تصنيفُ المقاومة “إرهابية” وتصنيف إسرائيل ضحية: سياسةٌ متعمَّدةٌ للغرب

 

عبدالحكيم عامر

تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مليء بالتوترات والصراعات الدامية التي لا تزال تستمر حتى يومنا هذا.

وفي السنوات الأخيرة، تصاعدت المواجهات بين الجانبَينِ، وتزايدت أعمال المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وتعتبر قضية تصنيف المقاومة إرهابية وتصنيف إسرائيل ضحية موضوعًا مثيرًا للجدل في العالم اليوم؛ فمنذ بداية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، اعتمدت الدول الغربية سياسة تعتبر المقاومة الفلسطينية بشكل عام وحماس بشكل خاص كمنظمة إرهابية، بينما يصنف العدوّ الإسرائيلي كضحية في هذا الصراع.

يعتبر هذا النهج جزءًا من السياسة المتعمدة للغرب التي تخدم مصالحها السياسية والاقتصادية في المنطقة.

إن تصنيف المقاومة الفلسطينية كمنظمات إرهابية يعكس النظرة الاحتكارية والمغالطات التي تنتشر في وسائل الإعلام والسياسة الغربية، ويتم تجاهل السياق السياسي والتاريخي للصراع وتجاوز أسبابه الجذرية؛ مما يؤدي إلى تشويه صورة الحقوق الفلسطينية ومناهضة الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الواقع، تعتبر حركات المقاومة الفلسطينية، عملًا مشروعًا بكل قوانين العالم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والقمع والظلم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني، حَيثُ تعمل هذه المقاومة على الدفاع عن حقوقها وكرامتها وحريتها هي وشعبها، وعلى مواجهة العدوان والاستيطان والقمع الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي.

إن تصنيفها على أنها إرهابية يسهم في تشويه صورة هذه المقاومة وتجريم مقاومة الظلم والاستعمار.

من جانب آخر، ينظر إلى العدوّ الإسرائيلي في هذا الصراع على أنها الضحية، مما يعكس النظرة المتحيزة والمغلوطة تجاه الأحداث في فلسطين

مما يتم تبرير أعمالها العسكرية بأنها “دفاع عن النفس”. ويتم تجاهل الجرائم وإغفال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي ضد الفلسطينية.

 

  • من أهم الأسباب لهذه السياسة الغربية:

قد توجد عدة أسباب لهذه السياسة الغربية المتعمدة لتصنيف المقاومة إرهابية وتصنيف إسرائيل ضحية:

– تهدف إلى تجاهل القضية الفلسطينية وتحقيق مصالحها في المنطقة.

– يتم تجاهل الحقوق الفلسطينية وتشويه صورة الحركات المقاومة، مما يؤدي إلى استمرار الظلم والاستبداد في المنطقة.

– قد يكون للضغط السياسي والاقتصادي من العدوّ الإسرائيلي وحلفائها في الغرب دور في هذا التصنيف.

– قد يكون أَيْـضاً تأثير لوبيات العدوّ الإسرائيلي في الغرب وقدرتها على تحكم في وسائل الإعلام والنشاط السياسي للتأثير الإعلامي والسيطرة على الرواية العامة للصراع دور في تعزيز هذه السياسة، ويتم ترويج نظرة العدوّ الإسرائيلي كضحية وكحليف استراتيجي للغرب في الشرق الأوسط

 

  • التأثيرات والتداعيات لهذه السياسة الغربية:

تصنيف المقاومة كإرهابية وتصنيف إسرائيل كضحية له تأثيرات وتداعيات متعددة:

– تساهم هذه السياسة في تعزيز الاحتلال الإسرائيلي وتمكينه من مواصلة الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وبناء المستوطنات غير القانونية.

– يمكن أن يؤثر هذا التصنيف على القضية الفلسطينية وتجاهل حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.

– يمكن أن يؤثر أَيْـضاً على العلاقات الدولية ويزيد من التوترات والانقسامات بين الدول والشعوب.

– التأثير على الرأي العام: يتأثر الرأي العام الدولي بالصورة النمطية لإسرائيل كضحية؛ مما يؤدي إلى تأييد أَو تبرير الإجراءات العسكرية والأمنية التي يتخذها العدوّ الإسرائيلي في مواجهة المقاومة الفلسطينية.

– يعزز هذا التصنيف الظلم والقمع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ويعيق جهوده في السعي لتحقيق حقوقه المشروعة في استرجاع أرضه الفلسطينية.

في الختام، فَــإنَّ تصنيف المقاومة إرهابية وتصنيف إسرائيل ضحية هو سياسة متعمدة تخدم مصالح الدول الغربية في المنطقة. يجب أن نعمل جميعاً على توعية الرأي العام وتغيير هذه النظرة المتحيزة للعدو الإسرائيلي. ويجب أن نسعى جميعاً لتحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني والعيش في سلام وتحقيق حقوقه المشروعة في استرجاع أرضه الفلسطينية..

ويجب أن يتم تعريف الرأي العربي والعالمي عن الأسباب الجذرية للصراع والقمع والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com