الحوثي: الأنظمةُ العربية والإسلامية لديها الكثيرُ من الأوراق للضغط على الصهاينة وأمريكا
المسيرة: متابعات:
استكمالاً للتضامُنِ اليمني مع الشعب الفلسطيني على كُـلّ المستويات، أطلقت الأُطُرُ البشرية الصحية والطبية في اليمن، ودول العالم الحُر، أمس الأحد، “الملتقى الصحي العالمي لمناصَرة غزة”؛ لدعم صمود سكانها في مواجهة جرائم الكيان الصهيوني، بما فيها جرائم استهداف وتدمير المستشفيات والمراكز الصحية، والعاملين فيها.
ويهدف الملتقى، الذي نظّمته وزارة الصحة العامة والسكان، إلى الضغط على المجتمع الدولي للمسارعة في فتح المنافذ المؤدية إلى غزةَ؛ لتمكين الأطر البشرية الصحية والطبية والإمدَاد الدوائي للوصول إلى سكان غزة، في إطار الدور الإقليمي والدولي لإسناد سكان غزة والاستجابة العاجلة والفورية لمظلوميتهم.
وفي الحفل، أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، أهميّةَ الالتقاء مع الأطباء وقادة العمل الإنساني؛ للوقوف أمام الوحشية النازية الصهيونية التي تمارَسُ بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وأكّـد أن “ما شاهدناه في اليمن من إجرامٍ يتكرّر اليوم في فلسطين المحتلّة، خَاصَّة في قطاع غزة من قبل العدوان الصهيوني المدعوم أمريكياً وأُورُوبياً من خلال القصف والمجاز التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى”.
وقالَ: “ما تقوم به النازيةُ العظمى من أمريكا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا وألمانيا من قتال الشعب الفلسطيني، يأتي انطلاقاً من شرعية خَاصَّة، في الوقت الذي يجب على العرب والمسلمين التحَرّك الجاد في وجه هذه الشرعية النازية”، لافتاً إلى أهميّة أن ينطلق كُـلّ فرد من موقع عمله لنصرة إخواننا في فلسطين كأقل واجب يقدمه أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية.
ونوّه عضو السياسي الأعلى الحوثي إلى أن “الأنظمة العربية والإسلامية لديها الكثير من الأوراق للضغط على الصهاينة وأمريكا ومن تحالف معهم لوقف عدوانهم على غزة، وفي مقدمة ذلك الجانب الاقتصادي والمتمثل في تخفيض تصدير النفط والغاز”.
وقالَ: “طالبنا الدولَ العربية التي تتواجد فيها قواعدُ عسكرية أمريكية أن يوقفوا أي تحَرّك لهذه القواعد، وعلى من يوفر الحماية لها التخلي عن ذلك؛ تجسيداً لما يدّعيه الجميع من أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى”.
وأعرب عضو السياسي الأعلى عن الأسف لارتفاع عدد الرحلات الجوية بين السعوديّة والإمارات والكيان المحتلّ ليصلَ لـ 152 رحلة أسبوعياً، فيما لا يسمح لليمن إلا بست رحلات للمرضى.
كما أكّـد أنه “لا جدوى من الجيوش والمعدات العسكرية التي تمتلكها الأنظمة العربية والإسلامية دون الاستفادة منها في حماية الأمن القومي العربي، وبذلك لا وجود لمبرّر السكون إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة جماعية خَاصَّة في قطاع غزة”.
وتطرق إلى ما قاله قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي: إن “اليمن لم يقم بالفعل المطلوب ولا نزايد بأن ما تقوم به القوة الصاروخية وما ستقوم به القوة البحرية اليمنية من دور في مساندة الشعب والمقاومة الفلسطينية؛ مِن أجل الإعجاب وإنما انطلاقاً من الموقف الإيماني”.
وقال: “عندما طلبنا فتحَ مسار من المملكة العربية السعوديّة كان الرد باستهداف طائراتنا المسيَّرة ومحاولة إسقاطها، وبدلًا عن قيامهم بنفس الدور تبنوا إعانة الأمريكي بإسقاط الطائرات اليمنية”.
وخاطب القادة العرب بقوله: “بدلًا عن توجيه التهديد إلى اليمن وشعبه، يجب أن يصوب هذا التهديد نحو الكيان الصهيوني الغاصب”.
فيما أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد النعمي، أن “هذه الفعالية تأتي تضامناً مع القيم الإنسانية والضمير الإنساني الذي سقط أمام الطغيان والجبروت الأمريكي الإسرائيلي والنفاق العربي والإسلامي”.
وأكّـد أن “قائد الثورة حدّد كُـلّ مسارات المواجهة مع الكيان الصهيوني، وعمل بما يليق للشعب اليمني في هذا التاريخ الفاصل بين مراحلَ مضت ومراحلَ آتية وتاريخ يؤسس لمسار الأُمَّــة ويحدّد بوصلة المستقبل أمام الاستكبار والجبروت والنفاق العربي”، مطالباً الجميع المساندة والوقوف مع أبناء الشعب الفلسطيني وقطاع غزة أمام آلة الحرب الصهيونية.
من جانبه نوّه رئيس اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى، العلامة محمد مفتاح، بجهود القائمين على المنظومة الصحية في اليمن وتنظيم هذا الملتقى الذي من المؤمل أن يفتح علاقات تواصل مع العالم للمشاركة في الدفاع عن غزة.
وأكّـد أن “العاملين في القطاع الصحي يستطيعون عمل ما لم تستطعه الأنظمة السياسية وغيرها لإغاثة أبناء فلسطين وقطاع غزة”، منوِّهًا بصمود الطواقم الطبية في قطاع غزة وثباتهم في تأدية واجبهم الإنساني تجاه ما يتعرض له أبناء غزة من حرب إبادة شاملة.
وبحضور عدد من قيادات الدولة، اعتبر وزير الصحة، طه المتوكل، هذا الملتقى واجهه للدول الحرة؛ مِن أجل نصرة الأقصى والشعب الفلسطيني والضغط على الحكومات لفتح المنافذ لإدخَال الأدوية وإخراج الجرحى، مؤكّـداً استعداد الأطر البشرية في اليمن تقديمَ الدعم والمساندة للقطاع الصحي في غزة.
وأكّـد أن “غزة اليوم كشفت الوجه القبيح لقادة أمريكا والعالم الغربي المتوحشين الذي يدّعون بأنهم يصونون حقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الزائفة”.
إلى ذلك أوضح رئيس الملتقى، الدكتور يحيى العزي، أهميّة الملتقى في تحقيق التضامن الإنساني مع الشعب الفلسطيني عامة وكذا ما يتعرض له أبناء غزة من حرب إبادة وما يحتاجه من مساندة إنسانية طبية وصحية ودعم عيني.
وأشَارَ إلى أن “من أهداف الملتقى رفعَ قُدُرَاتِ الأُطُرِ البشرية في القطاع الصحي ومجال الاستجابة الإسعافية الطارئة وَرفع مستوى التأهيل التقني للفرق الطبية في مجال التدخل السريع في مواقع الاستهداف في غزة”.
وصدر عن الملتقى بيانٌ أوضح فيه أن “أكثرَ من سبعين ألفاً من الأطر البشرية المدربة وطنياً، وآلاف المخلصين عربياً، وإقليمياً، وعالميًّا، يطلقون الملتقى لتقديم كُـلّ دعم إغاثي طبي تشخيصي دوائي جراحي ممكن؛ وفاءً للواجب الإنساني في نُصرة فلسطين وأهلها”.
وأوضح البيان، أن “هذا الحشد الطبي الصحي العالمي يمثل صوتًا للإنسانية يتردّد صداه في المحافل الطبية والصحية الأكاديمية والمهنية، بعد أن جُرِّدَ الشعب الفلسطيني من جميع أدوات التأييد”.
وأكّـد الملتقى الجهوزيةَ الفورية لمناصرة غزة، ومواكبة البطولات الاستثنائية التي سطّرها ولا يزال الطاقمُ الطبي والصحي في القطاع، مثمِّناً ثباتَ العاملين الصحيين وصمودهم.