صمتٌ مطبقٌ للأمم المتحدة تجاه مئات الخروقات للغزاة والمرتزقة
صدى المسيرة- حسين الحنيد
مئاتٌ من الخروقات لوقف إطلاق النار الذي أُعلن في العاشر من إبريل، في ظلّ صمت وتجاهُلٍ كبيرٍ للأُمَــم المتحدة وكأن الأمرَ ليس بالأهمية التي يستوجبُ منها الإدانة ولو ببيانٍ اعتيادي، في حين يعتبر بعضُ المراقبين أن الاستمرارَ في هذه الخروقات من جانب دول العُــدْوَان ومرتزقتهم قد يصل باستمراره وتواصله تصاعدياً حتى تنهار الهدنة أو “وقف إطلاق النار”، كما يسمّيها البعض، فتؤول أيةُ مساعي للسلام وإيقاف الحرب للفشل.
تجاهُــلُ الأُمَــم المتحدة لهذه الخروقات وعدم التحقيق فيها وإدانة الخارقين لها، بعرقلة مساعي السلام، يؤكّد عدمَ جدية هذه المؤسسة الأُمَــمية والدولية لإيقاف هذه الحرب الظالمة على الـيَـمَـن، وأنها تمارسُ دوراً وظيفياً لصالح تحالف العُــدْوَان؛ لمنحهم المزيد من الوقت والفرص؛ لتحقيقِ أية منجزات ميدانية تصرفها سياسياً على طاولة مفاوضات الكويت المزمع عقدها في الأيام القادمة.
الأمرُ الذي أثار سُخريةَ الكثير من المراقبين، هو الضجيج الذي تحدثه هذه المؤسسة والزخَم الكبير من الإجراءات المتخذة أثناء الإعداد لأية مبادراتٍ تقدمها، تحت عناوينَ تتصدر واجهات الصحف برعايتها وتبنِّيها لمشروع سيوقف هذه الحرب، حتى تبدأ خطواتُ التنفيذ لهذا المشروع، فيظهر للجميع هزالة الأداء الأُمَــمي الذي في الغالب سَرعانَ ما ينتهي به المطافُ إلى طريقٍ مسدودٍ، أو لجولةٍ جديدةٍ قادمة كما حدث في جنيف.
وفيما يتعلقُ بهذا الشأن، كشفت مصادرُ مطلعةٌ معلوماتٍ تناقلتها العديد من الصحف، عن إنشاء الأُمَــم المتحدة ثلاثَ غرف عمليات؛ لمراقبة وقف إطلاق النار ورصْدِ الخروقات، إلى جانب الغُرفة الرئيسية التي جرى تجهيزُها بمقر المشاورات في الكويت.
وعلى ما يبدو أن سخرية العديد من المراقبين، كما أسلفنا، كانت في محلها، فكل الخروقات التي حصلت ولا زالت مستمرةً بشكل يومي لوقف إطلاق النار، لم تحرك ساكناً للأُمَــم المتحدة، الأمر الذي يدفع بالكثير للتساؤل، إذا لم تصدر أية ردة فعل لهذه المؤسسة، فما الجدوى من إنشاء هذه الغرف؟ ولما كُلّ هذا الضجيج؟ الذي فسرّه البعض أنه مجرد ارتزاق لموظفي هذه المؤسسة عن طريق اعتمادات وميزانية الإعداد لمشروع حوار الكويت.
وعلى الرغم من اعتراضِ اللجنة الثورية والرسالة التي بعثها أنصارُ الله والمؤتمر الشعبي العام للأُمَــم المتحدة إزاء هذه الخروقات إلا أن الرسالة قوبلت بالتجاهل ولم تلق أيَّ رد من الأُمَــم المتحدة.
وفي الوقت الذي لا زال الشعبُ الـيَـمَـني يرزح تحت وطأة الحصار ويعاني الأمرّين، لم تكن الهدنة أو وقف إطلاق النار مجديةً للشعب الـيَـمَـني حتى من الجانب الإنْسَـاني الذي لطالما تشدّقت به هذه المؤسسة، فعلى الرغم من مرورِ أسبوعٍ على إعلان الأُمَــم المتحدة للهُدنة، لم تصلْ أيةُ مساعدة للشعب الـيَـمَـني، ولم تعلن الأُمَــم المتحدة عن أية عرقلة لوصول تلك المساعدات من قبَل أي طرف، كما كانت تتحجج في سابقِ تصريحاتها بعدم وصولِ تلك المساعدات.
الكاتبُ والمحللُ السياسيُّ عبدُالله صبري في مقالٍ له تناوَلَ فيه دور الأُمَــم المتحدة السلبي تجاه الشأن الـيَـمَـني على كُلّ الأصعدة، سواء أكانت على مستوى إيقاف الحرب أو حتى بتخفيف معاناة الـيَـمَـنيين بإرسال المساعدات لهم، رغم اعتياد موظفي ومسئولي هذه المنظمة على التباكي وذرف دموع التماسيح، بشأن المعاناة والمأساة الـيَـمَـنية، للدرجة التي يخال للمرء فيها أن غيثاً من المساعدات الإنْسَـانية يتحين الفرصة المناسبة للهطول على ربوع البلاد، بمجرد أن يتوقفَ إطلاق النار، بحسب وصفه.
مشيراً إلى أن “المساعدات ليست في طريق الوصول إلى الشعب الـيَـمَـني، مما يؤكد انحيازها أكثر من أي وقت مضى، إلى صف العُــدْوَان والحصار على الـيَـمَـن، حتى وهي تدبج البياناتِ والتقاريرَ الموغلة في الأسف والأسى بشأن أحوال ما تسميها ثاني أفقر دولة في الشرق الأوسط”.
مؤكداً عدميةَ اكتراث أي أحد إنْسَـانياً بما يجري للشعب الـيَـمَـني، وهو الأمرُ الذي كشفته يومياتُ العُــدْوَان السعودي الأمريكي، فلا الموظفون الأُمَــميون يتصرفون كمهمومين وناشطين في المجال الإنْسَـاني، ولا الهيئات الأُمَــمية الإنْسَـانية تتصرف بمعزل عن التوجيهات السياسية، التي غدت في ظلها مجرد واجهة ديكورية للتغطية على جرائم دول الهيمنة والاستكبار العالمي.