القدسُ وجهةُ قلمٍ وَبندقية
إلهام الأبيض
في ليلة غائمة بات العدوّ الصهيوأمريكي يحلم باحتلال شامل لشبه الجزيرة العربية، ومحور إقامة فلسطين العربية، وفي الليالي الماضية مضى مطمئن البال بأن الأنظمة العربية بقيادة حُكامها العرب من هم متولين له، وبائعين أنفسهم وَبلدهم بأبخسِ الأثمان، يُشعل النيران في غزة ويعمل على إبادة الشعب الفلسطيني، يسفك دمائهم ويرتكب أبشع الجرائم بكل الوسائل الممكنة، وهو يضمن أن الأعراب تحت قدميه لن تعترضه حتى بكلمةٍ واحدة.
العدوّ في قلقٍ وخوف وفي حالة ترقب في لو أن اليمن تتدخل في شأن معركة الأقصى والمواجهة المباشرة له، في حال كان القلق مخيمًا على العدوّ الصهيوأمريكي من جانب اليمن والقائد اليماني، وما إن وصلت رسالة تهديدهم إلى أرض اليمن بعدم المشاركة والدفاع عن الأقصى، فكان الرد على رسالتهم مزلزلًا ومرعبًا، وصوت الانفجارات صاخبًا من البحر الأحمر حتى إيلات، وما بقي للعدو إلا إعلان الخيبات وتزييف الحقيقة بتأليف روايات.
إنها اليمن شعبًا وقيادةً تُعلن حالة النفير والاستنفار، وتعلن حالة الجهوزية الكاملة لنصرة الأقصى فلسطين العربية، وأنهُ وعد الآخرة في أبهى وأوضح الصور، معركة الإيمان كله يبرز للكفر كله وقلع باب خيبر سوف يكون على يد الأنصار مهما بلغت التضحيات وكيف ما كانت الظروف والتحديات، لقد خاض اليمن معارك التحرير جيلًا بعد جيل، منذ القدم وهو الشعب الأبي يرفض الذل والاستعباد لأي شعبٍ عربي مؤمن، ولقد اعتاد على أن تكون القدس قلب اليمن منذ الصغر واليوم يتحقّق الوعد ويبرز اليمن أمام العدوّ الغاصب المحتلّ ليجتث عروقه من الأراضي الفلسطينية، ولقد حطم الشعب اليمني كُـلّ الرهانات التي راهن عليها العدوّ الصهيوني، وما زال يراهن على البقاء في المستوطنات العربية وما زال يحتمي بحكام العرب الذين اتخذوهم أولياء من دون الله.
كانت اليمن وما زالت في طليعة الصفوف الأولى في إصرار دائم لمواجهة العدوّ الصهيوني واجتثاثه من على الأرض الفلسطينية ومن بقاع الأرض العربية بأكملها.