تطبيعٌ مقروء

 

نوال عبدالله

شهداء منذُ ثانية وشهداء بعد ثانية ثم دقيقة ونصف ثم ربع ساعة ثم ساعة، توقيت متقارب، عدد الشهداء في تزايد، وتضخم أعداد الجرحى بالآلاف ناهيك عن عدد المفقودين تحت الأنقاض، صراخ للأطفال، للكبار، للشيوخ، للأُمهات، للآباء، نيران مشتعلة في كُـلّ مكان، خراب ودمار سببها أسلحة مُحرمة دوليًّا هي حصاد للصمت المخزي للعرب وموت الضمير الإنساني، أين أنتم يا عرب؟ تصلبت وتحجرت قلوبكم أمام الكم الهائل من الجرم الوحشي المحدق بأبناء غزة.

أين هم العرب وحكامهم ورؤساءهم؟! يسلكون طريق التغاضي، يلتزمون الصمت بل يدينون بالولاء للصهاينة والأمريكان أمام العيان دونما خجل من الله والمسلمين، أين مواقفكم والدماء تسيل والأشلاء تتطاير نصب أعينكم تكتفون بكلمات ميتة وَأقوال هزيلة لا تغني ولا تسمن من جوع، أين هي الأفعال؟ لتترك أثرًا واضحًا وتحسم الأوضاع وتضع كُـلّ متجبر طاغية عند حدّه، ألسنا أُمَّـة واحدة ديننا واحد، دستورنا واحد، ومنهجنا واحد، وعدونا واحد؟! إذًا أين الاختلالات،؟ لماذا لا تواجهون الكيان المحتلّ وتتوحدون؟ الله سبحانه وتعالى أمرنا بذلك بقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا..)، أنتم من سمح لخنازيز وقردة العصر بارتكاب تلك المجازر بصمتكم تارة تلو الأُخرى.

أمام الخيبات القاتلة التي يتلقاها الفلسطينيون والموجعة، بل أشد من ضربات المحتلّ تخاذل العرب تجاه القضية المحورية والمرتكز الأَسَاسي، أتخافون من أذى اليهود؟ فتجردتم وانسلختم عن إنسانيتكم كما فعل حاكمكم وتظنون ظنونًا متعاقبة أن أمريكا وإسرائيل سترضى عنكم! ألم تتدبروا قوله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ..)، القضية محسومة والتطبيع يجري مجرى الدم في عروقكم، هنيئاً لكم الولاء المطلق يا صهاينة العرب وبئس المصير!.

لا تخلو البقاع المعمورة في احتواء أناس شرفاء عرفوا الله حق معرفته، اتبعوا دينه وساروا على نهجه السوي، وحدّدوا مواقفهم من الوهلة الأولى، ووجهوا بوصلة العداء لأعداء الله واتبعوا أعلام الهدى، وسلكوا الطريق الواضح فانطبقت عليهم مسميات عديدة هم الشرفاء الأتقياء، الأنقياء، الأقوياء، هم القادة والقيادة التي يجب أن تتبعهم وتدين الولاء لهم ما داموا هم على النهج المحمدي الحق، وقد ظهرت مواقفهم في أحلك الظروف تجاه أبناء غزة، على رأسهم مواقف السيد والقائد الفذ والمحنك/ عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- من أبهر العالم بقوته ومبادئه وقيمه، بقوة جيشه، من صنع من لا شيء إلى كُـلّ شيء، ووجه ضرباته الباليستية وطائراته المسيَّرة إلى الكيان بدقة محكمة بدون خوف أَو تردّد، كذلك شعبه مستعد في كامل الجهوزية للدفاع عن أرض المقدس بكل ما أوتوا من قوة.

إلى كُـلّ حر شريف في محور المقاومة في لبنان، العراق من تركوا بصمات خالدة تحكي عن عزتهم وقوتهم ووفائهم لدين الله ونصرة المستضعفين في الأرض، أما الكيان المنحط نهايته باتت قريبة، وزوال أمريكا وإسرائيل أمر مؤكّـد لا محال.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com