قد خُيِّرْنا بين السِّلة والذِّلة وهيهاتَ منا الذلة
صفاء السلطان
منذ الأيّام الأولى لـ “طُـوفان الأقصى” أطلَّ سيدُ القول والفعلِ، سماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بكلماته القوية والمزلزلة، والتي فهم أبعادَها العدوُّ أكثرَ منا، خطاب كان له ما بعده من الضغوطات الأمريكية بين ترغيب بالسلام وإنهاء الحصار والعدوان وإعادة المرتبات المنهوبة من قبل دول العدوان، والكثير الكثير من الإغراءات التي وضعها العدوّ الأمريكي في سبيل الوقف عن دعم الفلسطينيين والقضية الفلسطينية بالشكل العظيم الذي تقدمه اليمن سواءً بالصواريخ والمسيَّرات أَو بالكلمات والمسيرات الشعبيّة، كُـلّ ذلك كان مجهداً للأمريكي فتحَرّك لإسكات الخطر القادم من اليمن، من أحفاد الأنصار على نحور أحفاد القردة والخنازير، وكما أنهم لم يعدموا حيلة بوسائل الترغيب، فلم يترك الأمريكي وسيلة من وسائل الترهيب إلا واستخدمها في إرسال التهديدات عبر وساطاته فتارة بتفجير الوضع الداخلي وتارةً أُخرى بإعادة العدوان على اليمن والتدخل الأمريكي المباشر، وكأنهم لم يدخلوا في الحرب على بلدنا العزيز منذ تسع سنوات مضت فمرة بحصار وثانية بقنابل فراغية وثالثة بدخول مباشر في الجنوب المحتلّ.
كُـلّ هذه الأساليب لم تؤثر مطلقاً على قياداتنا العظيمة فقد جاء الرد عليهم تباعاً بالصواريخ والمسيَّرات والتحَرّك السياسي والشعبي الواسع، فهذه القيادة العظيمة المتمثلة بسماحة السيد القائد -حفظه الله- تقول لهم عندما قالوا له: إن كَثيراً من العرب قد اختاروا الرضوخ والصمت والاستسلام فكان رده: “لا تحسبوا حسابنا بينهم فلسنا ممن يأخذ الأوامر منكم”، وأما عن القيادة السياسية المتمثلة بالرئيس المشير مهدي المشاط، فقال بعد تعرض اليمن للتهديد: “نحن لن نساوم على القضية الفلسطينية، ولن نقبل إلا بفلسطين كاملة دون حدود مع الكيان الصهيوني، وما بقينا إن لم تبق القضية الفلسطينية”، وأما عن الموقف الشعبي فكله شوق للجهاد في سبيل الله ضد هذا الكيان الغاصب وإن كان ذلك بشفرات الخناجر، وإن لِلقاءِ العدوّ في نفوسهم شوقً أحرَّ من الجمر، وكم أرى في أعينهم تحرقاً لسحق الصهاينة، كما أرى تأسفاً وتألماً مما يرونه من المجازر الوحشية بحق إخوانهم الفلسطينيين.
مواقف إيمانية حيدرية تذكرنا بصولات وجولات حيدرَة بسيفه ذي الفقار وقد برز الإيمانُ كله للشرك كله، وها نحن اليوم في بلد الإيمان نبرز للشرك كله مهما كانت الظروف والتحديات، رافعين شعار الحسين -عليه السلام- في كربلاء قائلاً: لقد خيرت بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنين.