الاستيلاءُ على السفينة الإسرائيلية.. رسائلُ وأبعاد
جمال الأشول
بات من الصعب على كيان الصهيوني استعادة هيبته المتهالكة بعد اعتراض السفينة الإسرائيلية «غالاكسي ليدر» واقتيادها بنجاح إلى الساحل اليمني.
عملية نوعية على المستوى العملياتي والاستخباري والعسكري، يعد الأول من نوعه، التي تأتي ترجمةً لوعود السيد عبدالملك الحوثي، في استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، كمنطلق إيمَـاني وديني لمساندة المقاومة الفلسطينية في غزة، وردّا على المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
اقتياد سفينة «غالاكسي ليدر» التي تتبع رجل أعمال إسرائيلي، إلى السواحل اليمنية يمثل تطوراً استثنائيًّا في قوة أنصار الله، وأثبتت قدرة القوات المسلحة اليمنية على إلحاق الأذى البالغ والعميق والاستراتيجي والاقتصادي للكيان الصهيوني.
ويبدو أن هناك مزيداً من المفاجآت للقوات اليمنية، التي ستفاجئ العدوّ الصهيوني، في ظلّ عجز المجتمع العربي والدولي عن إيقاف العدوان الصهيوني على غزة، وما يرتكبه من إبادة جماعية وتدمير ممنهج في غزة.
عملية اعتراض السفينة الإسرائيلية في البحر الأحمر، والتي كانت قريبة من المياه الإقليمية للسعوديّة، وتم اقتيادها إلى السواحل اليمنية، ليس حدثاً عادياً وإنما ذو أهميّة استراتيجية عاليةً جِـدًّا، وذلك للأسباب التالية:
– قيام القوات البحرية اليمينة في اعتراض السفينة الإسرائيلية وعلى مسافة بعيدة من اليمن وتطويقها والاستيلاء عليها قبل اقتيادها إلى الساحل اليمني؛ ما يعني أن البحر الأحمر والمياه الإقليمية تحت سيطرة القوات اليمنية
– يعكس مدى استعداد وجاهزية وقدرات الجيش اليمني لرصد واستهداف السفن الإسرائيلية.
– تشكل ضربة قاصمة للكيان الصهيوني، وتؤسس فرضيةَ تراجع وفشل نظرية “الردع الإسرائيلي”، وتثبت أن الكيان أوهن من بيت العنكبوت.
– الآلية التي اعتمدتها القوات اليمنية في عملية «غالكس ليدر» في طريقة تنفيذها وعنصر المفاجأة فيها؛ مما سبّب حالة من الصدمة والذهول لدى العالم، بما فيهم الدول المطبعة والإسرائيليون أنفسهم، الذين لطالما تباهوا بقدرات «إسرائيل».
– نجاح القوات اليمنية في عمليات التمويه والمباغتة والاستيلاء على السفينة الإسرائيلية.
– رسالة واضحة من السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لاستنهاض الأُمَّــة من جديد وتذكيرها بأمجادها وقدراتها على دحض وهزيمة الكيان الصهيوني.
– العملية تثبت جاهزية واستعداد القوات المسلحة اليمنية في خوض معركة البحر مهما بلغت أثمانها، وعلى الكيان الصهيوني إيقاف عدوانه على غزة، ما لم، فعليه الاستعداد لعمليات ومفاجآت أشد إيلامًا.