السقوط الشامل
حمدي دوبلة
جيشُه الكرتوني المُدَعَّم بأحدث أنواع السلاح لا يجيد شيئاً غير الفر هروباً وترك ذلك السلاح الحديث والأكثر فتكاً غنيمةً سهلةً لخصومه العُزَّل لكنه لا يزال يشتري المزيد من تلك الاسلحة من اجل التباهي والاستعراض وإخفاء ما يكمن من فضائحه..وليس الاسلحة فقط التي يشتريها بأمواله وإنما يحرص بجنون على شراء المواقف والضمائر والذمم وحتى الاسرى لينكل بهم وينزل عليهم غضبه وبطشه الشديد ويفرغ في اجسادهم المكبلة بالسلاسل والاغلال الطاقات الجبارة الكامنة في سواعد وصدور مقاتليه “الاشاوس”.
نتحدث هنا عن النظام السعودي الذي يتحفنا منذ نحو 13 شهراً وبشكل يومي بأساليب مبتكرة وفريدة في السقوط الاخلاقي والانحلال القيمي الواسع النطاق على كافة المستويات الانسانية.
روايات اليمة رواها الاسرى اليمنيين من ابطال الجيش واللجان الشعبية الذين تم الافراج عنهم مؤخرا في صفقة التبادل مع نظام سعود ومالاقوه على ايدي اشقائهم الاعداء في سجون ومعتقلات المملكة من معاملات وحشية وغير انسانية تقشعر منها الابدان ويشيب لهولها الولدان.
لم تبقَ وسيلة تعذيب قد تخطر في عقل انسان الا ومارسها “أبطال” سعود ضد أسراهم الذين لم يكن لهم شرف اسرهم وإنما اشتروهم من الجماعات التي تقاتل في الجبهات الداخلية بحثاً عن المال والتكسب بمختلف اشكاله وصوره..ليقدموا بذلك صورة غير مسبوقة في تأريخ الحروب والمواجهات المسحلة عبر العصور..لم يفعل ذلك احد من قبل حتى في عهود الجاهلية الاولى التي كانت تمنعها الاخلاق والمروءة من تعذيب الاسير واساءة معاملته فما بالك بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف والاحكام الصريحة الواردة في القران الكريم والسيرة النبوية الشريفة فيما يخص الاسرى وطرق التعامل معهم.
ترى اي صنف من البشر هؤلاء الاوغاد الذين يمارسون ابشع الوان التعذيب والتنكيل بحق كل ابناء الشعب اليمني وخاصة المدنيين الابرياء؟..هل يظنون بان تعذيب الاسرى والذي لا يزال مستمراً بحق من تبقى من اسرانا في معتقلات السعودية كما يؤكد الاسرى المفرج عنهم يندرج ضمن البطولات والخوارق؟..اين المنظمات العالمية المختصة بالدفاع عن حقوق اسرى الحروب عن ما يجري لأسرانا في سجون النظام السعودي؟هل ستقوم بشئ من مسئولياتها الاخلاقية والإنسانية ام ان بريق الريال قد اخرس الالسن واعمى العيون وفتح الباب على مصراعيه لهذا العدو المتعجرف ليفعل ما يشاء ويعبث بالإنسانية كما يحلو له دون حسيب او رقيب؟