حقائقُ كشفتها الحربُ على غزة
فضل أبو طالب
كشفت الحربُ الإسرائيلية على غزة مجموعةً من الحقائق يمكن تلخيصُ أبرزها فيما يلي:
الأولى: أن اليهودَ هم الأخطرُ والأشدُّ عداوةً للأُمَّـة، والأكثر حقداً وإجراماً ووحشية تجاه هذه الأُمَّــة، فالمجازر اليومية وجرائم القتل والإبادة الجماعية التي تستهدف الأطفال والنساء وكلّ مظاهر الحياه في غزة شاهد صدق على ذلك، قال الله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)، وهذا يعني أنه يجب علينا أن ننظر إليهم كأعداء، قال الله تعالى: (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفى بِاللَّهِ نَصِيراً)، وهذه النظرة إليهم تتطلب منا الإعداد لمواجهتهم؛ لأَنَّهم يتحَرّكون بجيوشهم وأساطيلهم وبوارجهم وطائراتهم لاستهدافنا، قال الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا استَطَعتُم مِّن قُوَّة)، وتتطلب منا أَيْـضاً التحَرّك العملي لمواجهتهم ودفع شرهم وباطلهم وفسادهم وفق المنهجية الحكيمة التي رسمها الله لنا في القرآن الكريم.
الثانية: أن سياسة الاسترضاء لأمريكا وإسرائيل التي تتبناها أكثر الأنظمة العربية والإسلامية غير مجدية ولن تثني الأعداء عن استهداف الأُمَّــة، بل ستزيدهم طغياناً وكفراً وستزيد الأُمَّــة قهراً وإذلالاً، يقول الله تعالى: (وَلَن تَرضَى عَنكَ الیَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم).
وقد رأينا سياسة الاسترضاء في القمة العربية والإسلامية، فكيف كانت نتائجها؟ هل استجابت أمريكا و”إسرائيل” لمطالبهم؟ أم زادت في إجرامها وتوحشها؟
الثالثة: كشفت الحرب على غزة حقيقةَ دول الغرب وفي مقدمتها الأمريكية والبريطانية والفرنسية وزيف عناوينها عن الحريات وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والأطفال وحق الشعوب في الحياة وحقها في تقرير مصيرها وغيرها.
أين كُـلّ تلك العناوين في غزة؟ أكثر من 4 آلاف وسبعمِئة طفل فلسطيني تمت إبادتُهم بدعم ومساندة من تلك الدول الإجرامية.
الرابعة: لا رهانَ على الأنظمة العربية والإسلامية في الأغلب منها، ولكن الرهانَ بعد الله تعالى على الشعوب الحرة والتي بإمْكَانها استخدام أسلحة مؤثرة على الأعداء، منها تفعيل سلاح المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وهو سلاح في متناول الجميع حتى الشعوب التي ترزح تحت حكم الأنظمة العميلة والمطبعة مع الأعداء.
الخامسة: في مقابل التخاذل الرسمي العربي والإسلامي المخزي شاهدنا الموقفَ الأمريكي ودعمَه اللامحدود للإسرائيلي على كُـلّ المستويات، كما شاهدنا تعاون الدول الغربية مع الإسرائيلي في ظلمه وبغيه وجرائمه التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وهذه المقارنة الخطيرة يجب أن نأخذها بعين الاعتبار.
السادسة: تواطؤ الأمم المتحدة المشين مع الإسرائيلي أفقدها المصداقيةَ وكشف ازدواجيةَ المعايير لديها، حَيثُ لم تحَرّك ساكناً، ولم نسمع منها إداناتٍ واضحةً للجرائم الإسرائيلية، ولم نسمع منها تلك التصنيفات التي عادة ما توجّـهها ضد أبناء الأُمَّــة مثل الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان والقوائم السوداء وغير ذلك، فقد اختفت كُـلّ تلك التصنيفات فقط؛ لأَنَّ القاتل إسرائيلي يهودي والمقتول مسلم.
السابعة: الموقف الصحيح تجاه الأعداء هو الجهاد في سبيل الله وفق الرؤية القرآنية، والتي قدمت الحلول العملية الشاملة لدفع خطر الأعداء وتحقيق الانتصار عليهم، وهذا هو السبيل الوحيد الذي سيعيد للأُمَّـة مجدها ويحفظ لها كرامتها ويحقّق لها سيادتها واستقلالها.