عادةُ نشر رسالة بن لادن بعد ٢٠ عاماً.. عمالةٌ وترميز
عبدالسلام عبدالله الطالبي
((بعد 20 عاماً من نشرها.. رسالة ابن لادن إلى أمريكا تهُزُّ مواقع التواصل)).
هذا هو العنوان الذي تصدرته مواقعُ التواصل الاجتماعي، في محاولة للتشويش على من ترجموا أقوالَهم إلى أفعال، ومن بادروا باتِّخاذ مواقفَ عمليةٍ شَدَّت الناسَ إليهم بصورةٍ لافتة، لا لشيءٍ سوى أنهم تحَرّكوا في الوقت الذي تثاقلت فيه زعاماتٌ وحكومات، وشلالاتُ الدماء تتدفَّقُ في أرض فلسطين، وبصورة لم يشهد لها التاريخُ مثيلاً!
“إسرائيل” المحتلّة تسفكُ دماءَ أبناء جِلدتنا، وداخل أوطاننا، وعلى مرأى ومسمع، ولا من يهب أَو يتحَرّك!
ومجازرُ دموية أبدعت قناة “الجزيرة” في نقلها وتغطيتها لحظةً بلحظة حتى ينتهيَ الإسرائيلي من مهمته!
مجازر وانتهاكات وعبث داخل أرض المسرى!
في الوقت الذي لم يتجرأ زعيمٌ عربي أَو إسلامي على اتِّخاذ موقف يوقف هذا العدوان الهمجي عند حده!
ادِّعاءاتٌ وحجج واهية ابتدعها العدوُّ الإسرائيلي وصنع منها مبرّراً لاقتحام المشافي، بل وتوجيه الأعيرة النارية عنوةً عليها وإخراج من بها وإخراجها عن نظامها بالمطلق.
ولأَنَّ موقفَ من تحَرّكوا وأعلنوها مدويةً على رؤوس الاشهاد أنهم صاروا مشاركين في الهجمات والضربات الصاروخية والهجومية على مناطق حساسة في “إسرائيل”؛ وتحسباً لانشداد الناس إلى هذه النوعية النادرة من أحرار الأُمَّــة، ها هم الأعداءُ يبحثُون عن عناوينَ زائفة هي في نظرهم الأنسب والأولى بالانشداد دون غيرهم.
ليأتيَ إعلامُ العدوّ الأمريكي الإسرائيلي ومن يمضي على هواه بالحديث عن أسامة بن لادن، وأنه أزعج “إسرائيل” برسالته، متناسين أنها صحوة عربية وإسلامية في أوساط الشعوب بدأت، ولن تنخدع بأية شعارات أَو أَو أعلام زائفة وجوفاء من المحتوى العملي الفعال.
نعم صحوة أيقظت الضمائرَ وحصَّنت النفوس والعقول من التيه والانخداع والانجرار وراء العناوين الزائفة؛ فلا قوة عظمى تضاهي قوة الله، ولا دولة تتجرأ على اتِّخاذ مواقفَ مشرِّفة كمواقف حزب الله وأنصار الله وكلّ الأحرار في دول محور المقاومة.
النصرُ حليفُ المظلومين مهما بلغ طغيانُ المستكبرين والظالمين.
حتى وإن تحوَّلت غزة إلى أكبر مقبرة في المنطقة؛ جراء المظلومية لأهلها، لكن الدم سينتصر على السيف مهما بلغ مداه، واللهُ غالبٌ على أمره، وهوَ المُستعان.