القائدُ القرآني رَجُلُ القول والفعل: “سنظفَرُ بكم وسننكل بكم”
علي الحسني
عندما يتحدث القائد القرآني أَو يهدّد فَــإنَّ على الجميع أن يأخذ ذلك بمحمل الجد، فالقرآن الكريم كلام صدق ولا يربي من يتخذونه دستوراً ومربياً لهم إلا على الصدق، وعلى هذا المقياس على كُـلّ العالم أن يستمع بكل إنصات إلى كلام السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي (يحفظه الله)؛ لأَنَّه وكما عرف عنه رجل القول والفعل ورجل إذَا قال فعل، بل أحياناً يسبق فعله قوله.
قبل أَيَّـام وتحديداً في آخر كلمة ألقاها السيد القائد، تضمنت كلمته الحديث عن غزة وفلسطين، فكان خطابه موجهاً للأُمَّـة الإسلامية وإلى العالم الغربي الكافر، متطرقاً في الحديث إلى ما يتعرض له أبناء فلسطين عامة وأبناء غزة خَاصَّة من جرائم إبادة جماعية وتصفية عرقية من قبل كيان العدوّ الإسرائيلي المحتلّ، الذي يسوم أبناء فلسطين المحتلّة سوء العذاب، دون أن يجد من يردعه أَو يوقفه عند حده، سواء من أبناء الأُمَّــة وزعمائها أَو من قبل دول الغرب الكافر التي تدعي الإنسانية وحقوق الإنسان.
فمنذُ الساعات الأولى من العدوان الصهيوني على غزة، خرج السيد القائد في خطاب له قائلاً لأبناء غزة لستم وحدكم، قالها والكل يعلم مصداقية السيد القائد، قالها لأبناء غزة ليس لمُجَـرّد كلام وانتهى كما يفعل بعض الزعماء السياسيين بل قالها وهو رجل القول والفعل، قالها بدافع إيمَـاني تفرضه عليه قيمه ومبادئه والدين الإسلامي، قالها وهو يعلم أنه سيعمل وسيبذل قصارى جهده وما تطاله قوته وما مكنه الله به من قوة لنصرة فلسطين، لكن العدوّ لم يعر ذلك اهتماماً واستمر في قتله وجرائمه الوحشية بحق أبناء غزة، وبدأت القوات المسلحة اليمنية بإرسال الصواريخ والمسيَّرات لقصف مواقع العدوّ الإسرائيلي الغاصب في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، لكن كُـلّ ذلك لم يكن ليوقف كيان العدوّ عن جرائمه، فخرج السيد القائد في خطابه الأخير قبل أَيَّـام ليعلنها صراحة ويقولها وهو يستشعر المسؤولية ويؤلمه ما يراه من قتل وإبادة لأبناء الأُمَّــة في غزة، معلناً أنه سيتم توسيع العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، ضد العدوّ الإسرائيلي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو قرار تأريخي مسؤول وشجاع، جعل من البحر والممر المائي الهام خَطًّا أحمرَ ناريًّا على كُـلّ سفن العدوّ الإسرائيلي التي ستمر منه، حتى وإن كانت مموَّهةً ومتخفية بأعلام دول أَو شركات وجهات أُخرى، وقد أخبرهم أن عيوننا مفتوحة وسنظفر بسفنكم، كما تحدث السيد القائد في خطابه الأخير إلى الأمريكان -الذين ظنوا أن قائد اليمن كبقية الزعماء السياسيين العرب- فقال لهم: “لا تحسبونا منهم ولسنا من يخضع لأوامركم”.
وما هي إلا أَيَّـام قليلة حتى أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن سيطرتها على سفينة تابعة لكيان العدوّ الإسرائيلي الغاصب، وهو تجسيد وتنفيذ لما قاله السيد القائد في خطابه الأخير، ليثبت للعالم أجمع أن قائد الثورة اليمنية ليس كبقية زعماء الأُمَّــة العربية والإسلامية السياسيين يأتي بالتصريحات لمُجَـرّد الاستهلاك الإعلامي وكسب الأصوات، وإنما هو إعلان من قائد قرآني كما قلنا في بداية الحديث، وهذه هي البداية والقادم أعظم، وقد تحقّقت مقولة السيد القائد “سنظفر بكم”، وفي قادم أقولها بكل ثقة بالله أولاً ثم بصدق السيد القائد ثانياً إنها ستتحقّق مقولة السيد القائد في ذات الخطاب حين قال متحدثاً عن الكيان الغاصب والغرب الكافر: “سننكل بكم”، فمرحلة التنكيل بالعدوّ قريبة لا محالة، وهذا وعد الله لنا، والله لا يخلف وعده.