكرية والعملية في معركة “طُوفان الأقصى” وبين قرارات القمة العربية والإسلامية في الرياض، التي هي مُجَـرّد تغطية لأنظمة مُستعمرة لا تملك القرار الذاتي والذي يشرف بشأن غزة وفلسطين.
لهذا أنا أقولُ إنَّ من المعيب ومن غير المنطق كتابةَ أسماء الحكام الذين طبع العارُ في وجوهِهم وقراراتهم التي لا تنقذهم من الهيمنة والاستعمار، فكيف سيصدرون قراراتٍ مؤثرة بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة وفلسطين؟!
ومن المعيب والظلم أن نتحدثَ عن قرارات قمة الرياض، وقرارات صنعاء التي قرّرت بقيادة السيد/ عبدالملك الحوثي وَالشعب اليمني وقرار العميد يحيى سريع على رأس القوات المسلحة اليمنية؛ لأَنَّ القرار اليمني هو قرار الإسلام والإنسانية وصوت الحق، وقرار الرياض هو قرار النفاق والرقص ومواسم الطرب.
فوالله إن صنعاء هي من تستحقُّ اللقبَ لقيادة العالم الإسلامي وقد نالت هذا الشرف بالدخول في معركة “طُوفان الأقصى”، وأصبح العالم يرى ذلك جليًّا ومتجسداً في الشعب اليمني بقيادة السيد/ عبدالملك الحوثي -حفظه الله-.
التحية لليمن والقائد الشجاع، وأقسم بالله إنكم شعب وقائد الأجدر بتحمل القضايا الإسلامية والعربية؛ لأَنَّ الإسلام فيكم والعروبة في دمائكم، والخزي والعار لمن تخاذل عن نصرة الأقصى بقيادة الرياض والدول المطبعة والعميلة.