نتنياهو للخوَنة المطبِّعين: يجبُ أن ننتصرَ من أجلِنا ومن أجلكم
محمد العابد
قال لهم نتنياهو قبل ختام قمتهم بسويعة:
“فيما يتعلق بقادة الدول العربية الذين يقلقون؛ مِن أجل مستقبلهم ومستقبل الشرق الأوسط أقول لهم شيئًا واحدًا: عليكم الالتزامَ والوقوفَ ضد حماس”.
ويضيف: “في عدد من هذه الدول هناك ضغطٌ على الزعماء أقول: “لا تنحنوا أمام هذا الضغط، حربكم هي حربنا، يجب أن ننتصر؛ مِن أجلِنا ومن أجلكم”.
إذن هو سقفٌ خطيرٌ من الخطاب الموجَّه لحُثالات قوم ويتضمن صلفاً توجيهياً واضحاً بلغ تحديدَ أن عليهم ما وصفه بأمر واحد يخالفُ كُـلّ تعاليم الدين والوطنية والأدب والشرف الذي فقدوه ويطلب منهم أن يكونوا كذلك في الخيانة لله ولشعوبهم التي قال: إن هناك ضغطاً منها عليهم وإنه لا ينبغي أن يصغوا لهم وإنما له هو، ولا ينحنوا لإرادَة الشعوب وإنما له، من قبل مَن اعتبرهم عبيدَه، الذين قال لهم بأن يحاربوا قوى المقاومة ولا يسمعوا لهم، بل له، بما في ذلك رأي الشعوب الذي هو من واقع دينهم وقرآنهم وتعاليمه في من يحاربون، واعتبر أنَّ عليهم رفضَ كُـلّ ذلك وموروثَهم الثقافي وأن يحاربوا معه هو واحتلاليته وعدوانيته ودينه الذي وصفه القرآن بالأشد عداوة للذين آمنوا الذين وعدهم الله بالنصر، بينما يطلب منهم زعيم الأشد عداوة أن ينتصروا له ومعه ضد أبناء أمتهم المؤمنين المحاصَرين المحتلِّ وطنُهم عقودًا طويلةً، تعرضوا خلالها لكل عدوان وجرائم بحق إنسانيتهم وإسلامهم، الذي يقتل منه المئات يوميًّا بما في ذلك نساء وأطفال، بما فيهم رُضَّع وخُدَّج مع أُمهاتهم وعوائلهم التي محا منها ألقابًا أسرية ومسميات وعوائل بكاملها.. ويطالب محاسيبه وماركة أمركة محسوبين حكامًا عربًا بأن يعينوه جهرةً وقتالًا، وأن ينتصروا لحربه نازيًّا حسب قوله: إنها حربهم وإنما هو لأجله فهو لأجلهم.
وكل ذلك قد بلغ ما بلغ؛ مما يستدعي دخولَ مرحلة مقاومة ومجاهدة أكثرَ إيمَـانا في مواجهته وما يمثله من شيطانية ومعيَّات كيان احتلاليته وصهيونيته، التي لا بد من مواجهتها مع معيَّاتها على كُـلّ جبهات ومستويات مقاومة وجهاد، وهو ما يستدعي معه أدوارَ كافة المؤسّسات تتصدَّرُها الدينية -والأزهر على رأسها- ضمن جميع جهات الفكر والفتوى والتعليم والثقافة والوعي الكلي للأُمَّـة وبقية مجالات ومؤسّسات وهيئات مدنية وعسكرية وأمنية، كُلٌّ في اختصاصاته وأدواره وأعماله ومهامه وأنشطته.