ردودُ فعل العدوّ وإعلامِه من الهجمات القادمة من اليمن.. غَـــزَّةُ: عدوانٌ عالمي وخِذلانٌ عربي وموقفٌ يمني شُجاع
المسيرة| جبران سهيل
“طُوفان الأقصى” تلك العملية التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين مع بقية الفصائل ضد المحتلّ الصهيوني في السابع من أُكتوبر الماضي، والجميع يعرف ما حصل من صدمة زلزلت الكيان الصهيوني ومعها عادت القضية الفلسطينية للواجهة من جديد.
الحدث الأبرز الذي نريد الحديث عنه هو مهم جِـدًّا خَاصَّة مع الصمت العربي والإسلامي عَمَّا يحدث لأبناء غزة من إبادة جماعية وليس جيش العدوّ وحكومته المتطرفة الطرف الوحيد فيها كالعادة بل هناك دولاً أُورُوبية عظمى ودول من قارات أُخرى أَيْـضاً تشارك في العدوان بشكل مباشر أَو غير مباشر وهنا يكمن حجم المؤامرة الكونية على أبناء فلسطين عامة وغزة بشكل خاص واستثنائي، وفي المقابل الدول العربية والإسلامية لم تحَرّك ساكنا بل عاجزة أن تمد أبناء غزة حتى بدواء أَو غذاء أَو ماء يجعلهم أكثر صموا للدفاع عن ما تبقى من ارضهم المحتلّة وقضية الأُمَّــة الأولى فلسطين.
أمريكا تعلن دعمها للصهاينة بعلانية وترسل شحنات أسلحة فتاكه ومحرمة دوليًّا وتعتمد المليارات لتمويل العدوّ الإسرائيلي في حربه وبريطانيا كذلك والمانيا وكندا وفرنسا بل حتى استراليا تؤيد العدوان وترسل سفن محمله بالسلاح.
العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة لا مثيل له وغير مسبوق ويعيد الذاكرة إلى الحرب العالمية الأولى أَو الثانية لكن الاختلاف أنه يشن على مدينة صغيرة تكتظ بملايين السكان ومحاصرة منذ سنوات من قبل العدوّ وجيران تنكروا لعروبتهم ودينهم ومظلومية اخوانهم في فلسطين ولا تجد من يقف مع غزة ولا ناصر لها في مواجهة هذه الوحشية الدولية وَالخذلان العربي المخزي.
أكثر من شهر وأكثر من 11 ألفَ شهيد نصف العدد من الأطفال والحصيلة في ارتفاع متسارع وَغزة تتعرض لقصف مكثّـف من الجو والبر والبحر وبشكل مُستمرّ طال سكان غزة والمباني والشوارع والمخيمات والمستشفيات والمساجد والكنائس ومدارس التجا إليها النازحون الذين تخلت عنهم المنظمات وتنصلت عن مسؤولياتها لإنقاذ وحماية المدنيين الذين وضعهم العدوّ هدفا مباشرا له مع فشله الذريع في تحقيق أهدافه المعلنة.
ناشد أبناء غزة العالم اجمع عرب وعجم لكن لا لم تسمع نداءاتهم في ظل عالم منافق وأنظمة عربية وإسلامية خانعة وعميلة، بل إن فيها من يؤيد إبادة أبناء غزة ويتبنون رواية المعتدي والمحتلّ لأرضهم في زمن أضحى فيه المظلوم ظالم والمقاوم إرهابي والمحتلّ له حق الدفاع عن النفس.
وأمام هذه الظلم والقهر والإجرام الصهيوني المحتلّ والدعم والإسناد الأمريكي لقتل وإبادة أبناء غزة ومصادَرة حقوق فلسطين وحقها في العيش والاستقلال، كان لا بُـدَّ أن يتحَرّكَ بقية الأحرار في الأُمَّــة العربية وهم بالتحديد محور المقاومة ومنهم موضوع حديثنا حكومة صنعاء في اليمن الذين كان لا بُـدَّ منهم أن يسجلوا موقفا يعيد للشعوب العربية الامل انها بخير ولم تغتال حريتهم وكرامتهم بعد! حتى مع حالة الذل التي انتجتها لهم انظمتهم العميلة والمتخاذلة، فأعلن قائد الثورة في اليمن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير أن اليمن سيكون حاضرا وأن بعدت المسافة بينه وبين فلسطين المحتلّة تحت عنوان “لستم وحدَكم” وبالفعل نفذت القوة الصاروخية اليمنية ووحدة الطيران المسير ضربات اتّجاه فلسطين المحتلّة ومنها حقّقت أهدافها واصابت المحتلّ الصهيوني بالرعب والقلق ومنها تصدت لها أنظمة عربية جعلت من نفسها قبة حديدية للعدو بشكل مؤسف.
نائب رئيس المكتب السياسي في حماس، الشيخ صالح العاروري يعلّق قائلاً: أداء محور المقاومة متقدم وخَاصَّة حزب الله واليمن متسائلاً: لماذا تعمل دول عربية على التصدي لصواريخ من اليمن ذاهبة إلى الكيان المحتلّ؟
وكذلك وصف الموقف اليمني إسماعيل هنية واصفا إياه بالإيجابي والهام والمتقدم.
كما أن السيد حسن نصر الله أكّـد أهميّة العملية اليمنية واصفا اياها بالموقف الجريء والقوي والعلني وانها اعطت دعما معنويا كَبيراً للمقاومين الفلسطينيين.
الموقف اليمني الشجاع أصاب العدوّ بالتخبط مسيرات اليمن تصل إلى أم الرشراش أَو كما يسميها المحتلّ إيلات المدينة الأمنه التي نقل اليها قطعانه المستوطنين كنازحين من غلاف غزة وغيرها اليها، وهَـا هي أصبحت غير آمنة و60 ألفًا من النازحين علاوة على سكان هذه المدنية وميناءها ومنشآت هامة فيها عرضة للمخاطر ومندوب المحتلّ في مجلس الأمن يتقدم بشكوى ضد اليمن في هذا الشأن وإعلامهم يخصص مساحات واسعة للحديث عن هذه العمليات العسكرية اليمنية وأطلقوا عليها جبهة الجنوب أَو البحر الأحمر.
نعم أقر الإسرائيليون بقلقهم علَنًا، حَيثُ تحدثت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن الطائرات المسيرة اليمنية والقلق الإسرائيلي من الجبهة اليمنية.
يقول إيلان زاليات، الباحث في برنامج دول الخليج في معهد دراسات الأمن القومي ومقره تل أبيب: “هناك الكثير والكثير من الطائرات بدون طيار”.
ويضيف: حسب وصفه “الحوثيون متخصصون في إرسال مجموعات كبيرة من الطائرات بدون طيار التي يصعب اعتراضها. إنها تصطدم بالهدف وتنفجر، وهذا ما يحدث في أوكرانيا».
ويتابع: “يمكنهم الوصول إلى مسافات هائلة”. وتقع إيلات، التي أطلق الحوثيون طائرات مسيرة عليها، على بُعد حوالي 2000 كيلومتر (حوالي 1250 ميلاً) من اليمن.
ويختم: كان رد فعل الإسرائيليين بمزيج من القلق والارتباك. وهذه جبهة غير متوقعة بالنسبة لمعظم الإسرائيليين.
وفي هذا الخصوص أَيْـضاً قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية، الإسرائيلي يوني بن مناحيم، إنّ اليمن انضم إلى المعركة ضد “إسرائيل” عبر صواريخه الجوالة والمسيرات التي تم اعتراض عدد منها حسب قولهم من قبل البحرية الأميركية.
وفي منشور له عبر منصة “إكس”، أضاف بن مناحيم أنّه يجري الحديث عن مرحلة جديدة وخطرة وفتح جبهة جديدة ضد “إسرائيل”، في إشارة منه إلى تدخل صنعاء.
وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن صواريخ ذات رؤوس حربية، تزن “ما مجموعه 1.6 طن”، أطلقتها حركة “أنصار الله”، على ما يبدو في اتّجاه منطقة الفنادق في “إيلات”. وبالإضافة إلى الصواريخ، أطلقت “أنصار الله” 15 طائرة مسيّرة انتحارية، تحمل كُـلّ منها رأساً حربياً وزنه نحو 40 كلغ، بحسب الإعلام الإسرائيلي.
وتوالت الضربات اليمنية فهناك أربع عمليات أعلن عنها رسميًّا وستستمر طالما استمر العدوان الصهيوني على أبناء غزة حسب تصريحات القيادة والناطق العسكري للقوات المسلحة اليمنية في صنعاءَ، العميد يحيى سريع.
ومن عمليات اليمن أَيْـضاً إسقاط طائرة مسيّرة أمريكية معادية اقتربت من سواحل اليمن وكان اليمنيين لها بالمرصاد وصفت العملية بالمهمة والخطيرة من حَيثُ جاهزية الدفاعات الجوية ونوعية الطائرة المتطورة MQ9 فخر المسيرات الأمريكية والتي يقدر سعرها بـ30 مليون دولار.