حصادات مِـيَـاه الأمطار
صدى المسيرة/ خاص
مَنَّ اللهُ على الـيَـمَـن بنعمة الأمطار الغزيرة ولكن تحولت النعمة إلَى نقمة في عدد من المحافظات؛ بسبب انعدام مخارج المِـيَـاه وحصاداتها، فموسم الأَمْطَار كان حتّى عهدٍ قريب موسماً للزرع ووضع البذور المختلفة، أما اليوم فغياب الخطط المدروسة بحصاد مياه الأَمْطَار والحفاظ على مخزون المياه الجوفية في مختلف الأحواض المائية أفقد مواسم الأَمْطَار خصوصيتها، فحتى عهدٍ قريب كان اليمانيون القُدامى يعتمدون على المدرجات الزراعية وعلى البرك المنزلية لحفظ المِـيَـاه وكان موسم هطول الأَمْطَار فرصة سنوية لتخزين المِـيَـاه في الاحواض والبرك والسدود واستخدامها طيلة العام في المجال الزراعي أَوْ في الاستخدامات المنزلية.
وهو ما يتطلب القيام به في العُـدْوَان والحصار وخُصُوْصاً في المدن الرئيسية والثانوية فبإمْكَان أي مواطن أن يستغل موسم هطول الأَمْطَار لتوفير المِـيَـاه وتخزينها في خزانات المنازل الخَـاصَّـة من خلال حصد المِـيَـاه من أسطح المنازل خُصُوْصاً بعد تنظيف تلك الأسطح وذلك لتحفيف ازمة المِـيَـاه التي لا تزال حاضرةً في العاصمة والمحافظات.
ويقول الدكتور حسين الجنيد وكيل وزارة المياه والبيئة: إن انجاز الخارطة جاء تنفيذ لتنفيذ البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية المتضمن المحافظة على الموارد المائية والاستغلال الأمثل لها وترشيد استخدامها، بالإضافة إلَى دراسة ظاهرة التغيرات المناخية وانعكاساتها على الموارد المائية والقطاع الزراعي والأنظمة البيئية في الـيَـمَـن، من خلال تطوير استراتيجيات وخطط وطنية متكاملة وبناء برامج تنفيذية ترتكز على بناء المزيد من الحواجز المائية وأنظمة الحصاد المائي والمصائد المائية.
ويضيف الدكتور الجنيد أن الخارطة تهدف بشكل عام لتحقيق إدَارَة مستدامة للموارد المائية وتنميتها والاستغلال الأمثل لمياه الأَمْطَار عن طريق بناء وتشييد أنظمة حصاد المياه من حواجز وآبار وسدود صغيرة ومصائد للمياه في الأودية والسوائل لتجميع المياه وتغذية الأحواض المائية، لتلبي متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لا سيما الزراعة ومياه الشرب، وكذا تلبية الحاجة المائية للأجيال الحالية والقادمة.
أتذكر انه وقبل عدة سنوات أعلن عن تنفيذ خطة لاستغلال مِـيَـاه الأَمْطَار في العاصمة صنعاء
وكانت الخطة تهدف إلَى جمع وحصاد 70 % من مياه الأَمْطَار في أمانة العاصمة ومناطق حوض صنعاء للاستفادة منها في تغذية الحوض ومياه الشرب وري المحاصيل الزراعية باستخدام التقنيات الحديثة، إضافة إلَى جمع وحصاد 40% من مياه الأَمْطَار المتساقطة في مختلف مناطق الـيَـمَـن وخَـاصَّـة في مناطق الأحواض الحرجة المستهدفة، ومن ثم الوصول لنسبه 100% في أمانة العاصمة ومناطق حوض صنعاء بحلول عام 2020م، وكانت الخطة تهدف إلَى الوصول لتوظيف مواسم الأَمْطَار بنسبة 100% لحصاد مياه الأَمْطَار على مختلف مناطق الـيَـمَـن بحلول عام 2030.
طبعاً الخطة كانت من احدى خطط التنمية المستدامة وجرت عليها عدد من الدراسات التي اثبتت جدوى اقتصادية كبرى لمشاريع الحصاد المائي وآبار التغذية والبرك والخزانات والأحواض والكرفانات، واقترحت الخطط التي اعدتها وزارة المِـيَـاه والبيئة وكانت ممولة حينها الابتداء بخمس مناطق كأولوية للتنفيذ هي مدينة صنعاء والسوائل ومناطق تجمع مياه الأَمْطَار والأودية المحيطة بها والمنازل والمزارع، ومدينة تعز والأودية المجاورة لها، ووادي حسان وَالأودية المتصلة والمحيطة به، وَوادي تبن والأودية المتصلة والمحيطة به، ووادي بناء والأودية المتصلة والمحيطة به.
وركزت الخطط حصادات المِـيَـاه على تشييد وبناء آبار للتغذية في مقدمة ومؤخرة السوائل الرئيسية وتشييد مساقط إما بصورة حفر ترشيح أَوْ خزانات أرضية على جوانب السوائل الرئيسية والفرعية، وتشييد وبناء سدود صغيرة في الأودية التي تصلها مياه الأَمْطَار في المناطق المحيطة بالعاصمة.