الحُكَّامُ العربُ وصوابيةُ رؤية قائد الثورة
عادل حمود القحطاني
ما يجري من جرائم في فلسطين يندى لها جبين الإنسانية، والسكوت عما يقوم به الكيان الصهيوني من حرب إبادة لَهو وصمة عار على حكام الدول العربية والإسلامية، ومن هنا أوجه رسالتي المقتضبة وأقول: يا حكامَ العرب والمسلمين دعوا الخلافات فيما بينكم ووحّدوا صفكم؛ حتى تتمكّنوا من مجابهة التآمر؛ فالمخطّط كبير ويستهدف المنطقة برمتها، قبل أن تتساقط الأقطار قُطراً بعد قُطر، مخطّط خبيث تقوده أمريكا وإسرائيل ومن يقف معهما لقيادة المنطقة إلى الهاوية.
ألم تستشعروا حجم الكارثة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين وتسجلّوا لأنفسكم مواقفَ مشرِّفةَ أمام الله والأجيال والتاريخ وتفتخر بها شعوبكم؟!
إن سياساتكم المزدوجة تجاه قضية فلسطين وكلّ القضايا المصيرية قد تولد مشاعر الإحباط والقنوط لدى الشارع العربي.
اتقوا الله في أنفسكم وراجعوا حساباتكم، فلا تعمقوا في نفوس الشعوب مصطلح “الفشل”، فأنا وغيري نستطيع أن نتحداكم أن تقدموا لنا شيئاً واحداً فقط حصلتم عليه من علاقتكم مع إسرائيل وأمريكا وفرنسا وبريطانيا… إلخ.
لا شيء يُذكر؛ فلم تجلب لكم تلك العلاقات معهم سوى الذل والخنوع والاستسلام والخزي والعار ومزيدٍ من التماهي مع مصالحهم، وحقّقتم لهم مصالحهم، فهل هم حقّقوا لكم مصالحكم؟! كلا.
اصحُوا قبل فوات الأوان ودعوا خلافاتكم البينية جانباً والتي هي ثمرة زرعها الغرب ويحصدها على حساب دينكم وقيمكم ومبادئكم.
غادروا مربعَ التقوقع والارتهان والعمالة للخارج؛ لأَنَّ المواطن العادي يدفع ثمنها في كُـلّ مناحي الحياة دينياً، أخلاقياً، سياسيًّا، ثقافيًّا، أمنيًّا، اجتماعياً، اقتصاديًّا.
ألم تسمعوا كلمة قائد الثورة السيد العَلَم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، والتي وضع فيها الخطوط العريضة لمسار التحرّر من أعداء الأُمَّــة وإعلان البراءة منهم، وفند كُـلّ المزاعم التي يتخذ منها بعض القادة العرب مبرّراً لتوجّـهاتهم التي تتنافى مع منطق العقل وتداهن الأحداث، فكانت قراءته للواقع تشخيصاً وتبياناً لأعراض العلل والوهن والضعف المصاب بها الصف العربي، واستشرافه لواقع الأُمَّــة المستقبلي إذَا ظلت على هذا المنوال.
لقد أثبت القائدُ العَلَمُ عمليًّا وأدى واجبه الديني والأخوي والإنساني والأخلاقي، وتجسد ذلك بإطلاق الصواريخ والطائرة المسيَّرة من صنعاء على المستوطنات الإسرائيلية ودعماً للمجاهدين في أرض فلسطين، الذين يواجهون شتى صنوف القتل والتنكيل على يد الكيان الصهيوني المحتلّ.
وسطّر القائد والشعبُ بأحرف من نور موقفاً أبياً حراً وشجاعاً اختزل في طياته نخوة وأصالة وعراقة أبناء شعب عظيم، أولي بأس شديد يأبى الضيم ويرفض الظلم والاستكبار والقهر والاستعمار واستباحة المقدسات الإسلامية، يمن الإيمان والحكمة، المعروف منذ القدم في موقفه الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية، وهَـا هو اليوم يستجيب بسرعة البرق لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، ويتفاعل بشكل غير مسبوق في المبادرة لنصرة أبناء وطنهم الثاني فلسطين والانتصار لقضيته ومظلوميته بمختلف الوسائل المتاحة.. من مسيرات ومظاهرات، ووقفات احتجاجية ومواقف مندّدة وإحياء فعاليات النصرة وجمع التبرعات، حتى استعادت كامل أراضيهم من يد الغاصب المحتلّ وعاصمتها القدس الشريف..
فيا أيها الحكام العرب إلى متى ستظلون بموقف المتفرج وقد شاهدتهم كيف قامت الأرض ولم تقعد لدى دول غربية وأُورُوبية بعد عملية “طُـوفان الأقصى” لمساندة الكيان الإسرائيلي!
فهبوا كلهم على قلب رجل واحد للقضاء على أبناء غزة، حتى أُسدِل الستار وانكشفت الحقيقة لمن كان مغروراً، فهل لامست مشاعركم حتى ولو جزء منها؟
وهل أدركتم الهدف من حجم تلك الأساطيل والبارجات والسفن الحربية وهذه القوة المهولة التي عج بها البحر والقادمة من الغرب ولماذا هذا الحشد العسكري؟
لا تظنوا أن الهدف منها إسقاط غزة، بل لإسقاطكم أنتم واحتلال بلدانكم الواحد تلو الآخر.. وحينها لا ينفع عض أصابع الندم.