دورُ الإعلام في مُواجهة العدوان
خـديـجـة المرّي
حقائق تُكتشف، وصورٌ تُوثق، وصوتٌ يُسمع، وانزعاج قاهر، وغيضٍ ظاهر، وكذبٍ فاضح، وطمسٍ باين، وعملٍ دؤوب، وأقلامٌ تثور، والحقيقة ظاهرة وماثلة أمام العيون، فلا جدوى من إعلامٌ كاذب، وإن طُمست الحقائق، فقد برز إعلامٌ آخر صادق، انزعج منهٌ العدوّ الماكر.
كان للإعلام الحر الدور العظيم والبارز لا سِـيَّـما في مواجهة هذا العدوان الغاشم، وخِلال هذه المرحلة الاستثنائية من الوقت، برز الإعلام كِسلاح ذي حدين أمام العدوّ بِمصداقيته ومُواكبة لِكل الأحداث التي تجري في الساحة في العصر الراهن.
فما نُعيشهُ اليوم جراء هذا العدوان طيّلة تسع سنواتٍ كان الإعلام في مُقدمة الصفوف، يُوثق ويجتاح ويطوف مع كوادره ووسائله وطواقمه الإعلامية، وكان هُنالك توثيق لجرائم العدوان واستهدافه للمباني والمنشآت، عمل الإعلام وحرص على كُـلّ ما يدور ويجري في الساحة، مُكبل العدوّ بقيودٍ لا يستطيع الفكاكَ منها بِدون حلول.
وشتان ما بين إعلام العدوّ الذي يسعى من خِلال إعلامه الكاذب إلى طمس الحقائق التي تحدث، والجرائم البشعة التي يرتكبها على شعبنا العزيز، بإخفائها خلف الستار، وترويج الحقيقة وانعكاسها للعالم، وإظهار الشائعات والأكاذيب عبر إعلامه الخادع، ظهر الإعلام المُواكب، وتجلت كُـلّ الحقائق، واتضحت بالصوت الصورة؛ نتيجةً لإبعادها عن الأنظار.
ورغم الحرب التضليلية الإعلامية التي استخدمها العدوّ كأدَاة تابعة له سواءً عبر الإعلام المقروء أَو المسموع، أَو عبر المواقع والصحف، حرص العدوّ على هذا الجانب ليرهب الناس، ويغريهم، ويخدعهم، إلاّ أنّ الإعلام مثل أقوى جبهة في أعتى عدوانٍ بشري على وجه الكرة الأرضية، فاستطاع الإعلام الحر كشف الأقنعة الملبوسة وإظهارها على حقيقتها، واستطاع مواكبة كُـلّ حدث يجري في الساحة، واظهرها أمام المشاهد وهو موثق أشدَّ التوثيق؛ ممّا جعل العدوّ يستغل إعلامه في التزييف والإرجاف والتضليل، دون جدوى من ذلك، فقد استخدم كُـلّ ما بِوسعه من خلال حربه الناعمة بإعلامه الداعي إلى الهيمنة على أمتنا، وإذلالها، وهيمنتها والسيطرة عليها، واستغلال شعبنا والأمة الإسلامية، لِتفقد بذلك عزتها وكرامتها، ولكن إعلامنا الحرُ اليمني كان كالصحن الاقط التقط كُـلّ ما خطط لهُ العدوّ ثُمّ كشفه وفضح مخطّطاته العدائية.
وبرزت المسيرةُ صدقُ الكلمة الجبهة الإعلامية الأقوى في مواجهة هذا العدوان وفضح مخطّطاته، والدليل على ذلك استهداف شبكتها لعدة مرات، واقمارها الصناعية في أغلب الأوقات، إلا انها صمدت وتحَرّكت، وكشفت الحقائق في الواقع، والجميع لها يتابع، كما تم أَيْـضاً استهداف وحظر بعض الحسابات للأقلام الجهادية الحرة الثائرة، ناهيك عن اختراق أغلبها وحظر حساباتها؛ وهذا إن دل على شيء فَــإنَّما يدل على إن الجبهة الإعلامية كانت بمثابة بوصلة عدائية قهرت كُـلّ القُوى الشيطانية، وزرعت الخوف في قلوبهم، ودمّـرت كُـلّ أحلامهم.
وستظلّ هذه الجبهة تُواكب، وتُسابق في نقل الحدث المُباشر وغير المُباشر، دون كللٍ أو ملل، أَو إرجاف ممّن حظر، لن تتوانى في الرصد والاستطلاع، ولن تغفل عن أي حدثٍ في الميدان، وستعمل بِكل جِدٍّ وكفاح واستمرارية في نقل الحقيقة، ونشر المظلومية، وفضح القُوى الشيطانية، ولن يستطيع أحد أن يُوقفها مهما فعل، فالجبهة الإعلامية ستظلّ صامدة لن تنكسر، وستُواكب على مرّ الزمن حتى النصر.