ملخصُ ميدان المعركة البرية في غزة.. المقاومةُ تستدرجُ العدوّ إلى كمائنَ قاتلة
1000 ساعة حرب في معركة “طُـوفان الأقصى” البطولية.. والمعركة مُستمرّة
المسيرة | متابعة خَاصَّة
دخلت معركةُ “طُـوفان الأقصى” عند الساعة العاشرة والنصف ليل الجمعة، بتوقيتِ القدس الشريف، ساعتَها الألف؛ أي 41 يوماً و16 ساعة، حَيثُ يواصل مجاهدو المقاومة الفلسطينية بمختلف التشكيلات التصدّي لتوغل العدوّ “الإسرائيلي” على محاور القتال كافة، وتكبيده خسائرَ كبيرةً في الجنود والآليات، ناهيك عن مواصلة تهشيم هيبته وتحطيم كيانه الزائف والآيل إلى الزوال بالرشقات الصاروخية والأسلحة المناسبة في مستوطنات الغلاف وداخل العمق.
وفي محاولةٍ بائسة لتسجيل نصرٍ هُنا أَو هُناك، يواصل العدوّ “الإسرائيلي” عدوانه على قطاع غزّة لليوم الـ42 على التوالي، حَيثُ تستمر قوات الاحتلال في استهداف عدّة مستشفيات في مدينة غزّة وشمالي القطاع ومحاصرتها بالدبابات، وبازدياد وتيرة القصف الذي يستهدف مناطقَ متفرّقة من القطاع، مخلفاً العديد من الشهداء والجرحى معظمهم من النساء والأطفال.
مصادرُ ميدانية تؤكّـدُ استمرارَ جيش الاحتلال، بعد مرور 22 يوماً على بداية توغّله البري، في الاعتماد على محاور رئيسة في التقدّم، هي: “محور بيت حانون من شرق وغرب قطاع غزّة، ومحور غربي بيت لاهيا ومنطقة العطاطرة إلى منطقة الكرامة وحي الشيخ رضوان وتخوم مخيم الشاطئ، ومحور جنوبي مدينة غزّة باتّجاه الجنوب الغربي للمدينة”.
محاورُ القتال آخرَ 24 ساعة:
في الساعاتِ الـ24 الأخيرة، لم تتمكّنْ قواتُ الاحتلال، من تحقيق اختراقاتٍ إضافية بارزة في اتّجاه مناطق الكثافة السكانية في الميدان؛ إذ حاولت التقدُّمَ كما أفادت مصادر، عبر شارع الجلاء الرئيسي في مدينة غزّة، لكنّها انكفأت متراجعةً نتيجة مقابلتها بمقاومة شديدة.
ومنذ عدة أَيَّـام تتركّز المعارك في القاطعِ الغربيِ لمدينة غزة، حَيثُ سجّلت المقاومة خلال الساعات الماضية أكبر إنجاز لها في تدمير الدبابات والآليات في يومٍ واحد، منذُ الـ 7 من أُكتوبر الماضي، فضلاً عن الاستمرار في إطلاق الصواريخ إلى عمق المناطق المحتلّة ومستوطنات الاحتلال في منطقة غلاف قطاع غزة.
وفي المحورِ الشمالي الغربي ما زالت الاشتباكات وعمليات الكرّ والفرّ بين مجموعات المقاومة وقوات الاحتلال تدور بين الشوارع والأبنية، وتحديداً في حَيَّي النصر والشيخ رضوان وفي محيط مخيم الشاطئ، وتحديداً على تخوم المخيم الشمالية والغربية بشكلٍ مُركّز.
أما في المحورِ الجنوبيِ الغربي فقد سُجِّلت أعنف الاشتباكات، حَيثُ واصلت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، منعَ القوات “الإسرائيلية” من تثبيت أي نقاط ارتكازٍ لها وسط مدينة غزّة.
يُذكر أنّه -بسَببِ هذا الإخفاق الميداني وكثرة الخسائرِ التي تكبّدتها قوات الاحتلال خلال المواجهات الجارية- عمد الاحتلال إلى اقتحام مُجمَّع الشفاء الطبي بعد محاصرته عدة أَيَّـام، ومنع إدخَال أي طعام أَو ماء أَو غذاء أَو وقود أَو مستلزمات طبية إليه، حَيثُ حوّله إلى ثكنةٍ عسكرية ونقطة تمركّزٍ لقواته.
المقاومةُ تسدّدُ ضرباتٍ نوعية:
في السياق، أفادت مصادر إعلامية في غزة، بأن آليات الاحتلال “الإسرائيلي” التي كانت قد تقدّمت نحو شارع الجلاء الرئيسي، وسط مدينة غزة، تراجعت على وقع نيران المقاومة واشتداد الاشتباكات.
وأضافت، أنّ الآليات “الإسرائيلية” تموضعت في منطقة الرمال؛ بسَببِ اشتداد المقاومة، مؤكّـدةً أنّ المقاومة نجحت في استهداف قلب التحشدات العسكرية “الإسرائيلية” التي تتوغل في القطاع.
وأعلنت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف 5 جيبات عسكرية حاولت التسلّل إلى غربي بيت لاهيا، بقذائف “الياسين 105″، وأضافت، أنّ مقاوميها دمّـروا جيبين، أحدهما من نوع “وولف”، والآخر من نوع “ديفندر”، مؤكّـدةً “الإجهاز عليهما بالأسلحة الرشاشة من مسافة صفر”.
وفي عمليةٍ نوعية، نشرت كتائب عز الدين القسّام مقطعاً مصوّراً قالت إنّه يوثّق لحظات استدراجٍ لقوةٍ عسكرية “إسرائيلية” إلى فتحة أحد الأنفاق المفخّخة في بيت حانون، شمالي قطاع غزة وتفجيرها، مما أسفر عن مقتل 5 جنود.
وأكّـدت الكتائب تدمير 21 آلية “إسرائيلية”، كليًّا أَو جزئياً، في مُختلف محاور التوغل في قطاع غزّة، والإجهاز على قوة للاحتلال “الإسرائيلي” متحصّنة داخل مبنى في بيت حانون بـ 12 قذيفة “ياسين TBG” مضادة للتحصينات.
من جهتها، تبنّت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، استهدافها 3 آليات عسكرية “إسرائيلية” بقذائف “التاندوم” غربي مدينة غزة، وأشَارَت، في بيانٍ مقتضب، إلى أنّ استهداف الآليات “الإسرائيلية” وقع في محور القتال الغربي الجنوبي، عند أحياء الصبرة وتل الهوى.
ونشرت سرايا القدس، بياناً مقتضباً أعلنت فيه أنّ مقاتليها خاضوا اشتباكاتٍ ضارية في محيط مجمّع الشفاء الطبي، وأنّهم يؤكّـدون وقوع إصابات محقّقة في صفوف قوات العدوّ، كما تبنّت السرايا استهداف مستوطنة “نير عوز” الإسرائيلية الواقعة في منطقة غلاف قطاع غزّة برشقةٍ صاروخية مُركّزة.
بدورها، أعلنت كتائب المقاومة الوطنية – قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أنّ مقاوميها اشتبكوا مع القوات “الإسرائيلية” المتوغلة جنوبي غربي مدينة غزّة بالأسلحة الرشاشة وقذائف “الهاون”.
بالتزامن مع إعلانات فصائل المقاومة تصدّيها للقوات المتوغّلة، أكّـدت القسام قصف “تل أبيب” برشقة صاروخية؛ رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين، وأفَادت وسائل إعلام “إسرائيلية” بأنّ صفّارات الإنذار تدوي في “تل ابيب” و”سديروت” وعدّة مستوطنات تابعة لمنطقة غلاف غزة.
الإعلامُ “الإسرائيلي”: الجيشُ منهمِكٌ في عملية شمالي قطاع غزّة:
ومع احتدام المعارك على محاور القتال في قطاع غزّة، تناولت صحيفة “هآرتس” “الإسرائيلية”، تحليلاً يدرس المعركة البرية في القطاع بعد مُضي أَيَّـام على انطلاقها، مُشيرةً إلى أنّ القوة الشديدة التي يستخدمها “الجيش الإسرائيلي” بواسطة 3 فِرَقٍ تُقاتل “حماس”، والدمار الهائل الذي يسبّبه في شمالي قطاع غزة “يحقّقان نتائجَ”، وفق تعبيرها، لكنّها رأت أنّ “حركة حماس لا تزال بعيدة عن الاستسلام”، وفق تعبيرها.
وأقرّ جيشُ الاحتلالِ، الجمعة، بمقتل نائب قائد سرية في الكتيبة 202 من لواء المظليّين النقيب شلومو بن نون في المعارك شمال قطاع غزة، والأربعاء، كما أقر بمقتل ضابطين، هما نائب قائد فصيل في الكتيبة “9217” في لواء “النقب”، ونائب قائد فصيل في كتيبة “شاكيد” في لواء “جفعاتي”، وإصابة 4 آخرين بجروحٍ خطيرة شماليّ قطاع غزّة.
تجدر الإشارة إلى أن التكتم والتخبط لايزال ديدن كيان الاحتلال، في كُـلّ إعلان عن حصيلة جديدة لقتلاه، فتارةً يقول: أنه “منذ بدء العمليات البريّة في قطاع غزّة إلى 49 قتيلاً” وأُخرى يقول: “بلغ إجمالي القتلى 53 قتيلاً”، ليصبح مجموعُ قتلاه منذ بدء ملحمة “طُـوفان الأقصى” 370 قتيلاً من مختلف الرُتب، وذلك مع استمرار المواجهات البرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغّلة، حَــدّ تصريحه الأخير، والذي دائماً لا يستقر عند رقم محدّد خوفاً من ردة فعل المستوطنين.