تأتي السفنُ بما تشتهيه الرياحُ اليمنية
عبدالسلام عبدالله الطالبي
تخاذل زعماء الدول العربية والإسلامية وأغمضوا أعينهم عما يدور من مجازرَ مؤسفةٍ في الصمت المهين عليها ومؤلمةٍ في بشاعتِها بحق المظلومين في غزة.
لكن الله وعد بالأخذ من الظالم كما وعد بالاستبدال عن العاجز والخانع المتمكّن (إِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم).
وصدق الله في وعده ووعيده، وهَـا هي البشائر تزف لكل الأحرار في المنطقة؛ ليستبشروا بالإنجاز العظيم الذي وفق الله إليه قواتنا المسلحة اليمنية متمثلة في الفيلق البحري المجاهد والمتربص بحركة السفن التابعة للعدو الإسرائيلي.
حيث تمكّن الأحرار اليمنيون في القوات البحرية من احتجاز سفينة إسرائيلية والاستيلاء عليها واقتيادها بطاقمها والياتها ومعداتها العسكرية.
وبهكذا عون إلهي عظيم وتأييد من الله -سبحانه وتعالى- لمجاهدينا الأبطال فَــإنَّ ذلك يدلل بأن النصرَ حليفُ المؤمنين الواثقين بنصر الله.
كما يؤكّـد على حكمة القيادة الربانية، متمثلةً في شخصية السيد القائد -حفظه الله ورعاه- الذي أبدى موقفه الصادع بالحق والذي استنهض فيه كُـلَّ القدرات والإمْكَانات لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني دون الاكتراث بالتهديدات والتحذيرات والرسائل والإغراءات، معلنًا وقوفَه الصادقَ والمتضامنَ مع القضية الفلسطينية التي اعتبرها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- القضيةَ المركَزية التي تستحيلُ المساومةُ بها والتنازلُ عنها.
أحرارُ المنطقة والعالم أبدوا ارتياحَهم -بصور مختلفة- بالموقف اليمني المشرِّف المتضامِن والسبَّــــــاقِ في الدفاع عن المظلومية الفلسطينية، حتى من هم على خلاف مع توجّـه أنصار الله قالوها بصريح العبارة: “سلام الله على السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على موقفه الشجاع” ووجّهوا أبلغ التحايا ورسائل الشكر.
وهَـا هو اللهُ العلي الكبير يعزز المجاهدين الذين رفضوا أن يعيشوا دورَ المتفرج والصامت والإعلامي المهتم بجمع وتغطية الحدث لا غير.
هَـا هو الله يؤكّـد لهم نصرَه وعونَه ومعيتَه وكأنَّه يقول: “استمروا على ما أنتم عليه، وَابشروا بالنصر والظفر” (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ، وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ، وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
نعم نصَرَ عبدَه، وأعز جندَه، وأذل المتواطئين والخانعين والمتشبثين بطمع السلطة وحياة البذخ والاستعلاء الزائف على من دونهم، متناسين أنهم يبدون أذلاء خانعين أمام الأمريكي والإسرائيلي، والله المستعان.
هَـا هو اليوم اليمن ومن يقف موقفَه في دول محور المقاومة يقوم بالدور نيابةً عنكم ويتحَرّك بالممكن والمتاح، فمَا الذي أصابه؟
ضرباتٌ تلو الضربات وانتصاراتٌ تتوالى والقادم أعظم.