“طُوفان الأقصى” في الإعلام اليمني والعربي
علي الحسني
من الملاحظ في أداء الإعلام العربي خَاصَّة واليمني عامة فيما يخص القضية الفلسطينية هو إظهار المظلومية الفلسطينية وما يتعرض له الفلسطينيون من ظلم واضطهاد، وكذا يعرض وحشية وإجرام العدوّ الصهيوني المحتلّ، لكن هذا لوحده لا يكفي ولا يفي بالغرض، وقد اسهبنا فيه حتى أصبح تأثيره تأثيراً سلبياً على الروح المعنوية لدى الشباب العربي والمسلم، حتى كاد -قبل “طُوفان الأقصى”- أن يترسخ لدى الكثير من المجتمع العربي والإسلامي أن العدوّ الصهيوني اليهودي لا يمكن الانتصار عليه وَأنه العصا التي لا يمكن أن تكسر، ولكن بفضل الله ثم سواعد المقاومة الفلسطينية تغيرت هذه النظرة أمام الجميع وَأحيت في أوساط الأحرار من أبناء المجتمع العربي والمسلم روح الانتصار، وأظهرت حقيقة كيان العدوّ الهشة وألغت ما كان يطلق على جيش العدوّ بأنه الجيش الذي لا يقهر.. إلخ.
ما يجب أن نركز عليه ونحث الخطى نحوه هو أن ننتقل بالشارع العربي والمسلم من مرحلة إظهار مظلومية الشعب الفلسطيني ووحشية الكيان الصهيوني وتجرد الكيان من كُـلّ القيم الإنسانية وتنكره لكل القوانين الدولية والإنسانية، إلى مرحلة استنفار الشعوب العربية للتحَرّك العسكري والضغط على أنظمتها بالمشاركة العسكرية المباشرة لتحرير فلسطين وإزالة الكيان الصهيوني؛ لأَنَّ مسألة إظهار بشاعة وإجرام وظلم الكيان اليهودي الصهيوني الغاصب قد تم إنجازها، وكان لعملية “طُوفان الأقصى” وما بعدها الدور الكبير والمهم في إظهار مظلومية الشعب الفلسطيني ووحشية كيان العدوّ الصهيوني وإجرامه، لا سِـيَّـما والعالم يرى كُـلّ يوم المجازر التي يرتكبها كيان العدوّ الصهيوني في غزة بكل وحشية وإجرام وبكل وضوح أمام مرأى ومسمع الجميع في هذا الكوكب المليء بالظلم، وقد رأينا ردة فعل العالم والأحرار في العالم من كُـلّ الشعوب من خلال خروجهم في كُـلّ البلدان لمناصرة الشعب الفلسطيني وللمطالبة بإيقاف المجازر التي يرتكبها الصهاينة في غزة.
ما سبق الحديث عنه كان سردًا مختصرًا لما يحدث وحدث في فلسطين، وكيف كان موقف غالبية الشعوب العربية، لا سِـيَّـما وأنظمتها المنبطحة والذليلة لم تحَرّك ساكناً؛ مِن أجل نصرة إخوتنا الفلسطينيين..
الآن.. الخطوة التي يجب أن ينتقل إليها رواد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام المقاومة في توجّـه منظم وموحد؛ مِن أجل إثارة الأحرار والصادقين من أبناء الوطن العربي للتحَرّك العملي للضغط على الأنظمة العربية بالتدخل الفوري لوقف ما يحدث في غزة حتى لو لزم استخدام القوة العسكرية لذلك، وَإذَا لم تكن لهذه الأنظمة أية استجابة فيجب أن يتم الخروج لإسقاط هذه الأنظمة العميلة وتنصيب قيادة عسكرية مؤقتة للبلدان العربية وتجييش الجيوش والتحَرّك العسكري المنسق والمنظم؛ مِن أجل إزالة الكيان الغاصب من خاصرة الأُمَّــة العربية، وحينها ستنعم شعوب الأُمَّــة العربية بالاستقرار والأمن والأمان.
في الأخير، أيها الإخوة والأخوات في كُـلّ مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن يكون عرضنا لمظلومية الشعب الفلسطيني هو بالقدر الذي يدفعنا للتحَرّك العملي في كُـلّ الساحات لتحرير الأرض الفلسطينية من كائن الصهيونية النازي لكي تسلم كُـلّ شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية من هذه الغدة السرطانية، يترافق مع عرض المظلومية التحَرّك الشعبي في كُـلّ البلدان للخروج وإشعال الثورات لإسقاط هذه الأنظمة العميلة، لا سِـيَّـما الأنظمة التي لم تتحَرّك لتلبية المطالبة الشعبيّة؛ مِن أجل إيقاف ما يحدث من حرب إبادة ضد أبناء فلسطين عامة وأبناء غزة خَاصَّة؛ لأَنَّ مُجَـرّد السكوت والتباكي داخل المنازل لن يجدي نفعاً -خُصُوصاً ونحن أُمَّـة لحظية نتأثر وقت الحدث ومع مرور الوقت ننسى-، وهذا ما يريد أن يمرره العدوّ من خلال استمراره في حربه واحتلاله لأرض فلسطين، فيجب أن يستمر الاستنفار الشعبي في كُـلّ مكان وأن يكون لنا مواقف شعبيّة متنامية، وأن نسعى بكل جد دون كلل أَو ملل؛ مِن أجل تحرير أرض فلسطين من الكيان اليهودي الغاصب الذي ينفذ أجندات الغربي الكافر في منطقتنا العربية.